من عجائب قدرة ورحمة الخالق بالمخلوقين القرآن والمطر والرزق إنزال المطر من أعظم الآيات الدالة على قدرة الله سبحانه وتعالى ورحمته فهوالذي يُسوقه وهو الذي يُنزله وينبغي علينا أن نسأل الله أن يبارك فيه وأن يجعله محيياً للأرض مروياً للنبات والإنسان فليست العبرة بنزولِ المطر فقط فقد ينزل ولا يبارك فيه لأن الله سبحانه وتعالى يُسلبه الآثار التي تترتب عليه عقوبةً لعباده وعن هذا يقول بعض السلف : (ليس الجدب ألا تمطروا ولكن الجدب أن تمطروا ثم تمطروا ولا يبارك لكم). وكما نعلم فإن الله هو الرحمن الرحيم اللطيف بعباده ولكنَّ قد تحول ذنوب العباد بينهم وبين رحمة الله ولولا عفو الله سبحانه وتعالى وحلمه عليهم لاشتد بهم العذاب من أعمالهم (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّة وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَل مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً). وقد تحدث أضرار من سقوط المطر وما يصحبه من برق ورعد ولهذا كان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا أقبل السحاب عُرُفَ في وجه الخوف من الله عز وجل وصار يدخل ويخرج حتى ينزل المطر عند ذلك يُسرى عنه (صلى الله عليه وسلم) وكان إذا كثر المطر وظهر منه الضرر يدعو الله بأن يرفعه عنهم إلى أماكن أخرى محتاجة إليه فيقول: (اللهم على الضراب والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر اللهم حوالينا ولا علينا). وكان (صلى الله عليه وسلم) إذا نزل المطر يقول: (اللهم اجعله صيباً نافعا مُطرنا بفضل الله وبرحمته). وقد ذكر المطر في آيات مختلفة من القرآن الكريم نذكر منها: (وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْم يَسْمَعُونَ) - النحل. (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) - العنكبوت (وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَد مَّيِّت فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ) - فاطر (وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن رِّزْق فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْم يَعْقِلُونَ) - الجاثية (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) الحديد- (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلاَ تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) - البقرة (وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَات لِّقَوْم يَعْقِلُونَ)- الروم (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ) - غافر (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ) - لقمان فعلينا أن نشكر الله وأن نسأله أن يجعل هذا المطر مباركاً علينا فهو جل وعز أرحم الراحمين وهو على كل شيء قدير