مازالت ضربة زيدان للأيطالي ماتيرازي وطرده من المباراة النهائية وفوز الجزائر على ألمانيا قي 82 ، أبرز ما عرفته بطولات كأس العالم لكرة القدم في سنواتها الماضية من حيث الأحداث المثيرة والغريبة، التي مازالت عالقة بالأذهان بعد مرور 18 نسخة من البطولات العالمية، حيث يبقى نهائي 2006 في برلين ماثلاً في الأذهان بعد مباراة إيطاليا وفرنسا، وما أقدم عليه زيدان كانت تتواجه أفضل منتخبات كرة قدم في العالم كل أربع سنوات لكن نجوم منتخب واحد هم فقط من ينالون لقب أبطال العالم إثر تحقيقهم للانتصار الأغلى في المباراة النهائية بالمونديال قبل أن يعيشوا اللحظات الأروع على مدى سنوات مسيرتهم الكروية، حينما يرفعون الكأس المرموقة التي طولها 36.8 سم ووزنها 6.175 كلغ، وصنعت من الذهب من عيار 18 قيراطًا. وبعد 18 بطولة عالمية يتساءل الجميع عن نهائي كان الأكثر إثارة في بطولات كأس العالم، والمطلوب من متصفحي موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم الرد عليه، رغم أن (الفيفا) لفتت إلى عدد من النهائيات التي وصفتها بأنها مازالت عالقة في الأذهان. وأولها كان نهائي 1954 بين ألمانيا والمجر، وهو يعرف عند الألمان من جميع الأعمار ب”معجزة بيرن”، فالمجريون الذين بدوا كأنهم لا يقهرون خصوصًا بعد تغلبهم على رجال سيب هيربرجر 8-3 في دور المجموعات، كانوا متقدمين 2-0 بعد ثماني دقائق فقط، ولكن المانيا قلبت الوضع رأسًا على عقب ومضت في طريقها لتحقيق انتصار تاريخي بثلاثة أهداف مقابل هدفين فقط . وبعد أربعة أعوام في 1970، كان الحشد الجماهيري الذي بلغ عدده 100 ألف متفرج والذي غصت به مدرجات ملعب استاد ازتيكا في مكسيكو سيتي، شاهدًا على منتخب برازيلي مذهل نجح في تخطي إيطاليا بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد. وعاد النجم بيليه عن اعتزاله اللعب دوليًا للمشاركة في هذه البطولة ومثل دورًا أساسيًا وحاسمًا في سلسلة من العروض التي اعتبرها العديد من الأشخاص أنها كانت قريبة جدًا من كمالية كرة القدم. أما النهائي الآخر الذي لا ينسى كان العام 1978، عندما تواجهت الأرجنتين مع هولندا، وخرج المضيف فائزًا 3-1 بعد التمديد. وبعد ثماني سنوات فقط ، نجح منتخب ”البيسيلستي” وبقيادة نجمه الرائع دييجو مارادونا في رفع الكأس للمرة الثانية بعد الفوز على ألمانيا 3-2 في المكسيك مجددًا. وبطبيعة الحال، يبقى نهائي 2006 في برلين ماثلاً في الأذهان لأنه كان في الماضي القريب، حيث نجحت إيطاليا في تخطي فرنسا بركلات الجزاء الترجيحية بعد 120 دقيقة حامية الوطيس ومليئة بالأحداث، تخللها مفترق طرق إعتبره البعض مأساوياً بطرد زين الدين زيدان الذي كان اختير افضل لاعب في العالم ثلاث مرات. وبشكل مفاجئ وبعيدًا من الكرة اتجه زيدان نحو ماتيرازي مدافع المنتخب الإيطالي ونطحه برأسه، ليخرج الأسطورة زيدان بالبطاقة الحمراء في آخر ظهور دولي للاعب، وبرر زيدان بعد المباراة تصرفه قائلاً: ”لقد نعتني بألفاظ بذيئة أهان فيها أختي”. ومن بين أغرب النهائيات كانت بمونديال البرازيل 1950 التي وصفتها الصحافة البرازيلية ب(قنبلة هيروشيما) بعد خسارة منتخبها على أرضها من الأرجواي 1-2 بحضور 205 ألف برازيلي في استاد الماراكانا في المباراة التي اعتبرت محسومة. إذ كانت تحتاج البرازيل آنذاك للتعادل مع الأرجواي لإحراز اللقب وبعد أن كانت البرازيل متقدمة بهدف نظيف انفجرت القنبلة بتسجيل الأرجواي هدفين وفازت باللقب. وحينها عمّ الصمت حتى أن بعض الحاضرين قال: ”لو أن بعوضة طارت في المدرجات آنذاك لسمع صوتها” وانتحر ثلاثة برازيليين بعد المباراة وحملت هذه القصة سر تغيير المنتخب البرازيلي الزي الرسمي من الأبيض إلى الأصفر الشهير.