تعددت أساليب اليهود والنصارى في محاربة الإسلام ومعاداة المسلمين، من محاولات حظر المآذن إلى محاربة نقاب المرأة المسلمة إلى منع المحلات الحلال، وغيرها من المحاولات التي تدل على الحقد الذي يكنه لنا أعداؤنا، ولن يهدأوا إلاّ إذا اتبعنا ملتهم. وإذا كانت تلك المحاولات قد باءت بالفشل الذريع، لأنها وبالعكس مما كان يُهدف من ورائها، فقد زادت على انتشار الإسلام، وجعلت الناس يكتشفون دين الحق، عبر مختلف أقطار المعمورة، فإن هناك أساليب أخطر، وهي تشويه صورته، وبث معلومات خاطئة مضللة، والطامة الكبرى أنّ ذلك يتم من منابر يفترض أنها تدعو إليه وتنشر تعاليمه الصحيحة وتبشر به. كنا نزور أحد المواقع الذي يفترض أنه إسلامي، لكننا فوجئنا بالتعاليم التي جاءت فيه، والتي تضلل أكثر مما تهدي، وحسبنا في البداية أنها مواقع للشيعة، أو لإحدى الطوائف الضالة، لكنها لم تكن كذلك، وكانت تدعي أنها مواقع سنية، ما جعلنا نحتار فيها قبل أن نقفلها وننسى أمرها. كان هذا قبل أسابيع قبل أن ندرك ومن خلال بعض الرسائل الإلكترونية أنّ ما وقعنا عليه كان موقعا يهوديا ينشر الإسلام بتعاليم مضللة، حتى يشوهه خاصّة بالنسبة للذين يحاولون اكتشاف دين الإسلام لأوّل مرّة، حيث يفرّون منه ما إن يطلعوا على تلك التعاليم الكاذبة، والتي لم ترد لا في سنة ولا في حديث. لقد صارت تلك المواقع تنتشر كالفطريات على الشبكة العنكبوتية، ما جعل بعض الدول على غرار الإمارات تمنعها، أو تمنع بعضها، لأنّه ما إن يختفي واحد حتى يظهر آخر بسرعة، باسم مغاير وحلة مختلفة. لقد صار التبشير المسيحي لا ينفع مع مسلمين متمسكين بدينهم وإسلامهم، أما اليهود فيعلمون أننا لن نعتنق ديانتهم أبدا، فراحوا يعملون على إفساد ديننا علينا وتشويهه في أعيننا، حتى نخرج منه ونبحث لنا عن آخر، فاختاروا من بين ما اختاروه، أن ينشروا تلك المواقع المدمرة. وتلبس هذه المواقع اليهودية والماسونية رداءَ الإسلام بخبث شديد لتردَّ عنه المسلمين إن استطاعت، فتحث عليه وعلى أنه الدين الحق الذي لا دين سواه وهذا بهدف استدراج المسلمين، ثم تشرع في نشر معلومات مضللة. كما أنّ أخرى للشيعة وبعض الطوائف التي تدعي أنها على حق، وأنّ غيرها على خطأ، فتنشر تعاليمها باسم أئمة المسلمين الكبار، والذي لا يشكك في أقوالهم، تنسبها إليهم حتى ينضم إليها أكبر عدد من المسلمين الذين في الغالب لا يعلمون الكثير عن دينهم، ولو علموه لما وقعوا في تلك الخدع والحيل. ولا تقتصر هذه المواقع وأخرى على نشر تعاليم خاطئة عن ديننا بل أنها تقدم »فتاوى« عن مختلف القضايا الراهنة، حيث أن المشرفين عليها لا شك أنهم مطلعون على ما ذكر في القرآن والسنة، لهذا فهم يستغلون بعض الآيات في تفسير والحث على بعض المعاملات التي هي في الأصل محرمة، لكنهم يدعون أنها ليس كذلك، حتى يصدقهم ضعاف النفوس أو الجاهلون بدينهم، كما أنهم قاموا وبواسطة نفس المواقع، بنشر وبيع قرآن محرف باسم »الفرقان الحق«، مدّعين أنه النسخة »الأصلية والصحيحة« للقرآن، وقد ألفه اليهود والأمريكان الحاقدون في السنوات القليلة الماضية. لن تنتهي محاولات اليهود والنصارى عند مجرد بث مواقع الكترونية هدامة، تسعى بالدرجة الأولى إلى أن تفسد على المسلم دينه، بل إن الكثير من القنوات الفضائية وكذلك الكتب وحتى نسخ قرآنية صارت تشكل خطرا على المسلمين وعلى دينهم بالدرجة الأولى، وإن كانت محاربة هذه المواقع كلها تبدأ بمنعها أو التشهير بها وبأهدافها الشريرة، فإن الحل الأفضل والأمثل يبقى أن يعرف أو يتعرف المسلم على دينه أكثر، وأن يتعمق في تعاليمه وأسسه حتى لا يضلله أحد، ولا يجعله لا يهودي ولا نصراني يشكك في دينه الحق.