محرومات من الاستمتاع بالبحر نهارا محجبات يخترن الليل والظلام للسباحة تعرف مختلف شواطئ الجزائر حركة نشيطة ومميزة على مدار كامل فصل الصيف بسبب تردد العائلات يوميا على هذا المكان الخلاب من أجل الهروب من حرارة الجو وروتين المنزل حيث نجد أن الشواطئ تعرف اكتظاظا على مدار كل أيام الأسبوع ولا يقتصر ذلك على أيام العطلة فقط ولكن ما يعيق تلك العائلات خصوصا منها النساء والفتيات اللواتي يرتدين الحجاب هو عدم تمكنهم من الاستمتاع بمياه البحر الباردة وارتداء ملابس السباحة الخاصة بالمحجبات بكل حرية فاللباس الشرعي الذي يرتدينه يجعل الكثير من الأنظار تحوم حولهم وتحرسهم بأي ثوب سوف ينزلن إلى الماء ولهذا تضطر معظم النساء المرتديات لهذا اللباس الشرعي للمغامرة بالدخول إلى مياه البحر بكامل حجابهم في حين نجد في بعض الأحيان من يضربن عرض الحائط إجبارية الاقتداء بشروط اللباس الشرعي وتجدهم يسبحون بلباس نصف محتشم وما يظهر أنهن من مرتديات الحجاب هو احتفاظهن بالخمار أو قيامهن بربطه حول أعناقهن فقط. والجدير بالذكر أن الحركة على الشاطئ لا تقتصر فقط على النهار فقط بل أن الحركة تتواصل إلى ساعات متأخرة من الليل بنفس النشاط والحيوية. وعند تنقلنا لبعض شواطئ العاصمة في ساعة متأخرة استغربنا لامتلاء تلك الشواطئ بالعائلات والمحجبات تتخلى الواحدة منهن عن نصف حجابها الذي يتبقى من علاماته سوى الخمار الذي يعرفنا أن تلك الفتاة من مرتديات الحجاب. وعند اقترابنا من بعضهن للاستفسار عن اختيارهم فترة الليل والظلام للسباحة تحدثنا مع جميلة التي أوضحت أن حجابها يمنعها من السباحة في النهار أمام أعين الشباب التي لا ترحم وأضافت أن مجتمعنا يحرمنا من السباحة ومن جراء تلك النظرات والأقاويل التي نسمعها لدى تواجدنا برداء الحجاب في الشاطئ تجعلنا لا نستهوي البحر في النهار ولذلك تقول جميلة: (أنا أختار الليل حيث لا يراني أحد وفي بعض الأحيان أرتدي لباس البحر العادي وأسبح به رفقة أخواتي المحجبات كذلك وعائلتي وأضافت أن الليل يسترهن من أعين الناس. وعندما اقتربنا من رانية التي هي شابة في مقتبل العمر كانت تلبس لباس السباحة ومن علامات فرق اللون الذي ظهرت على وجهها تبين لنا أنها فتاة ترتدي الحجاب وعندما سألناها عن قدرتها على السباحة في الليل رغم الظلام أكدت لنا أنها تفضل السباحة في الليل ولا علاقة بذلك بارتدائها الحجاب دون أن تنكر أن سباحة المحجبة في الليل أفضل من النهار لكونها مجبرة على التستر. أما لطيفة فنظرتها مغايرة تماما فهي لا ترى أن المرأة المحجبة يجب أن تحافظ على لباسها وسمعتها أحسن لها من أن تتخلى على حيائها وحجابها من أجل السباحة و(التبرد) فقط.