بدأت تظهر في الآونة الأخيرة (جيوش) جديدة في سوريا لتُضاف إلى جيوش سبقتها بعد إعلان إحدى فصائل المعارضة السورية (جبهة الأصالة والتنمية) عن تشكيل (جيش سوريا الجديد) على أن يبدأ مهامه من المنطقة الشرقية في سوريا لتحريرها من سيطرة تنظيم (الدولة الإسلامية.. داعش). يذكر المكتب الإعلامي للجبهة في بيان أن (الجيش الجديد تلقّى تدريبات نوعية على مختلف أنواع الأسلحة وسيواجه داعش والفصائل الموالية له في سوريا) ويوضّح أن (الجبهة بدأت بإنشاء معسكرات التدريب لجيش سوريا الجديد ليكون نواة ولبِنة للاجتماع حول مشروع سوري واحد ينكر الذات ويرفع العلم السوري) ويتابع: (نسعى لتحرير أكبر المناطق السورية المحتلّة وهي المنطقة الشرقية مع وجود فصائلنا في جميع المناطق الساخنة كالغوطة وحلب وإدلب وحماة والساحل غير أن هذا لا يجعلنا نترك خنجر الغدر الذي صنعه النّظام وجعله شمّاعة داعش يشوّه من خلالها الإسلام ويصبغ الثورة بثوب التطرّف والإرهاب بينما هو عون للأسد وحلفائه ومنسّق معهم). وسبق أن تمّ الإعلان في 12 أكتوبر الماضي عن تشكيل جيش جديد تحت مسمّى (قوّات سوريا الديمقراطية) في الشمال والشمال الشرقي من سوريا ويضمّ كتائب عسكرية من المليشيات الكردية وألوية من الجيش الحر أبرزها لواء (ثوّار الرقة) و(المجلس العسكري السرياني) بالإضافة إلى مجموعات من أقلّيات سورية. والهدف من تأسيس هذا الجيش وفق قيادته هو (بناء سوريا ديمقراطية تعدّدية) وقد بدأ منذ أيّام حملة عسكرية كبيرة على ريف الحسكة الشرقي في محيط بلدة الهول بهدف استعادة السيطرة عليها من (داعش). وتدعّم الولايات المتّحدة هذا الجيش أيضا وزوّدته بأسلحة نوعية ومستشارين كما يعتبره مراقبون ذراعا عسكرية تتبع بشكل مباشر لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون). واللاّفت أن (قوّات سوريا الديمقراطية) تضمّ مليشيات متحالفة مع النّظام سرّا وعلنا منها (وحدات حماية الشعب الكردية) و(قوّات الصناديد) التي يقودها الشيخ القبلي حميدي دهام الهادي المتحالف مع حزب (الاتحاد الديمقراطي) الذي عيّنه حاكما شكليا لما يُعرف بإقليم (الجزيرة) الذي يضمّ محافظة الحسكة السورية التي يفرض الحزب سيطرة على أغلب مساحتها. في هذا الإطار يرفض مؤسّس الجيش السوري الحرّ العقيد رياض الأسعد فكرة تأسيس هذه الجيوش الجديدة مؤكّدا أن (الجيش الحرّ هو الجيش السوري الوحيد المدافع عن السوريين منذ بداية الثورة في عام 2011). ويُعرب الأسعد في حديث مع (العربي الجديد) عن اعتقاده بأن (سوريا باتت ساحة تصفية حسابات وحلبة صراع بحجّة محاربة الإرهاب في حين أن الجميع يصمت أمام إرهاب النّظام وحلفائه في حقّ السوريين) ويرى أن (هذه الجيوش التي تنمو كالفطر أدوات وبيادق بيد قوى خارجية غير واضحة المعالم) لافتا إلى أن (النّظام وراء تشكيل ما يُسمّى جيش سوريا الديمقراطية والدليل وجود مليشيا الصناديد التابعة لمليشياته في تركيبة هذا الجيش). من جانبه ألمح الأمين العام ل (الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية) يحيى مكتبي إلى رفضه (تشكيل جيوش جديدة في سوريا) ويُفنّد موقف الائتلاف قائلا إن (الائتلاف من حيث المبدأ مع جيش سوري حرّ مكتمل الأركان وأيّ جهد لتوحيد الجهود لجهة قتال النّظام وحلفائه مرحّب به) ويُشدّد على أن (الائتلاف يرفض أيّ مشروع عسكري ينفّذ أجندات غير وطنية نظرا لحساسية هذا الجانب وتأثيره على مستقبل سوريا).