شاطئ كيتاني و الفار قبلتهم ملتزمون يقصدون شواطئ خاصة بهم في العاصمة يعتبر الذهاب إلى البحر من أهم الأشياء التي يقوم بها الجزائريون خلال فصل الصيف فالكثير منهم ينتظرون هذه الفترة من السنة من أجل التمتع بزرقة البحر ومياهه المنعشة ولكن هناك فئة أخرى من الجزائريين الملتزمين أو(الإخوة) كما يحلو للكثيرين تسميتهم لا يحبون الاختلاط في الشواطئ مع بقية الناس وذلك تحاشيا للمظاهر التعري لذلك سخر هؤلاء الملتزمون بعض شواطئ العاصمة وجعلوها خاصة بهم ويمنعون منعا باتا أن يدخل عامة الناس إليها. عتيقة مغوفل العديد من الملتزمين يرفضون التوجه نحو شواطئ التي عادة تكون مكتظة بالعائلات خصوصا النساء اللائي يرتدين ملابس السباحة الفاضحة تشد الأنظار وتجعل من أماكن الراحة أوكارا للمعاكسات وقلة الحياء. لذلك أوجد الملتزمون لأنفسهم شواطئ خاصة بعيدا عن كل مظاهر الإغراء والصخب. شاطئ الفار بالحمامات مقصد الملتزمين يعتبر شاطئ الفار الواقع ببلدية بينام بالجزائر العاصمة واحدا من أهم شواطئ العاصمة وعادة ما يشد الأنظار إليه لأنه شاطئ مميز دون غيره من الشواطئ فهو شاطئ الإخوة والملتزمين الذين لا يحبون ويرفضون كل مظاهر الاختلاط والجدير بالذكر أن هذا الشاطئ مخصص للرجال فقط أي لا يمكن أن تجد فيه أي امرأة كانت فهو خاص بالمتدنيين فقط وهو ما جعله قبلة العديد من المصطافين الذين يقصدونه يوميا خلال موسم الاصطياف حيث تجد في كل جهة مجموعة من الأصدقاء المتدينين يسبحون ويتمتعون بالسباحة في الشاطئ المحبوب لدى أغلبيتهم كونه خاليا من كل مظاهر العري والتبرج وكذلك تواجد الديجي التي تعرفها باقي شواطئ العاصمة ورغم افتقاد هذا الشاطئ إلى كامل وسائل الراحة والأمان كباقي الشواطئ الأخرى إلا أن المنتمين للتيار السلفي بالجزائر وجدوا فيه كامل أنواع الراحة نظرا لموقعه الإستراتيجي والمساحة الجمالية التي يتمتع بها. وقد أجمع كل من يتردد على هذا الشاطئ أنه بعيد عن كامل مظاهر الفسق والفتن وهو ما جعله مقصد العديد من الناس لأنهم يجدون راحتهم فيه كما ويمنع الإخوة الشباب الاستماع للموسيقى في شاطئ الفار والجدير بالذكر أن المتدينين في بلادنا يفتقدون لأماكن الراحة أمام تحول معظم الشواطئ إلى أماكن للعري وقلة الحياء نتيجة اختلاط الرجال بالنساء اللواتي يرتدين ملابس شبه عارية وهو الأمر الذي جعل الكثيرين يجعلون من شاطئ (الفار) قبلتهم من أجل الترويح عن النفس وقضاء وقت ممتع دون أن يتم التعدي على الحدود. العنصر النسوي ممنوع ومن الأسباب التي تجعل (الإخوة) يقبلون على شاطئ (الفار) هو منع النساء من دخوله حتى ولو كن يقطن بالقرب من الشاطئ وذلك حتى لا يكون هناك اختلاط بين الجنسين كما يحدث في باقي شواطئ البلاد ولا يسمح لهن حتى لو قررن السباحة بملابسهن لأن ذلك سيحدث فتنة بين المصطافين هناك وعن منع هذا الاختلاط قال لنا أحد المصطافين بالشاطئ الذي تعود السباحة فيه (بعدما أصبحت ملتحيا ابتعدت عن شواطئ الفسق والفتن وأصبحت أقصد شاطئ الفار يوميا) . ويحرص معظم مصطافي شاطئ (الفار) على الالتزام بالصلاة خاصة صلاة الظهر والعصر حيث يبادر بعض الشباب إلى رفع الأذان فيسارع الجميع إلى مغادرة البحر لأداء الصلاة في الوقت المحدد. بالإضافة إلى ذلك فإن الاستماع إلى نغمات الموسيقى غير مسموح به وتنطلق بدلا عن ذلك أصوات الأناشيد والمدائح الدينية.
شاطئ الكيتاني مقصد المحجبات وعلى غرار شاطئ (الفار) بالحمامات يعرف شاطئ (الكيتاني) بباد الوادي الشعبي وسط العاصمة حكاية أخرى لنوع آخر من المصطافين غير المتبرجين إذ لا توجد به امرأة واحدة تسبح من دون حجاب أو من دون لباس شرعي حضور غفير للعائلات الملتزمة التي تتجه كل يوم إلى شاطئ البحر وتحافظ على الكثير من القيم فلا عري ولا تواجد للعشاق مسجد صغير تعتليه الأمواج والصخور وديكور لا يخلو من صور الجلباب والنقاب ونصف الساق. من خلال زيارة قمنا بها إلى شاطئ (الكيتاني) التقينا ببعض المقبلين عليه من بينهم عمر الذي يسكن أعالي حي باب الوادي أخبرنا أن هذا الشاطئ يعتبر من بين أحسن الشواطئ التي تعرف (الحرمة) في العاصمة فهو مكان جيد للعائلات التي لا تريد أن ترى إخلالا بالمبادئ الإسلامية كما يصفها(عمر) ويواصل قائلا: (شخصيا لا أمنع أخواتي المحجبات من القدوم إلى هذا الشاطئ حتى زوجتي لا أمنعها لأنها ستسبح مستورة من دون أن تنزع حجابها). ويمكن رؤية العديد من العائلات في شاطئ (الكيتاني) وهي تتمتع بجو البحر اللطيف فيما تقام الصلوات بين الحين والآخر في الجانب الخلفي من الشاطئ في جو معاكس تماما لما هو سائد في شاطئ (موريتي) و(بالم بيتش).