جلّها مستورد من الدّول الآسيوية أدوات مدرسية خطيرة تتربص بالتلاميذ * الأدوات المعنية تحتوي على مواد مسرطنة مجهولة المصدر لم تعد تفصلنا إلا أيام قلائل على الدخول المدرسي الذي برمج بتاريخ 6 سبمتبر المقبل وهو حدث هام جدا بالنسبة للتلاميذ والأولياء على حد سواء لذلك يسارع الأولياء خلال الأيام الأخيرة من العطلة لإعداد العدة لهذه الحدث الهام من خلال اقتناء الأدوات المدرسية التي يحتاجونها في عطلتهم إلا أن ما أرعب الأولياء هو تداول بعض الأخبار هذه الفترة مفادها أن الأداوت المدرسية المعروضة هذه السنة خطيرة على صحة التلاميذ لأنها تتكون من بعض المواد المسرطنة. عتيقة مغوفل تنوعت الأدوات المدرسية في السنوات الأخيرة عبر الأسواق وأضحت تثير الكثير من الجدل خلال الدخول المدرسي فقد عرفت أشكالها تغييرا كبيرا مقارنة بما كان عليه الحال في السنوات الماضية فقد خرجت هذه الأخيرة من إطارها التربوي وأصبحت تأخذ أبعادا أخرى وهو الأمر الذي حذر منه المختصون كثيرا.
سيالات تشبه السجائر وألوان في علبة ماكياج قامت (أخبار اليوم) بجولة إلى بعض أسواق العاصمة أين تعرض مختلف الأدوات المدرسية التي تعتبر تجارة رابحة خلال هذه الفترة من السنة لذلك يسارع التجار النظاميون والفوضويون في عرض مختلف أنواع تلك السلع ولكن ومن بين الأمور التي شدت انتباهنا اليوم هنا أن الكثير من تلك المواد المعروضة لها أشكال مختلفة بعيدة كل بعد عن الإطار التربوي فمن الأدوات التي لاحظناها سيالات بشكل سيجارة والغريب في الأمر أن تلك السيالة كانت بحجم سيجارة حقيقية يستعملها التلميذ في الطور الابتدائي من أجل كتابة دروسه ومن الأمور التي شدت انتباهنا أيضا مبراة بشكل حيوانات تشغل عقل التلميذ وتلهيه عن الدراسة ووقفنا على مبراة على شكل ضفدع وأخرى بشكل قطة صغيرة أليفة بالإضافة إلى نوع آخر من المبراة التي تخص الذكور دون البنات حيث كانت تلك المبراة على شكل جندي صغير يحمل سلاحا حيث يتم إدخال القلم داخل ذاك السلاح من أجل بريه هذا دون الحديث عن علبة الألوان الخاصة بالبنات والتي هي على شكل علبة ماكياج وما لحظناه أيضا خلال جولتنا وجود نوع من المساطير المطاطية المصنوعة من مادة السيليكون وفيها مياه ملونة تظهر بتحريك تلك المسطرة شكلها كان مثيرا للغاية فنحن الكبار بقينا نلعب بها فكيف حال الصغار إذن بالإضافة إلى ذلك فقد شد انتباهنا أيضا قلم رصاص وكأنه مصنوع من المطاط يطويه الطفل ثم يعيده إلى شكله الحقيقي دون أن ينكسر.
