سلبياته طغت على إيجابياته التطور التكنولوجي سبب في أمراض العصر تؤكد مختلف الدراسات أن التكنولوجيات الحديثة فرضت على الإنسان السكون والجمود على غرار الأنترنت ومجالات التقنية الحديثة والمعلوماتية بمفهومها الواسع الأمر الذي أدى إلى ظهور أمراض العصر على غرار السمنة ومرض السكري والكولسترول وساهمت حتى في ظهور الأمراض النفسية بالنظر إلى تأثيراتها السلبية على أكثر من صعيد الأمر الذي أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار من طرف المختصين لإعادة الأنشطة الحركية في النمط اليومي والدور البارز للرياضة في حفظ الصحة وحثهم المستمر على احترام التوزان الغذائي. خ. نسيمة/ ق. م في نفس السياق أكد باحثون بجامعة المسيلة خلال ملتقى دولي بعنوان تعليمية النشاط الحركي في ظل المقاربات التربوية الحديثة أن التقدم التكنولوجي الذي أعقب الثورة الصناعية في أوروبا أدى إلى استغناء الإنسان بشكل كبير عن النشاط الحركي بعد أن كان يعتمد على الجهد البدني لتلبية متطلبات الحياة. وتناول اللقاء -الذي بادر بتنظيمه معهد علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضية لجامعة محمد بوضياف على مدار ثلاثة أيام بمشاركة باحثين وأكاديميين من بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وتركيا وآخرين عرب من مصر والمغرب وتونس إضافة إلى جامعيين من الجزائر- مدى التأثير السلبي للتقدم التكنولوجي والصناعي على حركة الإنسان. كما يتم التطرق إلى ظهور مهن وأعمال تتطلب مكوثا قد يكون ليوم كامل في مكان العمل كالمكتب أو مكان الدراسة الذي قد يتجاوز ثماني ساعات يوميا بالنسبة للتلاميذ مما ولد -استنادا لمتدخلين- ما يعرف بأمراض العصر على غرار السمنة والإصابة بالسكري والربو وتضخم الشرايين وتشوه القوام وظهور الأمراض النفسية نتيجة الضغوط المصاحبة لنمط حياة الإنسان الحديثة . وحتمت هذه الوضعية يقول الدكتور عبد الوهاب زواوي من جامعة المسيلة التفكير في إيجاد آليات حديثة للاستثمار في حركة الإنسان من خلال النشاط الحركي الرياضي الذي تضمنه المدرسة بشكل كبير باعتبارها مؤسسة تنشئة اجتماعية ذات أهمية خاصة وذلك عن طريق مناهجها التربوية والتعليمية المستندة إلى مختلف المعارف النظرية الموجهة للاستثمار في الإنسان. وأفاد هذا الجامعي بأن النشاط البدني والرياضي كان ولا يزال وسيلة هامة في حياة التلميذ والإنسان بشكل عام وهو ما تعكسه مختلف الإصلاحات في قطاع التربية مواكبة لمتطلبات العصر بدءا من المنهاج ووصولا إلى الأستاذ من خلال استعمال مختلف الأساليب البيداغوجية الحديثة وكذا وسائل تكنولوجية فرضها التطور الإنساني والتكنولوجي واستغلالها في عملية التعليم والتعلم. بدوره ذكر رئيس الملتقى البروفسور أحمد بوسكرة أن المحاور التي يتم تناولها في هذا الملتقى الذي يتضمن تقديم 60 مداخلة من خلال 6 ورشات تتمثل في المقاربات النظرية الحديثة بتعليمية النشاط الحركي والمناهج التربوية الحديثة للنشاط الحركي وأساليب التدريس الحديثة للنشاط الحركي وتكنولوجيات التعليم والتعلم وتطبيقات العلوم البيولوجية في تعليمية النشاط الحركي وعرض تجارب الدول العربية والأجنبية في تعليمية النشاط الحركي.