حصيلة مأساة الحرم المكي ترتفع إلى 107 قتلى و 138 جريحا أكدت البعثة الطبية الجزائرية بمكة، أمس السبت، أن الحادثة المأساوية لسقوط رافعة مساء أول أمس الجمعة بالحرم المكي، خلفت وفاة حاج جزائري واحد و إصابة 16 آخرين بجروح من بينهم 8 في حالة خطيرة، فيما ارتفعت الحصيلة النهائية لهذه الفاجعة إلى 107 قتلى 138 جريحا بين الحجاج . و أكد الدكتور سعيد ضيف مسؤول البعثة الطبية الجزائرية بمكة الذي يسهر على الفرعين الطبيين بجدة ، أن جريحين اثنين تم إجلاؤهما نحو مستشفى عبد العزيز برضوض على مستوى عظم الفخذ و قد يخضعان إلى بتر في حين تعرض حاجان آخران و هما مقيمان بمستشفى فيصل إلى بتر إثر قطع لعضو سفلي بسبب آلة حادة. كما استقبل المستشفى السعودي نور، حاجين جزائريين يعانيان من رضوض على مستوى الساق اليسرى و قد يتعرضا إلى بتر فيما يعاني الحاج الثاني من رضوض على مستوى الساق بجرح مفتوح و نزيف. و أوضح ذات المصدر أن حاجّا آخر يبلغ من العمر 70 سنة أدخل مستشفى الملك عبد الله بحيث أصيب بكسور في الأضلاع و كدمات على مستوى الجبين، فيما تتكفل العيادة المركزية للبعثة الطبية لمكة بحاج آخر تعرض لكسور على مستوى عظم الفخذ. و كان الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عبد العزيز بن علي الشريف قد أكد في تصريح لوأج أن الحاج المتوفي يدعى مغرسي ملياني المولود عام 1941 و المنحدر من ولاية عين الدفلى. وأوضح عبد العزيز بن علي شريف أن عدد الحجاج الجزائريين المصابين الذين لا يزالون يتلقون العلاج بالمستشفى يبلغ 8 أشخاص. ويتعلق الأمر بكل من لوصيف مخلوف (أم البواقي) ورحماني عبد الرحمان وجغال حسين محمد (تقرت) ورحماني عبد القادر (عين الدفلى) وعبيد فتحي (البليدة) وبلخير حمادي (باتنة) وبوزيد يوسف (وهران) ومهدي فاطمة الزهراء (تيزي وزو). وأضاف أنه «تم ضبط قائمة المصابين بالتنسيق مع السلطات السعودية المختصة بعد زيارة إلى جميع مستشفيات المنطقة من قبل ممثلي المصالح القنصلية وأعضاء البعثة الطبية الجزائرية». القنصل العام للجزائر بجدة يقف على وضع الحجاج الجزائريين المصابين و قد اجتمع القنصل العام للجزائر بجدة السيد عبد القادر قاسمي الحساني، أمس السبت، بمسؤولي بعثة الحج للوقوف على التكفل الطبي والسيكولوجي بضحايا حادث مكةالمكرمة. وانتقل الدبلوماسي الجزائري رفقة المدير العام لديوان الحج والعمرة يوسف عزوزة، إلى الفرع المركزي للبعثة، حيث زار مواطنة أصيبت بكسر مضاعف على مستوى عظم الفخذ وعظم الساق الأكبر. وأوضح أنه «لاحظ التكفل الجيد بالحجاج»، مشيرا إلى أن الحالة الصحية للحاجة التي زارها لا تبعث على القلق. واستمع القنصل العام إلى تقرير السيد عبد الفاتح شبيرة المنسق بين المستشفيات والمكلف بالعلاقات بين البعثة الجزائرية المستشفيات السعودية حول عملية الإسعاف والتكفل الطبي بالمصابين. كما زار الدبلوماسي الجزائري المصابين ال8 الذين يتلقون العلاج بالهياكل الصحية السعودية. والتقى السيد الحساني بأرملة الحاج المتوفى في الحادث التي أكد لها «تعاطفه ومواساته في هذه المحنة». يذكر أن حصيلة الحادثة المأساوية ارتفعت إلى 107 قتيل و 238 جريح . ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المتحدث الرسمي لرئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أحمد بن محمد المنصوري أن الحادث كان نتيجة للعواصف الشديدة والرياح القوية والأمطار الغزيرة في العاصمة المقدسة فيما أمر الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة أسباب الحادث ورفع نتائجها بشكل عاجل. وتنفّذ المملكة منذ سنوات توسعة في الحرم المكي، حيث تتواجد الرافعة مع معدات وآلات ثقيلة أخرى للحفر والهدم. وبدأت في جوان الماضي المرحلة الأخيرة من أعمال التوسعة التي تهدف لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المصلين خاصة في موسم الحج. وبعد انتهاء هذه المرحلة من التوسعة سيستوعب الحرم ما يقرب من ثلاثة ملايين مصل في وقت واحد. في سياق متصل، أكد مسؤول سعودي أن مناسك الحج ستجري كالمعتاد. ونقلت مصادر اعلامية عن المسؤول قوله «هذا لن يؤثر على موسم الحج هذه السنة وسيتم اصلاح القسم المتضرر على الارجح خلال أيام». في غضون ذلك افادت وكالة الانباء السعودية أن الأجهزة والقطاعات الحكومية والأهلية المعنية بشؤون الحج والحجاج، أكملت استعداداتها لتقديم خدماتها لضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام، وبدأت في تنفيذ خططها التي أعدتها من أجل ذلك . وأعلنت السعودية أن عدد الحجاج القادمين من الخارج لحج هذا العام منذ بدء القدوم وحتى نهاية أول أمس الجمعة بلغ 909 آلاف و604 حاج. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن 888 ألفا و165 حاجا وصلوا عن طريق الجو فيما وصل عن طريق البر 12 ألفا و802 حاج، ووصل عن طريق البحر 8 آلاف و637 حاجا وهذا أقل من عدد القادمين لنفس الفترة من العام الماضي بنسبة قدرها 0.57