لي مبلغ من النقود أودعته في بنك بدون فائدة لأني أعتقد أن الفائدة حرام مهما كانت قليلة وأعلم أن اللّه تعالى يمحق الربا. وقد منّ اللّه علي بحب التصدق على الفقراء والمساكين وقد أشار علي بعض الناس بأني آخذ الفائدة من البنك وأتصدق بها كلها على الفقراء ولا حرمة في ذلك. فأرجو التكرم بإفادتي عما إذا كان أخذ الفائدة من البنك لمحض التصدق بها فيه إثم وحرمة أم لا وهل وضعها في جيبي أو في بيتي إلى أن يتم توزيعها على الفقراء فيه إثم وحرمة أم لا؟ الإجابة: نفيد أن أخذ فوائد على الأموال المودعة بالبنوك من قبيل أخذ الربا المحرم شرعا ولا يبيح أخذه قصد التصدق به لإطلاق الآيات والأحاديث على تحريم الربا. ولا نعلم خلافا بين علماء المسلمين فى أن الربا محرم شرعا على أي وجه كان ولا يقبل اللّه تعالى هذه الصدقة بل يأثم صاحبها كما تدل على ذلك أحاديث كثيرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. فقد جاء في كتاب جامع العلوم والحكم لابن رجب ما نصه وأما الصدقة بالمال الحرام فغير مقبولة . كما في صحيح مسلم عن ابن عمر رضي اللّه عنهما عن النبي صلى اللّه عليه وسلم لا يقبل اللّه صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول . وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال ما تصدق عبد بصدقة من مال طيب - ولا يقبل اللّه إلا الطيب - إلا أخذها الرحمن بيمينه إلى آخر الحديث . وفي مسند الإمام أحمد رحمه اللّه عن ابن مسعود رضي اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال لا يكتسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك فيه ولا يتصدق به فيتقبل منه ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار . إن اللّه لا يمحو السيء بالسيء ولكن يمحو السيء بالحسن إن الخبيث لا يمحو الخبيث ويروى من حديث رواح عن ابن حجيرة عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال ما كسب مالا حراما فتصدق به لم يكن له فيه وكان إصره (إثمه وعقوبته) عليه . أخرجه ابن حيان في صحيحه ورواه بعضهم موقوفا على أبي هريرة وفي مراسيل القاسم ابن مخيمرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من أصاب مالا من مأثم فوصل به رحمه وتصدق به (لعلها أو تصدق به) أو أنفقه في سبيل اللّه جمع ذلك جميعا ثم قذف به في نار جهنم وروى عن أبى الدرداء ويزيد بن ميسرة أنهما جعلا مثل من أصاب مالا من غير حله فتصدق به مثل من أخذ مال يتيم وكسا به أرملة وسئل ابن عباس رضي اللّه عنهما عمن كان على عمل فكان يظلم ويأخذ الحرام ثم تاب فهو يحج ويعتق ويتصدق منه فقال إن الخبيث لا يكفر الخبيث وكذا قال ابن مسعود رضي اللّه عنه إن الخبيث لا يكفر الخبيث ولكن الطيب يكفر الخبيث . وقال الحسن أيها المتصدق على المسكين ترحمه. ارحم من قد ظلمت . وبما ذكرنا يعلم الجواب عن السؤال واللّه سبحانه وتعالى أعلم.