المالكي يحرّض ومصر تتحالف مع الصهاينة لعزل أنقرة تركيا في مرمى نار التحالفات الدولية يستغلّ القادة السياسيّون في العراق الأزمة مع تركيا لتحقيق مكاسب خاصة ومصالح دول إقليمية يرتبطون بها متجاوزين مصلحة الشعب العراقي ويسعى أولئك إلى تغليب خيار المواجهة العسكريّة مع تركيا من خلال دفع المليشيات إلى التحرّك عسكريّا ضدّ المصالح التركيّة في العراق في حين تسعى دول أخرى الكيان من أجل استغلال الفرصة لتحقيق مصالحا وبث الفرقة في الأمة وتعزيز مركزها ونفوذها في العالم. وفي سياق حالة التوتر الحاصلة على ارض العراق حذّر نائب رئيس الجمهوريّة المقال نوري المالكي خلال زيارته مقر الجناح العسكري لمليشيا بدر وهي إحدى فصائل الحشد الشعبي من (خطورة دخول القوات التركيّة إلى العراق ومحاولات تنفيذ الأعداء مشاريعهم التقسيميّة على أرض العراق عبر محاولة فصل الأنبار من جهة والموصل من جهة أخرى). وأضاف أنّ (تركيا تمارس اليوم النفاق في محاربة داعش لأنّها تدّعي التصدّي للجماعات الإرهابيّة بينما هي تدعم تلك الجماعات سرّاً عبر تجهيزها بكل ما تحتاجه من أسلحة ومعدّات وإمكانات) مؤكّداً (ضرورة رفض الوجود التركي على الأراضي العراقيّة). وشدّد بالقول إنّ (تلك القوات هي قوات غازية وعليها مغادرة البلاد حالاً وإلّا ستكون خيارات المواجهة على الأرض كثيرة ومتعدّدة لأنّ الشعب العراقي بجميع مكوناته يرفض وجود القوات الأجنبيّة على أرضه). ودعا تشكيلات (الحشد الشعبي) إلى أن (يكونوا على أهبة الاستعداد والانتباه للتصدي لمخططات الأعداء) مطالباً الشعب ب(الخروج بتظاهرات لرفض الوجود التركي على أرض العراق كردّ على من يحاول انتهاك أرض وسيادة العراق). من جهته أكّد النائب في ائتلاف المالكي محمد الصيهود أنّ (خيار المواجهة العسكريّة مع تركيا غير مستبعد). وقال الصيهود إنّ (تركيا أجبرتنا من خلال انتهاكها لسيادة وأرض العراق إلى التفكير بخيارات مفتوحة للتصدي لمخططاتها والحفاظ على بلدنا من خلال الخيار العسكري والاقتصادي). وأضاف أنّ (المخطط التركي التآمري جاء بدعم وإسناد من قبل الولايات المتّحدة الأميركيّة وذيولها في العراق أمثال رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني ومحافظ نينوى السابق أثيل النجيفي) مشدّداً على أن ( لا حل أمامنا سوى المواجهة العسكرية). في المقابل عدّ الخبير السياسي فراس عبد الجبار المشهداني أنّ بعض السياسيين العراقيين المرتبطين بأجندات خارجية يحاولون تمرير تلك الأجندات مستغلين الأزمة العراقية - التركية لتحقيق مصالح للدول المرتبطين بها ومصالح شخصية لهم . وقال المشهداني إنّ الحقائق تؤشّر أن وجود القوات التركيّة ليس جديداً وأنّها قوات جاءت للتدريب وبعلم وطلب الحكومة لكنّ إثارة الموضوع جاءت من قبل بعض السياسيين العراقيين بتوجيه روسي - إيراني مبيناً أنّ (روسيا تحاول اليوم الثأر من تركيا لذا تدفع عملاءها في العراق ومنهم المالكي للتصعيد باللجوء إلى الخيار العسكري والدفع باتجاه إصدار قرار في مجلس الأمن يدين تركيا في محاولة لجعل تركيا دولة تنتهك سيادة الدول الأخرى). وأشار إلى أنّ (الوضع العراقي لا يتحمّل التصعيد ووجود المليشيات التي تخضع لسيطرة المالكي ولأجنداته تنذر بتصعيد خطير خصوصاً أنّ هناك دفع باتجاه الخيار العسكري وضرب المصالح التركيّة في العراق). أوغلو: إن للصبر حدود ! قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أمس الجمعة إن تركيا دعت روسيا للهدوء لكن لصبرها حدودا. وفي مقابلة بثها على الهواء تلفزيون (إن.تي.