بدأ الحجاج المتعجلون مغادرة بيت الله الحرام عائدين إلى أوطانهم بعد أن أدوا مناسك حجهم لهذا العام بكل يسر وسهولة واطمئنان فيما اتجه البعض الآخر إلى المدينةالمنورة لزيارة قبر المصطفى والسلام عليه قبل الارتحال إلى ديارهم. وبدأ المتعجلون من حجاج بيت الله الحرام الذين يقدر عددهم بحوالي مليون حاج منذ زوال شمس اليوم الثاني عشر من ذي الحجة اليوم الثاني من أيام التشريق برمي الجمرات الثلاث مبتدئين بالصغرى ثم الوسطى فالكبرى قبل توجههم إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع آخر مناسك الحج. وقال رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة مروان شعبان لوكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا): إنه للتخفيف على الحرم وتقليل الزحام جرى تقسيم الحجاج على يومي 12 و13 بنسبة 50 في المئة لكل يوم. ولفت إلى أن هذا التقسيم ينطبق على حجاج الداخل والخارج مبيناً أن عدد حجاج الداخل الذين سيكونون ضمن المتعجلين يقدر ب100 ألف حاج. واستنفرت السلطات السعودية 100 ألف عنصر أمني في محيط منى والحرم ضمن خطة محكمة لتفويج الحجاج على جسر الجمرات بطوابقه الخمسة وضمان نفرتهم إلى مكة بسلاسة. وفرضت السلطات حظراً على مخيمات الحجيج يبدأ من الساعة العاشرة والنصف صباحاً ويستمر حتى الثانية ظهراً في إجراء احترازي لتمكين الحجاج غير النظاميين الراغبين في التعجل من رمي الجمار ولتخفيف الزحام. كما فرضت السلطات على مؤسسات الطوافة الالتزام بمواعيد تفويج حجاجهم في رمي الجمرات وفق الوقت المحدد لكل مؤسسة. ونشرت السلطات ستة مراكز إسعافية على امتداد جسر الجمرات يعمل فيها أكثر من 200 فرقة إسعافية تحسّباً لأي طارئ كما أعدّت مهبطين للإسعاف الجوي بجسر الجمرات الأول أعلى البرج الشمالي والثاني أعلى البرج الجنوبي لاستقبال خمس طائرات هليكوبتر للإسعاف الجوي عند الحاجة. ووفرت السلطات كميات كافية من المواد الغذائية والتموينية في منى لسد احتياجات الحجاج التموينية أثناء نفرتهم من المشعر إلى الحرم. وأعدت السلطات خطة مرورية لتفويج الحجاج إلى الحرم تتمثل في تغيير مسار الحافلات إلى خمسة خطوط رئيسة كلها في اتجاه الحرم. وزادت السلطات تمركز نقاط الدفاع المدني داخل الحرم إلى 50 نقطة تغطي صحن الطواف والمسعى ومداخل الحرم والساحات الخارجية لإنقاذ وإسعاف الحجاج والمصلين الذين قد يتعرضون للسقوط أو الإجهاد أو المضاعفات الصحية نتيجة الزحام أو التدافع. ونشرت السلطات 12 فرقة طبية تابعة للهلال الأحمر مكونة من 36 طبيباً و100 مسعف تم توزيعهم على الأبواب الرئيسية في الحرم. وأكملت رئاسة الحرمين أعمال النظافة وسقيا زمزم والعربات والصيانة والتشغيل داخل الحرم كما تمت الاستفادة من الأجزاء المنتهية بمشروع زيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف في جميع الطوابق والتوسعة السعودية الثالثة للساحات الشمالية. ونشرت السلطات 1600 رجل أمن على مداخل التوسعة لتنظيم دخول قاصدي المسجد الحرام ومنع التدافع. ويعد اليوم الثاني عشر بمثابة الفرصة الثمينة لإنعاش سوقي الهدايا والذهب في مكةالمكرمة إذ يعمد الحجاج بعد قضائهم طواف الوداع إلى التسوق لشراء الهدايا والتذكارات. كما أن اليومين الأخيرين في الحج فرصة لإنعاش سوق الذهب في مكة التي تعيش حالة من الركود. ويستغل الحجاج انخفاض أسعار الذهب لشرائه وتقديمه هدايا ثمينة لأهاليهم. وتوقعت مصادر أن تصل مشتريات الحجاج من الذهب إلى 25 في المئة من إجمالي المبيعات في السعودية لافتة إلى أن غالبية مشتريات الحجاج عبارة عن مشغولات ذهبية أما مشترياتهم من المجوهرات فهي قليلة. وفيما يبدأ بعض الحجيج مع نهاية اليوم الثاني عشر المغادرة لبلدانهم يتجه البعض الآخر إلى المدينةالمنورة لزيارة قبر المصطفى والسلام عليه ثم الارتحال إلى ديارهم.