رحبت اليابان بالسياح المسلمين لإنعاش اقتصادها في وقت تضيق الدول الغربية على توافد المسلمين. وتعمل اليابان حاليا على اجتذاب السياح المسلمين عبر وسائل عديدة، حيث تضع في برامجها السياحية الأطعمة الحلال، وزيارة المساجد للصلاة، فضلا عن توعية اليابانيين بما يحتاجه السياح المسلمون. ويمثل السياح المسلمون من ماليزيا وإندونيسيا الجزء الأكبر من هذه الموجة التي تجتذبها اليابان في الفترة الأخيرة. وقفز عدد السياح الإندونيسيين في اليابان بنسبة 30.8% في الأشهر العشرة الأولى من عام 2015 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، في حين ارتفع عدد السياح الماليزيين بنسبة 18.2%، بحسب أرقام هيئة السياحة اليابانية. وبحسب التقديرات، فإن نحو 270 ألف ماليزي، وقرابة مئتي ألف إندونيسي زاروا اليابان هذا العام، بالإضافة إلى مسلمين من دول أخرى بأعداد أقل. وتتعاون الحكومات المحلية والشركات في اليابان على تنفيذ سياسة اجتذاب السياح المسلمين، فقد نشر إقليم آيتشي (وسط اليابان) مؤخرا دليلا لتوعية اليابانيين بقواعد ضيافة السياح المسلمين، لا سيما في المتاجر والمطاعم. ويوجز الدليل نقاطا أساسية بشأن العقيدة الإسلامية، ومعلومات بشأن المسلمين في أنحاء العالم، ويوضح كيف يمكن مساعدة المسلمين على أداء الصلاة في اليابان، وأماكن المساجد المحلية، وكذلك المطاعم التي تقدم الطعام الحلال. وتوجد الآن على الإنترنت قوائم بهذه المطاعم، لا سيما أن الشركات اليابانية تعمل على دخول سوق الأغذية الحلال كوسيلة لتعزيز الصادرات الزراعية اليابانية. وتقدم بعض شركات السياحة اليابانية حاليا برامج سياحية للمسلمين تحديدا؛ فقد بدأت شركة ترافليانس تقديم جولة يوم واحد في طوكيو للسياح المسلمين. ويقول رئيس الشركة ناواكي هاشيموتو في حديث للجزيرة الإنجليزية إنه قبل استحداث هذه الخدمة لاحظ هو وموظفوه أن السياح المسلمين الذين يشاركون في الجولات المعتادة لا يأكلون من الطعام المقدم لهم. وبعد بحث الأمر والتشاور مع أصحاب شركات أخرى، قرر هاشيموتو إطلاق جولة خاصة للسياح المسلمين تتضمن غداء في مطعم يقدم الأطعمة الحلال وزيارة مسجد لأداء صلاتي الظهر والعصر، بالإضافة إلى الأماكن السياحية التقليدية مثل سوق تسوكيجي للسمك، وحدائق هاماريكيو، ومناطق التسوق الراقية في هاراجوكو وشيبويا. ويأتي هذا التوجه لاستقبال مزيد من السياح المسلمين، في ظل طفرة سياحية في اليابان، أسهمت في تحقيقها سياسات التيسير النقدي التي انتهجها رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، والتي أدت إلى انخفاض سعر العملة اليابانية ليصل إلى نحو 120 ينا مقابل الدولار، بعد أن كانت تساوي 85 ينا للدولار في عام 2012، وهو ما جعل السياحة في اليابان أقل تكلفة للأجانب.