زيجات يُحكم عليها بالفشل في أولى بداياتها فتيات يتنازلن عن شرط عمل الزوج * يصطدمن بواقع مر في آخر المطاف يعد شرط العمل من بين الشروط التي يُبنى عليها الرباط المقدس خاصة أن العمل يضمن استمرار العلاقة واستقرار الأسرة غير أن أزمة قلة فرص العمل التي يعيشها مجتمعنا من جهة وخوف الفتيات من شبح العنوسة من جهة أخرى قلب الموازين وأضحت الفتيات يغضضن الطرف عن ذلك الشرط لكن يا ترى هل ستنجح تلك الزيجات في ظل غياب شرط ضروري بذلك الحجم وشروط أخرى لا تقل عنه من حيث الأهمية هو ما سنناقشه من خلال هذا المقال. نسيمة خباجة صار الزواج حلم أي فتاة في الوقت الحاضر وأضحت معظم الفتيات يتنازلن عن الكثير من الشروط والحقوق لإتمام علاقة الزواج قبل فوات القطار فالعنوسة أصبحت الشبح التي تتفاداه الكثيرات حتى ولو رمين بأنفسهن في يد أزواج لا يصلح عليهم ذلك اللفظ الذي يقترن بوجوب تحمل الأعباء الأسرية وبناء أسرة مستقرة وبعد أن كان بالأمس الزواج مبنيا على العديد من الشروط التي تحفظ استقرار الأسرة على غرار المسكن والعمل كشرطين أساسيين باتت بعض الفتيات يتنازلن عنهما وإذا عدنا إلى مشكل السكن فالسكن هو حلم بعيد وأغلب الفتيات يرضخن إلى السكن بالبيت العائلي مع أهل الزوج لكن أن تتنازل الفتاة على شرط العمل فهو أمر صعب خاصة أن الزواج هو علاقة تثمر عن ميلاد أطفال يحتاجون إلى الرعاية الكاملة من حيث المأكل والمشرب والعلاج فغياب ذلك الشرط أدى إلى كوارث وكانت نهاية الكثير من الزيجات الطلاق الذي كثر في الآونة الأخيرة حسب ما تشير إليه الإحصائيات الصادرة من وقت إلى آخر حيث باتت الفتيات وحتى الأسر لا ترفض ارتباط البنت برجل لا يعمل فالمهم في ذلك الخروج من دائرة العنوسة وتأخر سن الزواج غير آبهين أنهم بذلك الزواج سوف يفتحون الباب لمشاكل أخرى أثقل وأصعب من مشكل تأخر الزواج الذي هو في الحقيقة قضاء وقدرا من عند الله تعالى. عائلات تتمسك بشرط العمل لرصد آراء المواطنين في الموضوع نزلنا إلى الشارع الجزائري واقتربنا من بعضهم وكانت آراؤهم متباينة فالبعض تمسكوا بشرط عمل الزوج واعتبروا أن العمل هو أساس استمرار العلاقة الزوجية واستقرار العائلة بعد ميلاد الأبناء السيدة رشيدة تقول إنها ترى أن شرط العمل هو شرط ضروري في الزواج خاصة عمل الرجل ولو أن الوقت الحالي يفرض عمل المرأة والرجل معا من أجل ضمان متطلبات الحياة الضرورية ولا نقول الكمالية. وعن فكرة زواج بعض الفتيات من شبان من غير عمل قالت إن الأمر مستحيل وإن طرفي العلاقة الزوجية قد حكما على مشروع الزواج بالفشل من الأول. الحاجة مريم قالت أنها على معرفة ببنات من العائلة أقبلوا على زيجات من ذلك النوع إلا أنهن لم يعشن سعيدات بسبب عدم توفر مصدر القوت إذ تحس الفتاة أنها عالة على عائلة الزوج في بداية الزواج فما بالنا بعد الإنجاب مما يؤدي إلى بروز مشاكل لا محالة تفضي في الأخير إلى الطلاق كأبغض حلال عند الله تعالى. السيد عمر قال إنه أب لبنات ولو تقدم لهن عرسان من غير عمل سوف يصدهم دون أي تفكير فبناء الأسرة المستقرة يتطلب عمل الزوج ويتطلب أحيانا عمل الزوجة أيضا للاشتراك واقتسام الأعباء الأسرية خاصة في ظل الغلاء الذي مس كل شيء وصعوبة الحياة الآنسة ندى تقول إنها بالفعل تقدم لخطبتها شبان مثقفون وأكملوا دراستهم الجامعية لكن عيبهم الوحيد أنهم لا يمتلكون عملا ثابتا ولم تأخذ فترة للتفكير وعزفت عنهم مباشرة كونها ترى أن العمل يضمن استقرار العلاقة ونجاحها وهي على معرفة بالكثير من الفتيات اللواتي تنازلن عن الشرط لتعجيل زواجهن ألا أنهن ندمن أشد ندم وكانت الكارثة بعد ميلاد الأطفال يحتاجون إلى الرعاية الكاملة ليقف أبوهم مكتوف الأيدي أمام تلك المتطلبات ولولا اعتمادهن على عائلة الزوج