أصبحت ''الفايس بوك'' أرضا لمعركة إعلامية حقيقية بين أنصار المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم وأنصار نظيره المصري، مع اقتراب اليوم ما قبل الأخير من تصفيات كأسي العالم وإفريقيا 2010 التي قد تحسم قبل المواجهة الأخيرة بين المنتخبين· مع اقتراب ساعة الحسم في مسألة من سيذهب إلى جنوب إفريقيا بين منتخبي الجزائر ومصر لكرة القدم، يحتدم الصراع بين مناصري المنتخبين بوسائل غير تقليدية لم تكن معروفة أثناء المواجهات الساخنة بين الطرفين في إطار تصفيات ألعاب لوس أنجلس الأولمبية 1984 وتصفيات كأس العالم لسنتي 1990 و,2002 عندما كانت ''الحروب الإعلامية تقليدية ولا تتجاوز الصحافة المكتوبة والقنوات التلفزية· الحرب الإعلامية والنفسية بدأت مبكرا هذه المرة، منذ أن أعلن عن المجموعات التي تنشط الدور الثالث والأخير من تصفيات كأسي العالم وإفريقيا ,2010 وساعتها استعاد أنصار الفريقين أرشيف المواجهات، وزيادة على حروب القراصنة (الهاكرز) الذين تمكنوا من اختراق الكثير من المواقع المهمة بين الطرفين، تاركين في كل مرة رسائل تهديد ووعيد على المواقع المخترقة والمخربة، أصبحت مساحات التعليق في مواقع الأخبار والمنتديات والشبكات الإلكترونية على الشبكة، وأهمها على الإطلاق ''الفايسبوك'' أراضي جديدة للمعارك الإلكترونية التي بلغت أوجها قبل أشهر قبيل وأثناء وبعد المواجهة بين المنتخبين في إطار الذهاب الذي جرى في ملعب تشاكر بالبليدة، والتي انتهت بهزيمة ثقيلة للمنتخب المصري، وساعتها أصيب أنصاره بانتكاسة، لكنهم أعلنوا بعدها أنهم خسروا المعركة ولم يخسروا الحرب، وسرعان ما استعادوا أنفاسهم مع الفوزين المتتالين لمنتخبهم على المنتخب الرواندي والمشاركة المقبولة له في نهائيات كأس العالم للقارات عندما فاز على المنتخب الإيطالي بهدف لصفر· ''أبطال'' هذه الحرب الإعلامية ليسوا مناصرين عاديين فقط، بل انضم إلى زمرتهم شعراء وكتّاب وإعلاميون معروفون، بعضهم يعيش في الجزائر وبعضهم لم يمنعه العيش في أمريكا وأوربا ودول الخليج من الحنين إلى الوطن بالتشجيع (الفايس بوكوي)، وبلغ بإعلامي جزائري معروف يعيش في إحدى دول الخليج، إلى إطلاق نكتة من جداره الشخصي على ''الفايسبوك'' يقول فيها: '' كان أحد المصرين يمشي وقد ظل طريقه في الصحراء فتعثر بحجر ولما أزاله من الرمال، وجد أنه مصباح فمسح عنه الغبار، فإذا بمارد سحري يخرج منه فقال له شبيك لبيك لك 3 أمنيات أحققها لك لأنك أخرجتني من المصباح، فقال المصري على طول أريد أن أعود إلى البيت ففي لحظة وجد··· نفسه في البيت، ثم قال أريد أن أصير أغنى رجل في العالم وفي لحظة كان له ذلك، ثم قال له أريد أن أرى أمي التي ماتت منذ 10 سنوات فقال له المارد (هذي صعبة شوية هات أمنية غيرها)، ففكر المصري لحظة ثم قال (أه··· لقيتها·· أريد أن تفوز مصر على الجزائر ونروح كأس العالم 2010 )· فقال له المارد وهو يقهقه (ههههههههه··· تعال أوديك لأمك أحسن لك وأهون علي···/· والقارئ لهذه النكتة يدرك بأنها قديمة وقيلت في مواقع مختلفة، وإنما لجأ صاحبها الجزائري إلى تحيينها وإسقاطها على الواقع الكروي في سياق الحرب الإعلامية المتبادلة بين الجزائريين والمصريين، في سياق المواجهة بين منتخبي البلدين في إطار تصفيات كأس العالم .2010 ويستعين محاربو ''الفايس بوك'' من الطرفين بروابط من مواقع الأخبار والمنتديات والمدونات ومن مواقع الفيديو على شاكلة ''يوتيوب'' و''دايليموشن'' وغيرها من محاولات ترجيح كفة هذا أو ذاك، كما يستعين بعضهم بالنكت وحرب الإشاعة والتعليقات اللاذعة التي تحاول الحط من نفسية الآخرين، ومع اقتراب ساعة الحسم بدأت المعركة تشتد أكثر مع تخلي البعض عن صورهم الشخصية مستبدلين إياها بصور منتخباتهم وأعلامهم الوطنية· ولم تقصر الحرب على أنصار المنتخبين بل تعدتها إلى حرب بالنيابة بين أنصار وفاق سطيف ونادي أنبي المصري، في إطار تصفيات كأس ''الكاف''، فعند لقاء العودة بين الفريقين كانت شاعرة وكاتبة جزائرية تقيم بإحدى دول الخليج تسأل من على جدارها في ''الفايسبوك'' من له علم بنتيجة الفريقين عندما تعذر عليها مشاهدة اللقاء، وعندما أعلمها أحدهم أن المقابلة انتهت بهزيمة وفاق سطيف في ميدانه بنتيجة ثلاثة أهداف لهدف واحد وطمأنها أن الوفاق رغم تلك النتيجة صعد إلى الدور نصف النهائي، أجابته بخيبة كبيرة قائلة: ''يا لشماتة جارتي المصرية فيّ·· يا يليت الوفاق ربح المقابلة مع المصريين، حتى ولو سقط''، ولم تكن الحرب بين الكاتبة الجزائرية وجارتها المصرية هناك عند الخليج إلا امتدادا لهذه المواجهة بين أنصار المنتخبين وقد تجسدت على ''الفايس بوك'' كما لم يحدث في تاريخ المواجهات الكروية الطويل·