من أعظم العبادات عبادة الدعاء لدرجة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحد أحاديثه جعل العبادة والدعاء أمرًا واحدًا فقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِير رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] قَالَ: الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ . وَقَرَأَ: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] إِلَى قَوْلِهِ: {دَاخِرِينَ} [غافر: 60]. ولهذا الدعاء آداب وفنون ينبغي أن نتعلَّمها ومنها ما علَّمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف الجميل فقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْد رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَما رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: عَجِلْتَ أَيُّهَا المُصَلِّي إِذَا صَلَّيْتَ فَقَعَدْتَ فَاحْمَدِ اللهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ وَصَلِّ عَلَيَّ ثُمَّ ادْعُهُ . قَالَ: ثُمَّ صَلَّى رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَ ذَلِكَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّهَا المُصَلِّي ادْعُ تُجَبْ . فهذه السُّنَّة تقتضي أن نُفَرِّغ وقتًا -ولو بسيطًا- قبل الدعاء لحمد الله والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم وعندها ستكون الإجابة أرجى إن شاء الله.