سماسرة يعرضون الجوازات ب60 مليون سنتيم جزائريون يتحايلون للحج! الشيخ علي عية: لا يجوز شرعا الحج بهذه الطريقة.. تميزت الفترة الأخيرة بالاستعدادات الحثيثة لأداء ركن الحج والتي أشرفت عليها وزارة الشؤون الدينية بالتنسيق مع وكالات السفر وقد أمرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في نفس السياق الحجاج الميّامين في بعض ولايات الوطن بالتوجه إلى المطارات لاستلام تذاكر سفرهم وستنطلق اليوم أول رحلة للفوج الأول لكن ورغم كل الإجراءات لم يسلم هذا الركن الهام من التلاعبات وصور التحايل بغية الظفر بمقعد في الطائرة المتوجهة إلى بيت الله الحرام مع أن التلاعب في أداء هذه المناسك محرم شرعا. عتيقة مغوفل يعتبر الحج الركن الخامس من أركان الإسلام وتأديته لمن استطاع له سبيلا والاستطاعة هنا تعني القدرة المادية والجسدية للقيام بمناسك الحج ولكن هناك بعض الأشخاص للأسف من لهم القدرة المادية والبدنية ولكن لم يحالفهم الحظ في عملية القرعة لاختيار الحجاج الذين سيؤدون الفريضة هذه السنة لذلك يلجأ هؤلاء الناس لطرق ملتوية حتى يحجون وللأسف الشديد فإن هذه الظاهرة تتكرر كل سنة والوزارة المعنية تلتزم الصمت. تأشيرات الحج ب60 مليون سنتيم من أكثر الطرق المعمولة بها من أجل التحايل في تأدية فريضة الحج هو شراء جواز السفر وتأشيرة الحج في السوق السوداء ومن عند سماسرة متخصصين في هذا المجال فكل عام يجني هؤلاء أموالا طائلة من بيع جوازات سفر الحاج وقد التقت(أخبار اليوم) بأحد الحجاج المتحايلين الذين ركضوا طويلا من أجل الظفر بتأشيرة الحج ولكن باءت كامل محاولاتهم بالفشل في آخر لحظة في الموسم الماضي فقد قام الحاج المدعو (مصطفى.ك) البالغ من العمر 64 عاما بالتقدم والتسجيل في قرعة الحج ثلاث مرات إلا أن الحظ لم يحالفه كل مرة ولم يستطع أن يحظى بفرصة لزيارة بيت الله الحرام لذلك اقترح عليه أحد الأصدقاء شراء جواز السفر وتأشيرة الحج من عند أحد المعارف وبمبلغ 60مليون دج وبعد التفكير قرر السيد (مصطفى) أن يأخذ بنصيحة الصديق وشراء التأشيرة من أحد البارونات المتخصصة في بيع مثل هذه الوثائق المهمة وبعد أخذ وعطاء طلب من السيد (مصطفى) دفع مبلغ 60مليون دج ثمن الخدمة فوافق المعني بالأمر وقام بدفع المبلغ كله لسمسار جوازات الحج وجاء اليوم الذي كان ينتظره السيد (مصطفى) كثيرا وخرج من بيته متجها للمطار من أجل السفر إلى بيت الله وكان مرفوقا بأفراد عائلته الذين جاؤوا لتوديعه وعندما وصل إلى مطار هواري بومدين بدأ يقوم بالإجراءات المخصصة للسفر قدم جواز سفره في الشباك المخصص للمسافرين وهناك وقع ما لم يكن في الحسبان بحيث شكك الضابط المسؤول في جوازه وتفطن أنه جواز حاج مزور ليتم توقيفه في عين المكان وبعد التحقيق معه اعترف بأنه لم يرد اسمه في قرعة الحجاج وأنه قام بشراء جواز الحاج من أحد معارفه وهناك اتخذ قرار منعه من السفر إلى بيت الله الحرام ولم يشأ الضابط رفع قضية تزوير ضده وتركه يذهب في حال سبيله. حج بعض الأئمة مرهون بصندوق الزكاة ! وفي حديث جمع (أخبار اليوم) مع أحد أئمة مساجد العاصمة تحدث إلينا عن إحدى الطرق الملتوية التي يحصل بها الأئمة المفضلون أو المدللون من طرف وزارة الشؤون الدينية على تأشيرة الحج كل سنة حيث أن الوزارة رفعت تعليمة لكل أئمة المساجد في كل ربوع الوطن تقضي فيها بمنح كل إمام يجمع أكبر مبلغ ممكن في صندوق الزكاة بالمسجد الذي يعمل به على مستوى ولايته تأشيرة سفر إلى الحج وأحيانا تمنحه حتى تأشيرة سفر وقضاء عطلة في فرنسا إلا أن هذه الامتيازات لم ترق العديد من الأئمة واعتبرت هذه التعليمة إجحافا في حق الكثير من الأئمة على مستوى الوطن خصوصا الأئمة الذين يشتغلون في بعض المناطق النائية والقرى الفقيرة في الولايات الداخلية والتي لا يجد سكانها أحيانا حتى قوت يومهم فمن أين لهم المال لملء صندوق الزكاة في حين هناك أئمة يعملون في مساجد الأحياء الراقية يجمعون دوما مبلغا كبيرا من المال والسبب أن سكان الحي يتبرعون للصندوق باستمرار. الشيخ علي عية: لا يجوز شرعا شراء جواز سفر لأداء ركن الحج وحتى نعرف حكم الدين في الطرق الملتوية التي يستعملها بعض الحجاج للظفر بتأشيرة الحج من أجل تأدية إحدى أهم أركان الإسلام ربطت (أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا بالشيخ علي عية شيخ الزاوية العلمية لتحفيظ القرآن وإمام رئيسي بالمسجد الكبير بالجزائر العاصمة وقد أكد لنا هذا الأخير أنه لا يجوز شرعا للحجاج أن يقتنوا جواز سفر الحاج من أجل تأدية الفرض بطرق ملتوية بل عليهم أن يتقوا الله ما استطاعوا في تأدية العبادات التي تقربهم من الله عزوجل فمن لم يرد اسمه في القرعة يقوم بشراء جواز الحاج فهذا يعتبر رشوة وهي حرام في الإسلام عدم ورود اسمه هو قضاء وقدر وما عليه إلا المحاولة في السنوات المقبلة. بالإضافة إلى هذا فقد أكد لنا الشيخ علي عية أن هناك صنفا آخر من الحجاج من يقوم بشراء جواز السفر من أجل أن يحج للمرة الثانية والثالثة مع أنه يكون قد حج في المرة الأولى فهذا إثم أكبر وذنبه أعظم لأنه سبق وأن حج حجة الواجب فرسول الله صلى الله عليه وسلم حج مرة واحدة في حياته فكيف للجزائريين الحق في التحايل من أجل الحج مرتين وثلاث. وزارة الشؤون الدينية لا ترد وللتحقيق في الموضوع أكثر حاولت (أخبار اليوم) أن تربط اتصالا هاتفيا بوزارة الشؤون الدينية من أجل سؤالها عن صمتها عن مثل هذه التجاوزات التي تسجل كل سنة في موسم الحج إلا أنه لا حياة لمن تنادي فلم يتم الرد على اتصالاتنا.