هنية: (انتفاضة القدس لم تخرج كلّ ما في جعبتها) فلسطين.. باقية وتتمدّد * (اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين).. هبّة شعبية ويأس دولي تشهد فلسطين فترة ساخنة أشعلت فتيل الأمل باسترجاع الأرض الضائعة فلقد أعادت الانتفاضة الرّوح إلى الجسد الفلسطيني. أكّد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية أن انتفاضة القدس لم تخرج كلّ ما في جعبتها مشيرا إلى أنها أسقطت نظرية الردع. وقال هنية في كلمة له خلال ملتقى علماء فلسطين الدولي الأول إذا كان الاحتلال لديه من الخيارات والبدائل لمواجهة الانتفاضة فإنها لم تخرج كلّ ما في جعبتها بعد ومن إنجازاتها أنها أسقطت نظرية الردع وشدّد على أن الانتفاضة نقيض لاتّفاقية أوسلو وتتعارض مع نظرية التنسيق الأمني مع الاحتلال ولن تمرّر إليها مفاهيم المفاوضات. وأشار هنية إلى زيارة كيري الأخيرة للمنطقة وما حمله من مطالب تتعلق بتسهيلات للشعب الفلسطيني وبعض المغريات التي لا ترقى إلى أن تصل لنقطة دم من شعبنا وأضاف: (الزيارة فاشلة بمنظورهم لكنها كاشفة بمنظورنا لطبيعة الدور في وأد الانتفاضة ومن يصف الانتفاضة بالإرهاب هو وزير إرهابي يدعم الاحتلال الصهيوني). وأوضح هنية أن الانتفاضة سلطت الضوء على العدو المركزي للأمة في ظل الصراعات الطائفية والدماء التي تسيل في الشوارع العربية منوهاً إلى أن علماء فلسطين والأمة كانوا حريصين على تجنيبها مظاهر التفتت والخلافات وتابع: (سنمضي في الانتفاضة مع دور العلماء المركزي في الإطار الناظم لشعبنا من علماء ومجاهدين فالانصهار بين شعبنا ومكونات الأمة سيقربنا من التحرير والنصر وعودة شعبنا المشرد من الشتات). ولفت هنية إلى استمرار الانتفاضة في ظل اضطراب المنطقة وانشغال الشعوب بهمومها لكن قضية القدس تبقى مركزية لأبناء الأمة مبينا أن الانتفاضة إنجاز عظيم لأنها قربت روح التواصل بين الأمة وقضيتها المركزية القدس والأقصى ودعا الأمة لحشد كل طاقاتها من أجل تحرير فلسطين وإعادة الاعتبار للمقاومة وأن تعيد وحدة الكلمة وتثبط التوترات. في السياق ذاته دعت حركة (حماس) من أسمتهم ب (أحرار العالم) إلى العمل على انتزاع حقوق الفلسطينيين المشروعة والعادلة. وفي بيان نشرته في ذكرى تقسيم فلسطين قالت الحركة إن (المتضامنين مع الشعب الفلسطيني هم شركاء في استراد أرضه وانتزاع حقوقه) وشددت على (دعم إنهاء الاحتلال والعمل على ضمان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاّجئين إلى ديارهم التي هُجروا منها) معربة عن تقديرها لكل (محبّي الشغب الفلسطيني والمدافعين عن حقوقه). * الخارجية الفلسطينية تطالب بتحرّك دولي طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية أمس الأحد الذي يصادف يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني بتحرّك دولي فاعل لإنهاء الاحتلال. وقالت الوزارة في بيان صحفي إن (المجتمع الدولي مطالب أكثر من أي وقت مضى بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية بشكل فردي وجماعي لاحترام مبادئ وإحكام القانون الدولي لإنهاء الاحتلال وإحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني). ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى (الانتقال من التنادي بعدالة القضية الفلسطينية والتعبير عن التضامن إلى الالتزام بمسؤولياته في وضع حد للاحتلال وممارساته) وحثت في هذا الصدد على (اتخاذ قرار دولي ملزم ينهي الاحتلال ويوفر الحماية الدولية للشعب الفلسطيني) كما دعت إلى الاعتراف بدولة فلسطين عضوا كامل العضوية في الأممالمتحدة والمبادرة بالاعتراف الثنائي بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية ومساندة مبادرات فلسطين في استكمال الانضمام للوكالات والهيئات الدولية المختصة. وأعربت الخارجية الفلسطينية عن تطلعاتها أن يكون الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في العام المقبل احتفالا بقيام وتجسيد دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف. * 49 مستوطنا يقتحمون الأقصى اقتحم 49 مستوطنا المسجد الأقصى بمدينة القدس صباح أمس الأحد حسب ما أعلن مسؤول في إدارة الأوقاف الإسلامية. وقال فراس الدبس مسؤول الإعلام في إدارة الأوقاف بالمسجد الأقصى: (اقتحم 49 مستوطنا المسجد الأقصى اليوم الأحد من جهة باب المغاربة وسط حراسة الشرطة وأضاف