حل النزاع في الصحراء الغربية تعنت المغرب يعرقل مساعي التسوية أنهى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس زيارة إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين الأولى من نوعها منذ مارس الماضي اعتبرتها الاوساط الدولية (مهمة وحاسمة) لتسوية الأزمة في المنطقة. وتثبت عودة روس إلى الصحراء الغربية تمسك الأممالمتحدة بحل دائم للنزاع وإنهاء الصراع في آخر مستعمرة في إفريقيا حيث تعهد الأمين العام الأممي بان كي مون بجعل هذه السنة (مفصلية) في آليات التعاطي مع هذا النزاع الذي بدأت تنظر إليه الأممالمتحدة ب(كثير من القلق) ومخاوف من انعكاسات سلبية على الأمن في المنطقة والملفت للأنظار في مسار القضية أنه لم يسبق للأمين العام الأممي أن كان (واضحا) في موقفه بمثل الوضوح الذي حملته رسالة بان كي مون بعد أن حذر من التبعات الكارثية التي يحملها استمرار الجمود في هذا النزاع على كل المنطقة. والأكثر من ذلك فقد أكد أن (المغرب الطرف المحتل للصحراء الغربية يتحمل مسؤولية مباشرة في عرقلة كل المساعي المبذولة منذ اتفاق وقف إطلاق النار سنة 1991 لمنع تقرير مصير الشعب الصحراوي). وجاءت جولة روس إلى المنطقة من أجل تحديد مواقف الأمين الأممي خلال الزيارة التي يعتزم القيام بها إلى المنطقة قبل نهاية العام الجاري وذلك بعد التقرير الذي سيوافيه به مبعوثه الخاص على ضوء المباحثات التي بدأها بمخيمات اللاجئين ثم المغرب وقد ينهيها لاحقا بجولة مفاوضات جديدة بين البوليساريو والمغرب. كما جاءت جولة روس عشية انعقاد الجمعية العامة الأممية التي تنطلق أشغالها الأسبوع القادم والتي ينتظر أن تتناول قضية النزاع في الصحراء الغربية بناء على الرسالة التي وجهها بان كي مون إلى رئاسة الأممالمتحدة الشهر الماضي والتي ضمنها ضرورة تحريك وضع قضية تتمسك بها الأممالمتحدة منذ 1963 على اعتبارها قضية تصفية استعمار.
التعنت المغربي عرقل مساعي المفاوضات لحل النزاع وبمناسبة الزيارة الأخيرة لروس للمنطقة أكد ممثل جبهة (البوليساريو) بالأممالمتحدة أحمد بخاري أن المعطيات الجديدة في العالم والمنطقة تفرض على المغرب (مراجعة الموقف السلبي المعرقل للتوصل إلى حل نهائي للنزاع الصحراوي). وأضاف السيد بخاري أن (هناك معطيات جديدة مثل اهتمام العالم بالوضع الأمني في المنطقة الذي بات يفرض على المغرب وحلفائه مراجعة الموقف السلبي المعرقل للتوصل إلى حل نهائي للنزاع الصحراوي). وأضاف المسؤول الصحراوي أن (هناك أطرافا من داخل مجلس الأمن الدولي تعرقل إيجاد حل للقضية الصحراوية) مشيرا إلى (وجود عناصر قوية تساهم في الضغط من أجل إيجاد حل للنزاع وهو دعوة الاتحاد الإفريقي الأممالمتحدة في التعجيل بحل القضية الصحراوية في أسرع وقت ممكن). وأكد ذات المسؤول أنه (حان الوقت لممارسة ضغوط فعلية على المغرب من أجل الانصياع للشرعية الدولية) مشددا على أن (السبيل الوحيد لحل النزاع في الصحراء الغربية هو تنظيم استفتاء حر ديمقراطي ونزيه يقرر من خلاله الشعب الصحراوي تقريره بنفسه). كما أكد السيد بخاري استعداد جبهة البوليساريو في التعاطي مع الأممالمتحدة مشيرا إلى أن وجود كريستوفر روس في مخيمات اللاجئين الصحراويين دليل على جهود الأممالمتحدة من أجل إيجاد حل سلمي للقضية الصحراوية. وتابع ممثل جبهة البوليساريو في الأممالمتحدة القول أن (المغرب فشل في إجبار المنظومة الدولية والشعب الصحراوي على التراجع عن حق تقرير المصير والاستقلال) وأن هناك جملة من المعطيات يمكن أن تساهم في التعجيل بالحل منها الزيارات المتكررة للسيد روس والاجتماع المرتقب لمجلس الأمن في أكتوبر المقبل والزيارة المرتقبة للأمين العام للأمم المتحدة والمؤتمر الرابع عشر لجبهة البوليساريو. وأوضح ممثل جبهة البوليساريو بالأممالمتحدة أن (جميع الدول لديها القناعة بأن الشعب الصحراوي له الحق في تقرير مصيره) وأن حل القضية الصحراوية سيساهم في استتباب الأمن في المنطقة. وكان روس قد وصل إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين في زيارة يلتقى خلالها مع الوفد الصحراوي المفاوض بالإضافة إلى قيادات من جبهة البوليساريو ومسؤولين حكوميين بالجمهورية العربية الصحراوية. وعقد روس بالمناسبة جلسة عمل مع أعضاء وفد جبهة البوليساريو المفاوض بمقر دار الضيافة بالشهيد الحافظ بمخيمات اللاجئين الصحراويين. وتأتي هذه الزيارة بهدف التحضير لجولة جديدة من المفاوضات بين جبهة البوليساريو والمغرب قبل عرض تقريره أمام مجلس الأمن الدولي في أفريل 2016 وتقديم تصوره لحل النزاع في الصحراء الغربية. ويتولى الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس منذ بداية 2009 مهمة المبعوث الخاص للأمين العم لهيئة الأممالمتحدة للصحراء الغربية.