الشخصيات الكرتونية على واجهة الأدوات وما شد انتباهنا أيضا من خلال جولتنا في المحلات والطاولات الفوضوية المختصة في بيع الأدوات المدرسية بالعاصمة أن هناك الكثير من الأدوات التي تحمل أشكالا مختلفة لشخصيات الرسوم المتحركة والتي يحبها الأطفال فالتجار الراغبون في كسب أكبر عدد ممكن من الزبائن يلفتون انتباه التلاميذ الصغار من خلال عرض سلع تتناسب ورغباتهم كتلك التي تحتوي على شخصيات الرسوم المتحركة المشهورة من(سبيدر مان) (سبونج بوب) (بات مان) و(ناروتو) بالنسبة للذكور فيما تستميل الإناث صور(باربي) (دورا) و(لولو كاتي) فهذه الرسوم المتحركة وغيرها من التي يشاهدها أطفالنا عبر الشاشات التلفزيونية لا تزال منذ فترة معتبرة العامل الأساسي الذي يدفع الأولياء لاقتناء سلعة دون غيرها. وقد تقربت (أخبار اليوم) من بائع كان ناصبا طاولة فوضوية في سوق باب الوادي الشعبي وقد أخبرنا هذا الأخير أنه قام باقتناء عدد معتبر من المحافظ والمقلمات وبعض لوازم الدراسة غير أن السلع التي تحتوي على الرسوم المتحركة هي التي حققت أكبر نسبة مبيعات منذ قرابة 10 أيام وأضاف أن الأولياء الذين يصطحبون أطفالهم خلال عملية الشراء هم الأكثر تأثرا بهذا النوع من الأدوات فيما يفضل آخرون اقتناء كل ما هو بسيط وخال من أي نوع من أنواع الصور أو الرسوم من أجل اقتصاد بعض المال. وأدوات بألوان وصبغات خطيرة على الصحة والجدير بالذكر أن بعض الجهات المختصة أكدت أن هناك بعض الأدوات المدرسية المنتشرة في الأسواق الموازية ومعظمها من صناعة صينية أو مستوردة من دول جنوب آسيا وتتخذ في أغلب الأحيان شكل الألعاب والرسومات المتحركة للفت انتباه الأطفال بغية زيادة الإقبال عليها تحتوي على بعض المواد التي تبعث على التساؤل والحيرة في نفوس أولياء التلاميذ لكونها مجهولة المصدر كمياه ملونة أضواء وبعض الكريات وحتى علب العجينة التي يستعملها التلميذ في القسم من أجل تشكيل بعض الأشكال المختلفة الموجهة إلى الأطفال بألوان وصبغات مختلفة تشكل خطرا على صحة أبنائهم في ظل عدم وجود وريقات مرفقة لشرح نوع تركيبة هذه الأدوات والتي هي في الغالب عبارة عن مساطر أقلام تلوين مباري ممحاة وغيرها ولكن كل تلك الألوان تستهوي الأطفال كثيرا ما يجعلهم يلحون كثيرا على أولياء أمورهم من أجل اقتنائها وذلك حتى يتباهوا بها أمام أصدقائهم في القسم وهو الأمر الذي يجعل الأولياء مجبرين على اقتنائها لكن شغل بالهم كثيرا احتواء بعض الأدوات في تركيبتها على مواد مسرطنة على غرار الممحاة تلك الوسيلة المستعملة كثيرا من طرف الأطفال في الطور الأول خاصة مما يجعل التأثير بليغا. غياب الرقابة زاد من المشكل وحتى نعرف رأي أولياء الأمور في الأشكال الغريبة لمختلف الأدوات المدرسية تقربنا من البعض منهم من أجل الحديث إليهم قليلا وأول من تقربنا منه السيد نور الدين البالغ من العمر 42 ربيعا متزوج وأب لثلاثة أطفال أكبرهم فتاة تدرس في الطور المتوسط أما البقية فهم تلاميذ في الطور الابتدائي وقد أخبرنا هذا الأخير أنه قد تعجب كثيرا من أشكال الأدوات المدرسية التي عرضت في الأسواق هذه السنة والتي تخرج في أحيان كثيرة عن إطارها التربوي وهو الأمر الذي جعله يلقي اللوم على أعوان الرقابة والجمارك الذين يسمحون بدخول مثل هذه الأداوت الصينية التي من شأنها أن تؤذي التلميذ في صحته وقد يشغله التنميق المتزايد عن الدروس كآفة أخرى.