- الأعراس بين الأمس واليوم - العمّارية تحضر بقوّة في الأعراس الجزائرية كانت العمّارية آخر إبداع يزور الأعراس الجزائرية بحيث راحت بعض العرائس إلى التلهف على العمّارية من أجل زفهن بها ودخولهن إلى القاعة على الأكتاف وتتميز خاصة المناطق الغربية من الوطن بتلك العادة وهي عادة مغربية في الأصل لم يعهد حضورها في أعراس الأمس لكنها صارت تحضر بقوة في كامل ولايات الوطن على غرار العاصمة وأضحت حلما تحلم به أي فتاة مقبلة على الزواج. حتى أنه تخصصت محلات في عرضها على العرائس خاصة في النواحي التي يكثر فيها بيع جهاز العرائس على غرار باب عزون في العاصمة وباش جراح بحيث اصطفت بعض المحلات أنواعا من (العمّارية) التي يختلف تنميقها ويكون السعر تبعا لدرجة التنميق وكبر حجم الهودج الذي تحمل فيه العروس حتى من المحلات المختصة من أضحت تعرض خدمات الفرقة التي ترافق العمارية والتي تضفي جوا مميزا ويكون أعضاء الفرقة بالزي المغربي الذي تميزه (الجلابة) المغربية و(البابوش) المغربي بحيث بعد وضع العروس يهمون في الرقص الذي يشبه رقص فرق (القرقابو) المنتشرة في المناطق الغربية على غرار وهران وبذلك يضفون جوا مميزا على العرس كما تلتزم العروس بلبس القفطان المغربي عند حملها في (العمارية) لكي يكون الديكور مغربيا محضا يتجاوب معه الحاضرون في العرس. في هذا الصدد اقتربنا من بعض السيدات لرصد آرائهن حول تلك العادة الجديدة في الأعراس التي تركض وراءها عرائس اليوم فكانت الآراء متباينة. السيدة وسيلة تقول إنها حضرت الكثير من الأعراس التي حُملت فيها العروس في العمارية وكان مظهرا جميلا خصوصا مع الرقص المميز الدي رقصته الفرقة بعد وضع العروس في وسط القاعة بحيث كانت حركات استعراضية خطفت أنظار المدعوين كما كانوا يغنون ويحملون مقتنيات خاصة بين أيديهم لإضفاء الإيقاع المغربي كما كانت العروس تلبس القفطان المغربي وهي جالسة على الهودج وكان منظرا جميلا تفاعل معه الحاضرون كما أنها قالت إن العمارية لم تعد تحضر فقط عند العائلات ميسورة الحال بل حتى العائلات المتوسطة مالت إلى العمارية للابتهاج والفرح ببناتها في فرحة العمر. أما الحاجة زهور فقالت إنها ترفض العمارية جملة وتفصيلا وتفضل العرس الجزائري المحض الذي يحضر فيه الكاراكو العاصمي و(محرمة الفتول) حتى أنها لا تحبذ القفطان كزي مغربي وتفضل الملابس الجزائرية المحضة كالشدة التلمسانية والكاراكو العاصمي والجبة القبائلية وقالت إنها تفرح كثيرا عندما ترى العروس الجزائرية وهي تدخل إلى القاعة بالجبة القبائلية واضعة على كتفها قلّة الفخار التقليدية لاستذكار الماضي والاحتكاك بالأصالة كما تستبشر خيرا عندما ترى العروس الجزائرية تدخل بكاراكو عاصمي ملحق بالحايك وجبة سطيف وجبة سيدي نايل... وغيرها من الأزياء التقليدية التي تزخر بها الجزائر وأضافت بالقول: (لا حاجة لنا للعادات التي لم تزد الأعراس إلا تكلفة فسعر تلك الأخيرة التي تركض وراءها العرائس لا ينزل عن 3 ملايين ومن تفضل الفرقة الخاصة لإضفاء تلك الأجواء والرقص والغناء فتزيد المبلغ دون نقاش وقد يصل إلى 4 و 5 ملايين سنتيم ورأت في ذلك تبذيرا معلنا واستنزافا للمال في عادات لا علاقة لنا بها لا من بعيد ولا من قريب. وبين مؤيد ومعارض تبقى العمارية تبصم حضورها ببعض الأعراس الجزائرية خاصة وأن العرائس يحلمن دوما بحملهن في العمارية وإدخالهن إلى قاعة الزفاف للاستمتاع بتلك الأجواء والتقاط صور تذكارية وأشرطة فيديو تبقى في الذاكرة ولا تمحى.