باغته عندما كان نائما الإعدام لقاتل والده بتسع طعنات عالجت محكمة جنايات العاصمة أمس ملف جريمة قتل بشعة بطلها ابن عاقّ في العقد الرابع من عمره أقدم على إزهاق روح والده بعدما وجه له تسعة طعنات قاتلة على مستوى الرأس حتى انكسرت حافة السكين بسبب الجمجمة وقد كلّفته وحشيته عقوبة الإعدام عن جناية قتل الأصول. تفاصيل جريمة القتل البشعة التي احتضنها حي النسيم بجسر قسنطينة تعود إلى تاريخ 20 جوان 2009 عندما باغت المتّهم (ب. جعفر) في حدود منتصف الليل والده الشيخ الذي تجاوز العقد السابع أثناء النوم ليوجه له عدة طعنات أردته قتيلا ثم توجه بعدها إلى الشارع أين تخلص من أداة الجريمة وبقي إلى غاية أذان الفجر ليقصد المسجد وهناك قام بغسل ملابسه التي كانت ملطخة بدماء والده قبل أن تلقي عليه مصالح الأمن القبض في مفترق الطرق وهو في طريق العودة إلى المنزل. وتبيّن من خلال قرار الإحالة أن المتّهم مطلّق وأب لطفلين وتعوّد على الاعتداء على أفراد عائلته منذ طلاقه كما أشار إخوته إلاّ أنه كان يعذّب أولاده الصغار كما أنه كاد يودي بحياة شقيقته وشقيقه بعد أن سكب الماء الساخن على الأولى وضرب الثاني بسكّين كما سبق وأن اعتدى على والده فاضطرّ إلى طرده من البيت درءا لخطره غير أنه سمح له بالعودة بضغط من والدة المتّهم بالإضافة إلى أنه كان مدمنا على تعاطي الخمر والحبوب المهلوسة. وتوصّلت التحرّيات إلى أن المتّهم كانت تصرّفاته طبيعية يوم الوقائع حيث تناول وجبة العشاء رفقة أفراد العائلة وبعد توجّه أشقّائه ووالدته وخالته لمشاهدة مباراة المنتخب الوطني ذهب إلى المطبخ وأخذ سكّينا وتوجه إلى غرفة والده الذي كان يغط في نوم عميق فوجه له تسع طعنات على مستوى الرّأس. وبيّن تقرير تشريح الجثّة العثور على رأس السكّين في مخّ الضحية ما يدلّ على إصرار المتّهم على التخلّص منه ووحشية الضربات التي وجّهها له ولم يتفطّن أفراد العائلة إلي الجريمة كون المتّهم قام برفع صوت تلفزيون غرفة الاستقبال. وأفادت والدة المتّهم بأنه خلال توجّهها إلى المطبخ سمعت شخيرا من غرفة زوجها فتوجّهت إليها حيث وجدته يحتضر والدماء تنزف من رأسه فاعتقدت أنه تعرّض لنوبة سكر أو ضغط دم أسقطته أرضا فأصيب بجروح فطلبت المساعدة من الجيران الذين اكتشفوا أنه تعرّض للقتل. المتّهم وخلال مواجهته بالجرم المنسوب إليه اعترف وأكّد أنه لم يكن في وعيه بفعل الضغوطات النفسية التي كان يعاني منها بعد قيام والده بتطليقه من زوجته لكنه لم يخطط للجريمة محاولا بذلك إيهام هيئة المحكمة بأنه مريض كما أنه لم تكن لديه أي مشاكل مع أفراد عائلته وهي الاعترافات التي لم تقنع ممثّل الحقّ العام الذي التمس تسليط عقوبة الإعدام في حقّه قبل أن تقر المحكمة بعد المداولات القانونية بالحكم السالف ذكره.