مآثر الجهاديين في مالي *** أفرج عن عشرات الرهائن الذين احتجزهم مُسلحون منذ صباح الجمعة في فندق راديسون في باماكو. وكتب التلفزيون الرسمي في شريط للأخبار: (الهجوم على فندق راديسون: القوات الخاصة تقتحم الفندق الإفراج عن أوائل الضحايا نحو 80 من أصل 170). وقال وزير الأمن الكولونيل سليف تراوري: (قواتنا الخاصة حررت نحو ثلاثين رهينة وتمكن آخرون من الهرب بمفردهم). وفي ما يأتي شريط التمرد الدموي في مالي: أكتوبر 2011 شكل أفراد في الطوارق أو البربر وهي أقلية اتنية (حركة التحرير الوطني لأزواد) وبدأوا تمرداً ضد الحكومة المالية في شمال البلاد. وانضم إليهم الكثيرون من الطوارق الذين كانوا يقاتلون في صفوف المعارضة للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وقد نقل هؤلاء أسلحتهم معهم من ليبيا. ويشكو الطوارق الذين يمثلون نحو 10 في المئة تهميشهم من حكومة باماكو. مارس 2012 نفذ الجيش المالياني انقلابا ناجحاً ضد الحكومة بعد أشهر من التململ حيال التعامل الحكومي ضد التمرد. وأرغم الرئيس امادو توماني توريه على الفرار إلى المنفى خلال مفاوضات لإعادة الديموقراطية. في غضون ذلك بسط الطوارق ومجموعات إسلامية متحالفة مع تنظيم (القاعدة في المغرب الإسلامي) سيطرتهم على شمال البلاد. جوان 2012 انتزعت جماعات مسلحة من (القاعدة) وحلفائها المحليين من (حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا) و (أنصار الدين) السيطرة على تمبكتو وكيدال وغاو من الطوارق في وسط البلاد وبدأت تدمير مخطوطات قديمة ومعابد للمسلمين وارتبكوا انتهاكات كثيرة أخرى باسم الشريعة. جانفي 2013 بدأ الجيش الفرنسي عملية (سرفال) ضد الناشطين الإسلاميين في الشمال بعد نداء مساعدة من الحكومة الماليانية بينما كان الإسلاميون يتوغلون جنوباً الأمر الذي أُثار مخاوف من سقوط باماكو. ومنذ 14 جانفي انسحب الجهاديون من المدن الكبرى في الشمال بعد قصف للقوات الفرنسية. ودفعت باريس قوات برية إلى مالي. وبين 26 و28 جانفي حررت القوات الفرنسية والماليانية مقعل الإسلاميين في غاو قبل أن تدخل بلا مقاومة الى تمبكتو. وبعد ذلك بيومين سيطرت القوات الفرنسية على مطار كيدال وتولى نحو 1800 جندي تشادي حفظ الأمن في المدينة. بين جوان وجويلية 2013 وقع اتفاق سلام مع متمرّدي الطوارق وأخذ نحو 120 ألف جندي دولي على عاتقهم مسؤولية إخراج الإسلاميين من بلدات في شمال مالي. جانفي 2013 انهيار اتفاق السلام مع الطوارق في 21 ماي سقطت مدينة كيدال تحت سيطرة مجموعات متمردة من الطوارق والعرب بعد هزيمة مدوية للجيش المالياني. وقع اتفاق لوقف النار بين باماكو وثلاثة جماعات مسلحة بينها حركة التحرير الوطني لأزواد . وفي 13 جويلية بدأت عملية (بركان) بدلاً لعملية (سرفال) شارك فيها ثلاثة آلاف جندي فرنسي لمطاردة الجهاديين في خمس من دول. وأعلنت باريس مقتل نحو 200 جهادي. مارس 2015 قتل مسلح مقنع خمسة أشخاص هم ثلاثة ماليين وفرنسي وبلجيكي في هجوم بقنبلة وسلاح آلي في باماكو تبنى مسؤوليته (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي). وفي الأول من أوت قتل جنديان في مكمن قرب نامبالا في منطقة سيغو وسط مالي والتي استهدفت بهجوم جهادي قتل فيه 11 جندياً في جانفي الماضي. في السابع من أوت أخذ مسلحون رهائن في فندق بيبلوس في سيفارا قرب موبتي. وتمكنت قوى الأمن الماليانية من تحرير الرهائن بعد 24 ساعة في عملية قتل فيها 13 شخصا.