في) قال وزير الخارجية أيضا إن نشر قوات تركية اضافية في العراق مؤخرا تم بعد زيادة المخاطر الأمنية. السيستاني يدعو العراق إلى عدم التسامح دعا المرجع الأعلى للمسلمين الشيعة في العراق آية الله علي السيستاني حكومة بغداد أمس الجمعة ألا (تتسامح) مع أي طرف ينتهك سيادة البلاد. جاء ذلك بعد أن نشرت تركيا قوات في شمال العراق لكن المتحدث باسم السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي لم يشر صراحة إلى تركيا. أردوغان: سحب جنودنا غير وارد حاليا وقد نزيد عددهم ! قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن (فكرة سحب بلادنا للجنود غير واردة حاليا) لافتا أن الجنود (لم يذهبوا إلى الموصل لتنفيذ مهام قتالية وإنما للتدريب فقط ويقومون بهذه المهام في معسكر بعشيقة ومناطق أخرى. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده مع رئيس المجلس الثلاثي لرئاسة جمهورية البوسنة والهرسك دراغان جوفيتش وعضو المجلس بكرعزت بيغوفيتش عقب لقاء جمعهم في العاصمة التركية أنقرة حيث أعرب أردوغان عن ثقته أن الزيارة من شأنها أن تطور العلاقات والتعاون بين تركيا والبوسنة والهرسك. ولفت أردوغان إلى إمكانية زيادة تركيا لعدد جنودها في الموصل أو تقليصه حسب عدد القوات التي تتلقى التدريب مؤكدا أن فكرة سحب بلاده للجنود غير واردة حاليا. وقال إردوغان إن القوات التركية موجودة في العراق لتدريب مقاتلي البشمركة وليس لأغراض قتالية. وقال أيضا إن اجتماعا ثلاثيا بين تركياوالولاياتالمتحدة والسلطات الكردية في شمال العراق سيعقد في 21 ديسمبر الجاري لكنه لم يذكر أي احتمال للاجتماع مع السلطات في بغداد. تحالف سداسي ضد تركيا قالت مصادر إن نخبا في دولة الاحتلال الصهيوني ترى أن لقاء القمة الثلاثي في أثينا بين قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس والرئيس القبرصي نيكوس أنستاسيادس يؤشر إلى أن تحالفا جديدا في منطقة الشرق الأوسط يتشكل في الوقت الحالي بين مصر ودولة الكيان وسوريا وقبرص واليونان والأردن يستهدف تركيا وذلك على خلفية تزايد التوتر بين هذه الدول والقيادة التركية. ولفت المحلل فيرتشفاتر إلى أن التقارب الذي حدث بين الكيان وقبرص واليونان في السنوات الأخيرة مع تأزم العلاقات بينها وبين تركيا حيث قال رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس خلال زيارته الأخيرة إلى القدس إنه يجري العمل على مخططات لعقد قمة يونانية قبرصية صهيونية الشهر المقبل في نيقوسيا. ونقل فيرتشفاتر عن عيران ليرمان نائب رئيس هيئة الأمن القومي للشؤون الخارجية تأكيده أن (التحالف الصهيوني اليوناني القبرصي يأتي لكبح طموحات تركيا بالهيمنة. وفي الوقت ذاته عرض دور مركزي على أنقرة في النظام السياسي المتوسطي الجديد في حال عادت تركيا إلى رشدها). ويقول ماثيوس ريجاس المدير التنفيذي لشركة (إنيرجيان) للنفط والغاز في أثينا إن (اكتشافات الغاز الكبرى في دولة الاحتلال وقبرص ومصر غيّرت بكاملها الخريطة الجيو سياسية الإقليمية وتزويد الطاقة). لكن تركيا تحركت بعدوانية لوضع عقبة بوجه جهود الدول منعشة العداوة التقليدية لليونان والحكومة العرقية اليونانية في جزيرة قبرص المقسمة كما أن أنقرة عملت على عرقلة السيسي في مصر عبر استضافة ساسة الإخوان المسلمين وتمويل فضائيات تستنكر عزل مرسي وفق الكاتب. وخلال مؤتمر الطاقة والأعمال 2015 الذي عقد أخيرا في تل أبيب لفت عاران ليرمان إلى أن التحالف الجديد يعمل الآن على إعادة القيادة التركية إلى صوابها ويستهدف عزلها وأن على تركيا أن تكون قادرة على أن تكون شريكا بناء ولكن عليها أن تدرك أن الطموحات التي تحرك سياستها في السنوات الأخيرة لا يمكن أن تتحقق. من جانبه اعتبر يعقوف تسيل إيل المحلل الاقتصادي لصحيفة جلوبس الاقتصادية أن تدعيم العلاقات بين إسرائيل وقبرص واليونان يقلل من فرص بيع الغاز الإسرائيلي لتركيا وذلك لثلاثة أسباب من بينها عضوية دولة الاحتلال في التحالف الجديد المعادي لتركيا والوجود الروسي في المنطقة.