الدبس: (المستوطنون اقتحموا المسجد من خلال مجموعات طافت في ساحاته وسط تكبيرات من المصلين المسلمين) وأوضح أن الشرطة فرضت إجراءات أمنية مشددة منذ صباح أمس الأحد في المسجد ضد المصلين المسلمين تمثلت في مصادرة بعض بطاقات الهوية الخاصة بهم. * هبّة شعبية ويأس دولي تستمر الهبّة الفلسطينية وتتواصل رغم حالة اليأس الفلسطينية حيال قرارات المجتمع الدولي الصادرة في حق فلسطين وقضيتها والتي زاد عمرها على 65 عاما ولم يشهد الفلسطينيون أيّ تحرّك فعلي على الأرض لتطبيقها. في 29 نوفمبر من كل عام تحتفل كثير من دول العالم بيوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني والذي أقرته الأممالمتحدة عام 1977 لمساندة الشعب الفلسطيني والإشارة إلى أن مطالب الشعب الفلسطيني الأساسية في إنشاء دولة مستقلة كاملة السيادة لم تتحقق بعد. وبالتزامن مع استمرار الهبّة الشعبة الفلسطينية الحالية التي تسود الأراضي الفلسطيني منذ مطلع أكتوبر الماضي تشهد العديد من دول العالم فعاليات وأنشطة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في الوقت الذي تزداد فيه الأمور تعقيدًا ويزداد الاحتلال تغولاً في جرائمه بحق الفلسطينيين. ويشكل هذا الحراك العالمي حاضنة شرعية وقانونية للشعب الفلسطيني في نضاله ومطالبته بالحقوق العادلة والمقبولة عالميًا على عكس الدول الاستعمارية التي وافقت على قرار تقسيم فلسطين في مثل هذا اليوم من عام 1947 عند انتهاء فترة الانتداب البريطاني وتسليم فلسطين للصهاينة. ويرى أستاذ الإعلام في جامعة القدس أحمد رفيق عوض أن هذا الحراك يعيد التاريخ إلى الأذهان ويذكر الفلسطينيين بالقرار وأنه باق لم يزل ويدلل على أن الضمير العالمي ما زال حيًا ويرفض تقسيم فلسطين لافتًا إلى إمكانية الاستفادة من هذا الحراك بتوثيق هذه المساندة والدعم الدولي من خلال مقاطعة إسرائيل بشكل كامل وليس فقط أكاديمياً بل مقاطعة بضائعها ومنتجاتها ومقاطعة الإعلاميين والمثقّفين والبرلمانيين وكل الأوساط التي تساهم في تكريس احتلال فلسطين. ويشير عوض إلى أهمية عدم اقتصار التضامن مع الشعب الفلسطيني بيوم رمزي واحد وإنما تحويله إلى أفعال حقيقية وحراك مستمر كالضغط على الحكومات والهيئات والجمعيات الدولية لاتخاذ مواقف متقدمة وذات نتيجة ملموسة لدعم الفلسطينيين دبلوماسياً وثقافياً ومادياً ومحاصرة الاحتلال ونزع الشرعية عنه. ويشدد عوض على ضرورة التحرك الدبلوماسي الفلسطيني في الخارج خاصة خلال الهبة الشعبية التي قاربت على الشهرين من خلال السفارات والجاليات والنخب والمثقفين الفلسطينيين كي يصبحوا سفراء في العالم لفضح ما يقوم به الاحتلال من إعدامات يومية في حق الأطفال والنساء والشبان واعتقالات يومية تطاول المرضى والمصابين ولإيصال الحقيقة الفلسطينية حول ما يجري في فلسطين من انتهاكات وممارسات إجرامية إسرائيلية. ورغم هذا التغول والجرائم إلا أن الشعب الفلسطيني ما زال يحافظ على مطالبه وفق ما يرى الأسير المحرر عصمت منصور إذ يؤكد أنه رغم مرور السنين على القرارات المتعلقة بقضية فلسطين والمماطلة في تطبيقها إلا أن الفلسطينيين ما زالوا محتفظين بجوهر مطالبهم الأساسية ويعتبرونها حقاً أزلياً لن يتنازلوا عنه كإقامة دولتهم المستقلة وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم الأصلية التي هجروا منها عام 1948. ويؤكد منصور أن الهبة الشعبية الفلسطينية الحالية تشير إلى أن الشعب الفلسطيني ماض نحو تحقيق مطالبه وإن لم تكن عبر الأروقة الدولية فإنها ستكون عبر الانتفاضة والهبة الشعبية. ويؤكد الأسير المحرر منصور أن تزامن (يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني) بالهبة الجماهيرية لهذا العام سيعطيه أهمية خاصة وينبغي التنبه لمطالب الفلسطينيين وإلزام المجتمع الدولي بتلبية المطالب الفلسطينية. ويشير منصور إلى أن مواجهة الفلسطينيين لحكومة إسرائيلية يمينية متطرفة بحماية الإدارة الأمريكية تسعى إلى قلب الواقع وخلق حقائق مزيفة لكسب الرأي العام العالمي تجاهها وترتكب الجرائم والانتهاكات بحق الفلسطينيين لا بد أن يقابل بمطالبة المجتمع الدولي بالتعامل بجدية مع ما يجري في الأراضي الفلسطينية والتمييز بين نضال الفلسطينيين وإرهاب الاحتلال ضدهم وهو أمر يتطلب مؤازرة من الشعوب الحرة عبر المظاهرات والمقاطعة العالمية لدولة الاحتلال وعزلها عن العالم.