تذهب الكثير من العائلات إلى منع تصوير العروس داخل قاعة الحفلات خاصة وأن الهواتف النقالة صارت تهدد العروس من كل جانب بسبب الأفعال المشبوهة التي صارت تلاحق التقاط الصور من طرف البعض مما أدى إلى منعها منعا باتا حتى أن بعض القاعات عُلقت عبر جدرانها قصاصة مفادها منع التصوير بالهاتف لنقال بحيث تقف العائلات محرجة أمام تلك الظاهرة التي باتت طاغية في الأعراس إذ صارت العروس تصور من طرف من هب ودب من الحاضرين وهو ما لم يكن مسجلا بأعراس الأمس التي غابت عنها تلك المظاهر المعيبة التي تحمل بين طياتها تعدّ على الخصوصيات. في هذا الصدد اقتربنا من بعض النسوة من أجل التحدث معهن فكانت أغلب الآراء رافضة لبعض المظاهر التي تخترق خصوصيات العائلات بل وتخاطر بالعروس وحتى النسوة الحاضرات السيدة مليكة تقول إنها حضرت الكثير من الأعراس ورأت إقبال أغلب المدعوات على تصوير العروس مع تعدد أجهزة التصوير وهو أمر مرفوض خاصة وأن عامل الثقة لا يتوفر في كل الناس والصور هي أمر شخصي وجب التحفظ عنه وقالت إنها في حفل خطوبة ابنتها الذي أقامته مؤخرا منعت التصوير والتقاط صور لها وكان هو مطلب العريس وأنا أيضا وافقته الرأي -تقول- فالتقاط الصور قضى على السترة وحرمة العائلات وهو ما لم نسجله بالأمس في الأعراس الجزائرية التي كانت تحافظ على الخصوصيات ولا تقتصر مهمة التصوير إلا على المكلفة بالتصوير لكن يبدو أنه في أعراس اليوم صار الكل مصورين بدليل ركض الكل وراء العروس من أجل أخذ صور لها حتى بدون إذن وهو أمر غير معقول. أما الآنسة سهام فقالت هي الأخرى إن السلوك هو متفش كثيرا في أعراس اليوم فصار الكل يلهث وراء التقاط صور للعروس بمختلف الأزياء وإن كان القصد من طرف البعض هو الاحتفاظ بالموديلات فيما يخص تصفيفة الشعر وكذا الأزياء البعض الآخر يكون قصده من التقاط الصور هو التشهير بالعروس وإظهارها للكل ومن المواقف من وصلت إلى أبعد من ذلك بالتشهير بالصور عبر مواقع الأنترنت وهو أمر خطير لذلك أيدت من يمنع التصوير داخل القاعة وقالت إنها حضرت مؤخرا موقفا جلب لها الدهشة إذ راحت إحدى المدعوات تصور العروس على الرغم من المنع الذي أعلنت عليه صاحبة الديجي لكن تلك المدعوة تجرأت على التصوير وما أن انتبهت إليها خالة العروس حتى تقدمت منها وسحبت هاتفها وألغت الصور واندلعت مشادات لسانية حادة انتهت بخروج تلك المرأة من القاعة وهي تعتبر من الآفات التي ولّدها الهاتف النقال على الأعراس لما في استعماله من خرق لخصوصيات العائلات. اخترنا أن نسال الرجال عن نظرتهم للهاتف النقال داخل قاعة العرس والتقينا بالشاب إسماعيل في العقد الثالث قال إنه بالفعل سمع الكثير عن فضائح الهاتف النقال الذي قضى على حرمة العائلات في الأعراس بفعل التقاط صور للبنات والتشهير بها ولم تسلم حتى العروس لذلك قال إنه أعزب وإن فكر في الزواج فسيمنع منعا باتا ذلك ولا يحب أن تُمس سمعة زوجة المستقبل ولا التشهير بصورها فهي تحمل اسمه واسم العائلة. كان هو الرأي الغالب لدى الرجال الذين ناهضوا الافة لما أصبحت تسببه للعائلات فوجب على الكل التحلي بروح المسؤولية والامتناع عن خرق خصوصيات الآخرين قبل التعرض إلى الحرج.