"كرّهلي حياتي.. هبّلني"، هي العبارة التي كان يرددها "ب. علي" أثناء جلسة محاكمته بجنايات العاصمة، بتهمة قتل الأصول، حيث تخلص بكل وحشية ودون سابق إنذار وببرودة من والده الطاعن في السن مستغلا فترة غرقه في النوم حوالي منتصف الليل، ووجه له بقوة تسع طعنات على مستوى الرأس، حتى انكسرت حافة السكين بسبب الجمجمة. عالجت محكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة، أمس، قضية قتل أصول بشعة شهدتها بلدية جسر قسنطينة بالعاصمة في العشرين جوان 2009، اقترفها "ب. جعفر"، 41 سنة الذي تخلص بكل برودة دم من والده "ب. علي"، 73 سنة، حيث باغته ليلا بينما كان الشيخ غارقا في النوم، ووجه إليه عدة طعنات على مستوى كامل الجسم، منها تسع على مستوى الرأس بكل قوة إلى درجة بقاء حافة السكين عالقة بالجمجمة. واعترف "ب. جعفر" بكل برودة أمام هيئة المحكمة بارتكابه لهذه الجريمة الشنعاء، ورد على الأسئلة الموجهة إليه بإجابات مصحوبة بابتسامات أثارت سخط الحضور بمن فيهم رئيسة الجلسة التي طالبته بالتوقف عن هذه التصرفات الاستفزازية التي كان يريد من خلالها إيهامهم بأنه مختل عقليا، عكس ما أكده تقرير الخبرة العقلية الذي يشير بأنه سليم تماما. وصرح "ب. علي" بأنه بالفعل تخلص من والده بهذه الطريقة العنيفة، وأفاد بأنه يوم الواقعة دخل إلى المنزل العائلي حوالي الساعة الرابعة مساء، وظل فيه إلى ما بعد ارتكابه الجريمة، حيث تناول وجبة العشاء برفقة كامل أفراد العائلة وانتظر رلى غاية خلودهم جميعا للنوم، وأخذ سكينا من المطبخ واتجه صوب غرفة نوم والده "ب. علي"، وهو يمشي على أطراف قدميه حتى لا يثير انتباه أشقائه ووالدته ويكتشفون أمره، ووجه بعدها عدة طعنات قاتلة للضحية الذي كان غارقا في نومه في حدود ال11 والنصف ليلا، بينها تسع قوية على مستوى الرأس على عمق يفوق 2 سم خلفت حافة الخنجر عالقة بالجمجمة، وعقب تأكده من وفاة الوالد، فرّ الابن إلى الشارع وتخلص من السكين في الأحراش القريبة من منزلهم، واتجه بعدها للمسجد للتخلص من آثار دماء الضحية، ونظف ملابسه، وبقي هناك إلى غاية صلاة الفجر، ليتم إلقاء القبض عليه بعد خروجه من طرف مصالح الأمن على إثر البلاغ الذي تقدمت به عائلته. وبرر "ب. جعفر" ارتكابه لهذه الجريمة بالقول "أبي كرّهلي حياتي وهبّلني، وطالبني بجلب الأموال والبحث عن عمل لإعالة أفراد العائلة". وورد في جلسة المحاكمة أن المتهم لم يترك للضحية الفرصة حتى الدفاع عن نفسه وطلب النجدة، وبالصدفة اكتشفت إحدى أخواته الجريمة. وقالت والدته في محاضر التحقيق إن ابنها معتاد على افتعال المشاكل منذ طلاقه، حيث سبق له ضرب شقيقه المختل عقليا بالسكين، ورمى الماء الساخن على شقيقته، ويحدث حالة رعب بالمنزل. ويعتبر "ب. جعفر" من المسبوقين قضائيا في عدة قضايا تتعلق بالمخدرات، الإغراء، الجرح العمدي، ومتعود على تناول الحبوب المهلوسة والمخدرات. والتمس النائب العام تسليط عقوبة الإعدام ضد المتهم، وهو الحكم الذي أصدرته هيئة المحكمة ضده.