لكان مصيرهن الضياع وطلب الطلاق وبعضهن يفكرن في الخروج إلى العمل متى وجدن الفرصة لذلك بعد أن مللن من الحاجة والعوز واتكال أزواجهن على الأهل من حيث الإنفاق في معظم الوقت. ... وأخرى تتنازل عن الشرط لستر الفتاة! لا ندري إن كانت تلك العائلات اختارت ستر البنت بتعجيل زواجها أم وضعها في مأزق صعب الخروج منه خاصة أن دخولها إلى بيت الزوجية ليس كخروجها منه فهي ستخرج بصفة المطلقة والكارثة العظمى إن كان لها أبناء سيضيعون لا محالة لكن بعض الأسر لا تنظر إلى تلك العواقب أكثر مما تنظر إلى وجوب زواج البنت وعدم تأخير زواجها حتى من الأسر من التزمت بإقامة العرس لوحدها والتكفل بكل المصاريف خدمة للزوج العاطل عن العمل. تحكي إحدى السيدات عن ابنها الذي كان دون عمل إلا أنه استعجل الزواج ببنت كان على معرفة بها ورغم نصح الأم بتأجيل الزواج إلى غاية حصوله على عمل إلا أن الشاب رفض وقال لأمه إن الشابة تقبله حتى ولو كان من غير عمل وحتى أسرتها لا إشكال لها في ذلك فما كان على الأم إلا تطبيق قانون الحضور وخطبة الفتاة وقالت إنها كانت مطأطأة الرأس إلا أن أم الفتاة لم تمانع وقالت إن مصير صهرها العمل اليوم أو غدا تمّ الزواج وضمّ الزوج زوجته إلى البيت العائلي كانت الأجواء على ما يرام في أول الأمر إلا أنه وبعد ميلاد الطفل الأول اندلعت المشاكل خاصة أن الزوج لم يكن قادرا على رعاية الطفل من حيث المأكل ومن حيث العلاج وكانت في كل مرة تندلع صراعات بينه وبين زوجته تفضها الأم إلا أنه في المرة الأخيرة غادرت الزوجة البيت باتجاه بيت أهلها هي وابنها ولم ترض العودة وحرمت حتى الزوج من رؤية ابنه حدث كل هذا على الرغم من تساهل العائلة مع الشاب في الخطبة وتنازلها عن شرط العمل إلا أنه يبقى شرطا ضروريا في توازن العلاقة الزوجية. أما الآنسة سهام فتقول إنها بالفعل قبلت برجل تقدم لخطبتها وهو دون عمل إلا أنه يملك مسكنا خاصا ورأت أن المسكن هو أهم شرط حسبها أما العمل فيأتي بعد المسكن وبعد إتمام الزواج لم تنف اصطدامها ببعض العراقيل لاسيما أنها لا تعمل أيضا وكانت تعتمد كثيرا إما على عائلتها أو أهل الزوج في تزويدها ببعض الضروريات واستمرت على ذلك الحال لعام ونصف إلى أن رُزق زوجها بعمل كحارس في إحدى المؤسسات وحمدت الله كثيرا على تلك البشرى التي فتحت الباب لاسترزاق العائلة وضمان استقرارها ورأت أن العمل شرط ضروري من الصعب التنازل عنه ومن اتخذت القرار عليها بالصبر لحفظ علاقتها الزوجية من الشقاق. رأي الشرع في الزوج العاطل عن العمل يثير الكثير من العلماء ذات المسألة للنقاش في الكثير من المنابر الإعلامية وهم يحثون في كل مرة على عمل الرجل كشرط في استقرار الأسرة إلى جانب المسكن وغياب الشرطين سيؤدي حتما إلى اندلاع مشاكل وصراعات بين الزوجين ومن الناحية الشرعية يرى أغلب الفقهاء أنه من حق المرأة أن تطلب الطلاق في حال رفض الزوج الإنفاق عليها وتهربه الدائم من المسؤوليات وهي الكوارث التي باتت تعيش على وقعها الكثير من البيوت. وعن رأي الشرع في أحقية طلب الزوجة فسخ العقد في حال لم يستطع الزوج الإنفاق عليها الرأي الغالب أنه يحق للزوجة في هذه الحالة أن تطالب بفسخ العقد وذلك في حال رفض الزوج البحث عن عمل وأصرَّ على استغلال زوجته وإلزامها بالإنفاق تاركاً الحمل والعبء كله عليها في هذه الحالة يجب أن تحاول تسوية الأمور بينهما للوصول إلى حل وإذا لم يتفقا سيكون من حقها اللجوء إلى القضاء لطلب الطلاق وسيوافقها عليه القاضي فمن المعروف كما ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أن الرجال قوامون على النساء والقوامة هنا تعني الإنفاق بمعنى أنه من واجب الزوج الإنفاق على زوجته وبيته وأولاده ما دام ليس هناك أي خلل صحي يمنعه من ذلك.