موسكو تشعل (كرة اللهب) مع أنقرة هذه قائمة المنتجات الغذائية التركية المحظورة في روسيا قال المكتب الإعلامي للحكومة الروسية إن رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف وقّع على قرار تطبيق إجراءات اقتصادية خاصة في حق تركيا على خلفية التوتر الحاصل بين البلدين حاليا بعد حادثة إسقاط طائرة (سو-24) الروسية على الحدود السورية التركية. حدد القرار قائمة المنتجات الزراعية والغذائية التركية المحظور دخولها إلى روسيا اعتبارا من مطلع جانفي المقبل لكن هذا الإجراء لا يشمل السلع المخصصة للاستخدام الشخصي. وشملت القائمة الفراولة واليوسفي والبرتقال والعنب والتفاح والكمثرى والطماطم والخيار والبصل والقرنبيط ولحوم الدجاج والديك الرومي والملح وغيرها من المواد الزراعية والغذائية تركية المنشأ. وقررت الحكومة الروسية أيضا وقف عمل اللجنة الحكومية الروسية التركية للتعاون التجاري الاقتصادي مكلفة وزارة التنمية الاقتصادية بوقف المفاوضات مع تركيا بشأن اتفاقية التجارة والاستثمار. وقررت الحكومة الروسية أول أمس الاثنين منع استيراد الفواكه والخضروات التركية مؤكدة أن القرار سيدخل حيز التنفيذ بعد بضعة أسابيع حتى تتمكن الشركات التجارية من ترتيب إمدادات بديلة. وتشير البيانات الصادرة عن هيئة الجمارك الفيديرالية الروسية إلى أن حصة تركيا في مجموع واردات روسيا من الخضروات تبلغ 20 بالمائة بينما تعادل حصة الحمضيات 25 بالمائة. وبلغت حصة تركيا في مجموع واردات روسيا من المواد الغذائية 4 بالمائة في عام 2014 وجاء في مقدمة المنتجات الزراعية التركية الموردة إلى روسيا الطماطم (360 ألف طن) والحمضيات (250 ألف طن) بالإضافة إلى أكثر من 100 ألف طن من العنب. وخلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري قامت روسيا باستيراد منتجات غذائية تركية بقيمة مليار دولار. وفرضت روسيا في أوت 2014 حظرا على استيراد المواد الغذائية من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا واستراليا والنرويج وذلك ردا على العقوبات الغربية المفروضة عليها على خلفية الأزمة الأوكرانية. وتم توسيع هذه القائمة في أوت الماضي لتشمل ألبانيا والجبل الأسود وإيسلندا وليختنشتاين وأوكرانيا إلا أن الحظر في حق هذه الأخيرة لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد تطبيقها القسم الاقتصادي من اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي اعتبارا من 1 حانفي المقبل. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وقّع يوم السبت على مرسوم يقضي بحظر أو فرض قيود على نشاط الشركات التركية في روسيا ومنع تعيين موظفين جدد من الأتراك وحظر استيراد بعض المنتجات التركية وحظر الرحلات السياحية والطيران العارض إلى تركيا ووقف العمل باتفاقية الإعفاء من تأشيرات الدخول بين البلدين * روسيا: 30 بالمائة من أراضي تركيا ليست لها في الاثناء واصلت وسائل الإعلام الروسية التحريض على تركيا في أعقاب إسقاط المقاتلة الروسية التي خرقت أجواءها الأسبوع الماضي. ولوحت وسائل الإعلام الروسية بانتزاع أراض من الدولة التركية قالت إن الاتحاد السوفياتي منحها إياها وفقا لاتفاقيات تعود لعام 1921. وقالت وكالة (سبوتنك) إن تركيا حصلت على 30 بالمائة من أراضيها وفقا ل (معاهدة موسكو قارص) التي تقوم روسيا بالتصديق عليها كل 25 عاما حيث تم توقيع هذه الاتفاقية عام 1921 وبموجبها حصلت أنقرة على مدينة قارص الأرمينية وأردهان وجبل أرارات ولفتت إلى أن معاهدة الصداقة والأخوة الروسية التركية نصت على أن تحصل تركيا على هذه الأراضي مقابل (إنهاء المجازر التي تقوم بها ضد الأرمن) على حد زعم (سبوتنك) وقالت إن معاهدة موسكو ومعاهدة قارص ومعاهدة برست ليتوفسك أسست الحدود المعاصرة بين تركيا ودول جنوب القوقاز والتي ساعدت على إنهاء معركة سردارأباد والحملة القوقازية ككل. وأثارت (سبوتنك) تساؤلات حول ما يمكن أن يحصل في حال تجدد روسيا التوقيع على تجديد الاتفاقية الذي يتم كل 25 سنة. وفي السياق ذاته أدى التحريض الروسي إلى تقارب كبير في مواقف القوى السياسية التركية المعارضة عبر تصريحات زعيم حزب الحركة القومية التركي المعارض دولت باهجه لي الذي قال إن (القانون الدولي يخوّل بلاده بحق حماية حدودها البرية والجوية والبحرية) وأضاف باهجه لي أن (انتهاك المقاتلة الروسية لمجال تركيا الجوي يظهر النوايا السيئة لدى الحكومة الروسية) وأوضح في كلمة أمام كتلة حزبه في البرلمان أن (روسيا كانت مخطئة) واصفا مطالبها المتمثّلة بالاعتذار وتجميد العلاقات والتدابير الاقتصادية ضد تركيا ب (الفضيحة).