عادة ما تخبئ قرعة كأس العالم بعض المفاجآت، ويعيش المشاركون فيها لحظات ترقب وانتظار لا مثيل لها، إذ ينتظر الأنصار والمشجعون على أحر من الجمر لحظة الكشف عن أسماء خصوم منتخباتهم في دور المجموعات، ويمنون النفس بمواجهات من العيار الثقيل. ارتبطت أزهى أيام ديكو الكروية بالنزالات الحامية بين البرازيل والبرتغال، فقد ولد هذا اللاعب في مدينة ساو بيرناندو دي كامبو في البرازيل، والتحق سنة 1997 بالدوري البرتغالي، وعمره لا يتجاوز 20 عاماً، حيث مكث هناك إلى حدود سنة 2004. ولفت أداء ديكو المدير الفني للبرتغال، البرازيلي لويس فليبي سكولاري، هذا الأخير وجه له دعوة الالتحاق بالتشكيلة البرتغالية وسط موجهة من الأقاويل في شهر مارس من سنة 2003، حيث خاض أول مبارياته بألوان البرتغال ضد المنتخب البرازيلي بالذات، وسجل بعد إقحامه كلاعب احتياطي هدف الفوز في شباك المنافس، حيث وبعد بدايته الموافقة إلى حد بعيد دخل ديكو أساسياً في المواجهة الثانية التي جمعت الطرفين في شهر فيفري من سنة 2007، وساهم في الإطاحة لأول مرة بالتشكيلة البرازيلية تحت إشراف دونغا بهدفين لصفر في مدينة لندن. ثم شارك بعد ذلك في الهزيمة النكراء أمام السيليساو بستة أهداف مقابل هدفين سنة 2008، وعليه فاللاعب ديكو أنسب اللاعبين للحديث عن المباراة المرتقبة ضمن المجموعة السابعة والتي ستقام بتاريخ 25 جوان المقبل بمدينة ديربان، حيث تحدث وسط ميدان تشيلسي لموقع »الفيفا« عن آمال وطموحات المنتخب البرتغالي في جنوب أفريقيا 2010 بعد أن أحرز المركز الرابع في نهائيات كأس العالم بألمانيا 2006. * أنت أحد اللاعبين الذي شاركوا في مباراة المربع الذهبي قبل أربع سنوات، ما هي أهم الذكريات التي تحتفظ بها عن تلك المنافسة؟ - كأس العالم أمر فريد ومختلف، إنها أكبر المنافسات التي يخوضها اللاعب مع منتخبه الوطني، ولا وجود لشيء مماثل. لقد خضت بعض المباريات الجيدة في تلك الدورة، لكن المنافسة كانت صعبة بعض الشيء، إذ تعرضت لإصابة عند بداية النهائيات، ولم أستطع استرجاع مؤهلاتي كاملة بعد ذلك. كان عطائي سيكون أفضل لولا تلك الإصابة. رغم ذلك كانت مسيرة منتخبنا في كأس العالم رائعة، كان أداؤنا جيداً في مباراة المربع الذهبي رغم الهزيمة أمام فرنسا. إذ استطاعوا تسجيل الهدف قبلنا، وهو ما أضاع علينا إمكانية التأهل للنهائي. لقد كانت على العموم بطولة كأس عالم ممتازة. * ما هي أهم نقاط الاختلاف بين الفريق الذي شارك في دورة ألمانيا وذلك الذي سيكون حاضراً في جنوب إفريقيا، من حيث التركيبة البشرية وبالنظر إلى تغيير المدير الفني لويس فيليبي سكولاري بكارلوس كيروش؟ - لقد رحل العديد من اللاعبين الذين شاركوا في ألمانيا عن المجموعة، لذلك سيخوض العديد من لاعبينا مسابقة من حجم كأس العالم للمرة الأولى. أعتقد أن لدينا المؤهلات ذاتها، رغم أننا لا نمتلك تجربة تشكيلة 2006، حيث ينطبق هذا الأمر على المدرب أيضاً، حيث سبق لفيليبي الفوز بكأس العالم مع البرازيل، وقاد المنتخب البرتغالي خلال كأس أوروبا لسنة 2004، بينما سيدخل كيروش منافسة من هذا الحجم للمرة الأولى على رأس الفريق. لكنه مدرب ممتاز، ولديه مجموعة من اللاعبين الجيدين، لذلك أعتقد أننا قادرون على النجاح في هذه الدورة. * إذا ترشح البرتغال للمنافسة على كأس العالم؟ - لا، المنتخبات المرشحة هي المنتخبات ذات التاريخ العريق في هذه المنافسة العالمية، عكس البرتغال الذي لا يملك تاريخاً عريقاً في مسابقة كأس العالم بدليل أنه لم يسبق له وأن فاز بكأس هذه المسابقة، لذلك لا يمكن ذكر اسمها بين المرشحين. لكننا نمتلك مجموعة ذات مؤهلات كبيرة، بلاعبين من العيار الثقيل، ويمكننا بلوغ مباراة النهائي أو السير أبعد من ذلك، ولكن لا مجال للقول أننا مرشحون. * رغم المواهب الكثيرة التي أنجبها المنتخب البرتغالي، ما زال لم يستطع الفوز بالألقاب، ما الذي ينقصه؟ - يجب التذكير بداية أن الفوز بكأس العالم ليس أمراً سهلاً، وما عدد المنتخبات المحدود التي نالته إلا دليلا على ذلك. لم تتمكن فرق كبيرة من التتويج في كأس العالم، بسبب أمور وتفاصيل دقيقة وصغيرة، كما أن الحظ والتوفيق أمران حاسمان أيضاً. من الصعب تفسير هذا الأمر، لكن الفوز بكأس العالم أمر صعب للغاية. * كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الدور الكبير للاعب كريستيانو رونالدو، سواء مع ريال مدريد أو مع التشكيلة البرتغالية، كما يدعي البعض أن نتائج الفريقين مرتبطة ورهينة بأدائه. هل هذا صحيح؟ - لقد انتصرنا في العديد من المناسبات دون كريستيانو رونالدو، كما فزنا مرات عديدة بفضل حضوره معنا. لا مكان اليوم للحديث عن ارتباط نتائج مجموعة بلاعب واحد، والدليل هو أن مانشستر يونايتد تألق بعد رحيل رونالدو، ريال مدريد فاز بمباريات دونه، كما حقق المنتخب البرتغالي نتائج مماثلة، صحيح أننا بحاجة للاعبين الكبار، هذا أمر لا نقاش فيه، لكن أداء المنتخب البرتغالي لا يقتصر عليه فقط، وهذا أمر صحيح بالنسبة للأندية التي يلعب فيها أيضاً. رغم ذلك نحن في حاجة إليه، إنه أحد أفضل اللاعبين في العالم، لكن لا مجال للحديث عن ارتباط النتائج به. * كثر الحديث بمناسبة المواجهة بين البرازيل والبرتغال عن قصص اللاعبين ذوي الأصل البرازيلي والحاملين للجنسية البرتغالية. لقد استمعت سابقاً لهذه الأقاويل، كما خضت في مسيرتك ثلاث مباريات ضد البرازيل هل ستساعدك هذه التجربة خلال الدورة القادمة؟ - إنها تجربة مهمة دون أدنى شك، ولكن المباريات الودية مختلفة تماماً عن مباراة في نهائيات كأس العالم. كما أن مروري بهذه التجربة وخوضي لمباريات ضد السيليساو أمر مفيد على الرغم من الفرق الكبير بين المباريات. لكن لمباريات كأس العالم طبيعتها الخاصة ولست مستاء على أي حال لأمر هذا النزال، بل على العكس من ذلك تماماً أنا برازيلي الأصل، وأحمل جنسية البلد الذي أعيش فيه والذي منحني كل شيء. ستكون الموقعة في نهاية المطاف مباراة كبيرة في كرة القدم، ولا شيء آخر سوى ذلك. لكني أعتقد أن أول ما يجب التفكير فيه هو الفوز في المباراة الأولى، فإذا تمكنا من الانتصار في الموقعة الأولى على كوت ديفوار، ستكون حظوظنا في التأهل كبيرة. وسيكون من الصعب على الفريق المنهزم في هذه المباراة التأهل إلى أقصى دور. * ستكون مباراة المنتخب البرتغالي الأولى صعبة أمام كوت ديفوار، ثم سيختم مشواره في الدور الأول بمواجهة منتخب البرازيل، علماً أن أحد المتأهلين عن المجموعة السابعة قد يلاقي المنتخب الأسباني، متصدر التصنيف الدولي. هل أنتم قلقون من احتمال خوضكم لمباريات بهذا الحجم في ظرف زمني قصير؟ - لا مشكلة لنا مع أي خصم مهما كان، إذا اضطررننا لمواجهة فريق ما، سنقوم بذلك. إذا ذهبت لكأس العالم وأنت تفكر في من تريد ملاقاته من الفرق، لاختيار الخصم، فمن الأحسن البقاء في بلدك. * هل تفكر في العودة مستقبلاً إلى البرازيل؟ أم أنك تفضل الرجوع إلى البرتغال؟ - سأعود للعيش في البرازيل لأسباب شخصية، لأن لي أسرة هناك، ولأني قضيت أكثر من 13 عاماً في أوروبا. أمتلك منزلا في مدينة بورتو، وأحب البرتغال وهذه المدينة كثيراً، لكني ولدت في البرازيل، ولدي هناك أسرة ومشروع اجتماعي هو »مؤسسة ديكو«، في مدينة إيدياتومبا. أريد الرجوع، وهذا ما سيحدث بعد نهاية عقدي مع تشيلسي سنة 2011. أتمنى أن تكون الظروف ملائمة كي أساعد أحد الأندية البرازيلية، فأنا عائد للعب كرة القدم أيضاً.