تابع العالم بأجمعه قرعة توزيع المنتخبات المتأهلة إلى مونديال جنوب إفريقيا مساء أول أمس، وكل واحد يمني نفسه بما يضمن لفريقه مشاركة مشرفة، وبصمات خالدة. وبقدر ما كان عدد المهتمين ب''الخضر'' والمتفائلين بمشاركته، أبى فئام معزولة من الناس إلا ركوب المهازل، والسباحة في بحار الحقد والغل النجسة وما أحلى طهارة واد الحراش في هذا المقام الذي لا يصلح أمام هؤلاء إلا أن يكون نسخة ثانية لنهر الغانج المقدس، ندعو فيه الهندوس إلى التطهر فيه والتكفير عن ذنوبهم عبر الغطس فيه وليعذرني إخواننا من الهندوس وعباد البقر على هذه الضرورة الشعرية. وكما كان متوقعا، تفنن هؤلاء الذين يترفع القلم عن خط أسمائهم من المعقدين والمخنثين في نفخ الكير ونفث السموم لحظة تنظيم قرعة المونديال، بل وتجاوزا كل الحدود لتنال فضلاتهم الخارجة من أفواههم طبعا ''الفيفا'' ورجالاتها الذين رفضوا تصديق حكاية المطاوي والسكاكين والإرهاب الكروي في أم درمان، في ابتذال غير مسبوق، لاسيما وهم يرون بأم أعينهم في أم الدنيا على حد تعبير المستعمر نابوليون بونابرت علم جزائر الشهداء ومحاربي الصحراء وهدف عنتر يحيى يصنعون لوحة فسيفسائية تضاهي ''الموناليزا'' في قيمتها في سماء كيب تاون. ولذا فمن الأحرى دعوة الذين تنزه حتى الهندوس عن الخوض في ما خاض فيه هؤلاء من أعراض إلى طلب الغفران عبر السباحة في نهر وادي الحراش النقي الطاهر، والتمتع بنسمات ريحه الجميلة الطيبة وانتظار ردة فعله التي سيكون على أساسها موقفه منهم ليخيرهم بين القُرعة والقَرعة لإشفاء غليلهم وتبريد خواطرهم، لاسيما وأن الجهد والتوفيق اختارا القُرعة واللعب مع الكبار، وترك لهم القَرعة لتأدية المهام التي أعرفها وتعرفون...، فلنا القُرعة ولكم القَرعة!