السلطات السعودية تطمئن (ضيوف الرحمان) بعد (مأساة الرافعة) لا خوف على موسم الحجّ ع. صلاح الدين / وكالات سارعت السلطات السعودية إلى طمأنة (ضيوف الرحمان) مؤكّدة أنه (لا خوف على موسم الحجّ) وأن (حادثة الرافعة) التي أوقعت أزيد من مائة شهيد ليست سوى حادثا عارضا لن يؤثّر على أداء الحجّاج لمناسكهم في البقاع المقدّسة علما بأن تساؤلات كثيرة أثيرت بشأن قدرة السعودية على ضمان أمن الحجّاج ومدى مسؤوليتها عن المأساة التي حصلت مساء الجمعة. قال مسؤول سعودي إن مناسك الحجّ ستجري كالمعتاد بعد مقتل أكثر من 100 شخص في حادث سقوط رافعة في المسجد الحرام في مكّة المكرّمة يوم الجمعة. ونقلت مصادر إعلامية عن المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه: (هذا لن يؤثّر على موسم الحجّ هذه السنة وسيتمّ إصلاح القسم المتضرّر على الأرجح خلال أيّام). وتوفّي في حادثة سقوط الرافعة في الحرم المكّي حاجّ جزائري وجرح 11 آخرون من بينهم ثلاثة خضعوا لعمليات جراحية والبقّية غادروا المستشفى بعد الفحوص الطبّية التي أجريت عليهم وبيّنت أنهم يعانون من إصابات طفيفة حسب ما أكّده الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية عبد العزيز بن علي الشريف. في غضون ذلك أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس) في تقرير لها بأن الأجهزة والقطاعات الحكومية والأهلية المعنية بشؤون الحجّ والحجّاج أكملت استعداداتها لتقديم خدماتها لضيوف الرحمن خلال موسم حجّ هذا العام وبدأت تنفيذ خطّطها التي أعدّتها من أجل ذلك والتي ركّزت على تحقيق (أرقى الخدمات لوفود الرحمن وتوفير الرعاية الشاملة لهم منذ وصولهم إلى هذه الديار المقدّسة حتى مغادرتهم إلى أوطانهم بعد أدائهم لمناسكهم بكلّ يسر وسهولة وأمن واطمئنان). وأعلنت المملكة العربية السعودية أن عدد الحجّاج القادمين من الخارج لهذا العام منذ بدء القدوم وحتى نهاية يوم الجمعة بلغ 909 آلاف و604 حجّاج. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن 888 ألف و165 حاجّ وصلوا عن طريق الجوّ فيما وصل عن طريق البرّ 12 ألفا و802 حاجّ ووصل عن طريق البحر 8 آلاف و637 حاجّ وهذا أقلّ من عدد القادمين لنفس الفترة من العام الماضي بنسبة قدرها 0.57 بالمائة. هذه قائمة الحجّاج الجزائريين الذين يتلقّون العلاج بلغ عدد الضحايا الجزائريين في حادثة سقوط رافعة في الحرم المكّي أوّل أمس الجمعة قتيلا و17 جرحى منهم 08 يتلقّون العلاج في المستشفى وفق آخر حصيلة قدّمتها وزارة الشؤون الخارجية في بيان لها. وأوضح نفس المصدر أن (الحصيلة الأخيرة المسجّلة أمس السبت إلى غاية منتصف النّهار [الساعة 12 بالتوقيت المحلّي] للضحايا الجزائريين في حادثة سقوط رافعة في الحرم المكّي بلغت قتيلا و17 جرحى من بينهم ثمانية يتلقّون العلاج في المستشفيات) ويتعلّق الأمر بكلّ من لوصيف مخلوف (أمّ البواقي) رحماني عبد الرحمن وجغال حسين محمد (تفرت) رحماني عبد القادر (عين الدفلى) عبيد فتحي (البليدة) بلخير حمّادي (باتنة) بوزيد يوسف (وهران) ومهدي فاطمة الزهراء (تيزي وزو) حسب ما أوضحه نفس المصدر مشيرا إلى أن (الرضوض التي تعرّض لها اثنان منهم خطيرة نوعا ما لكن أيّامهما ليست في خطر). وأكّدت وزارة الشؤون الخارجية أن (المصالح القنصلية الجزائرية بالعربية السعودية تبقى مجنّدة) مضيفة أن (القنصل العام الجزائري بجدّة متواجد في مكّة حيث اِلتقى بأرملة الفقيد مغاتري عبد القادر وزار المرضى). وفي سياق ذي صلة اجتمع القنصل العام للجزائر بجدّة السيّد عبد القادر قاسمي الحساني أمس السبت بمسؤولي بعثة الحجّ للوقوف على التكفّل الطبّي والسيكولوجي بضحايا حادث مكّة المكرّمة. وانتقل الدبلوماسي الجزائري رفقة المدير العام لديوان الحجّ والعمرة السيّد يوسف عزوزة إلى الفرع المركزي للبعثة حيث زار مواطنة أصيبت بكسر مضاعف على مستوى عظم الفخذ وعظم الساق الأكبر وأوضح في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أنه (لاحظ التكفّل الجيّد بالحجّاج) مشيرا إلى أن الحالة الصحّية للحاجّة التي زارها لا تبعث على القلق. واستمع القنصل العام إلى تقرير السيّد عبد الفاتح شبيرة المنسّق بين المستشفيات والمكلّف بالعلاقات بين البعثة الجزائرية والمستشفيات السعودية حول عملية الإسعاف والتكفّل الطبّي بالمصابين. كما زار الدبلوماسي الجزائري المصابين الثمانية الذين يتلقّون العلاج في الهياكل الصحّية السعودية. والتقى السيّد الحساني بأرملة الحاجّ المتوفّى في الحادث التي أكّد لها (تعاطفه ومواساته في هذه المحنة). لجنتان للتحقيق في المأساة أعلن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكّة المكرّمة أنه تمّ تشكيل لجنتين للتحقيق في أسباب وتداعيات حادث سقوط رافعة بناء داخل الحرم المكّي حيث نقلت وكالة الأنباء السعودية عنه قوله خلال تفقّده لموقع الحادث إن الجهات ذات العلاقة وفي مقدّمتها الدفاع المدني باشرت الحادث في حينه. وصرّح أحمد بن محمد المنصور المتحدّث باسم رئاسة شؤون المسجد الحرام بأن قسما من الرافعة سقط عند الساعة 17:10 مساء (14:10 ت غ) (نتيجة العواصف الشديدة والرياح القوية والأمطار الغزيرة).