الرابطة الأولى: شباب بلوزداد ينهزم أمام شباب قسنطينة (0-2), مولودية الجزائر بطل شتوي    وزير الثقافة والفنون يبرز جهود الدولة في دعم الكتاب وترقية النشر في الجزائر    تنوع بيولوجي: برنامج لمكافحة الأنواع الغريبة الغازية    تلمسان: خطيب المسجد الأقصى المبارك يشيد بدور الجزائر في دعم القضية الفلسطينية    اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الروسية: التوقيع على 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدة مجالات    رياضة: الطبعة الاولى للبطولة العربية لسباق التوجيه من 1 الى 5 فبراير بالجزائر    جمعية اللجان الاولمبية الافريقية: مصطفى براف المرشح الوحيد لخلافة نفسه على راس الهيئة الافريقية    إنشاء شبكة موضوعاتية جديدة حول الصحة والطب الدقيقين سنة 2025    رياح قوية على عدة ولايات من جنوب الوطن بداية من الجمعة    بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية, وزير الاتصال يستقبل من قبل رئيس جمهورية بوتسوانا    وزير الصحة يشرف على لقاء حول القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية للأسلاك الخاصة بالقطاع    وزير الصحة يجتمع بالنقابة الوطنية للأطباء العامين للصحة العمومية    فلسطين... الأبارتيد وخطر التهجير من غزة والضفة    توقيف 9 عناصر دعم للجماعات الإرهابية    لصوص الكوابل في قبضة الشرطة    تعليمات جديدة لتطوير العاصمة    عندما تتحوّل الأمهات إلى مصدر للتنمّر!    رسالة من تبّون إلى رئيسة تنزانيا    فتح باب الترشح لجائزة أشبال الثقافة    التلفزيون الجزائري يُنتج مسلسلاً بالمزابية لأوّل مرّة    الشعب الفلسطيني مثبت للأركان وقائدها    بوغالي في أكرا    محرز يتصدّر قائمة اللاعبين الأفارقة الأعلى أجراً    صالون الشوكولاتة و القهوة: أربع مسابقات لحرفيي الشوكولاتة و الحلويات    شركة "نشاط الغذائي والزراعي": الاستثمار في الزراعات الإستراتيجية بأربع ولايات    تحديد تكلفة الحج لهذا العام ب 840 ألف دج    السيد عرقاب يجدد التزام الجزائر بتعزيز علاقاتها مع موريتانيا في قطاع الطاقة لتحقيق المصالح المشتركة    حوادث المرور: وفاة 7 أشخاص وإصابة 393 آخرين بجروح في المناطق الحضرية خلال أسبوع    الرئاسة الفلسطينية: الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه رغم التدمير والإبادة    تحذير أممي من مخاطر الذخائر المتفجرة في غزة والضفة الغربية    مجموعة "أ3+" بمجلس الأمن تدعو إلى وقف التصعيد بالكونغو    رئيس الجمهورية يستقبل نائب رئيس الوزراء الروسي    إبراز جهود الجزائر في تعزيز المشاركة السياسية والاقتصادية للمرأة    غرة شعبان يوم الجمعة وليلة ترقب هلال شهر رمضان يوم 29 شعبان المقبل    اتفاقية تعاون بين وكالة تسيير القرض المصغّر و"جيبلي"    لجنة لدراسة اختلالات القوانين الأساسية لمستخدمي الصحة    مدرب منتخب السودان يتحدى "الخضر" في "الكان"    السلطات العمومية تطالب بتقرير مفصل    توجّه قطاع التأمينات لإنشاء بنوك خاصة دعم صريح للاستثمار    4 مطاعم مدرسية جديدة و4 أخرى في طور الإنجاز    سكان البنايات الهشة يطالبون بالترحيل    الرقمنة رفعت مداخيل الضرائب ب51 ٪    رياض محرز ينال جائزتين في السعودية    شهادات تتقاطر حزنا على فقدان بوداود عميّر    العنف ضدّ المرأة في لوحات هدى وابري    "الداي" تطلق ألبومها الثاني بعد رمضان    وهران.. افتتاح الصالون الدولي للشوكولاتة والقهوة بمشاركة 70 عارضا    هل تكون إفريقيا هي مستقبل العالم؟    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    أدعية شهر شعبان المأثورة    حشيشي يلتقي مدير دي أن أو    صحف تندّد بسوء معاملة الجزائريين في مطارات فرنسا    المجلس الإسلامي الأعلى ينظم ندوة علمية    العاب القوى لأقل من 18 و20 سنة    الجزائر تدعو الى تحقيق مستقل في ادعاءات الكيان الصهيوني بحق الوكالة    قِطاف من بساتين الشعر العربي    عبادات مستحبة في شهر شعبان    تدشين وحدة لإنتاج أدوية السرطان بالجزائر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشعب الفلسطيني مثبت للأركان وقائدها
نشر في أخبار اليوم يوم 30 - 01 - 2025


مراصد
إعداد: جمال بوزيان
من طوفان الأقصى إلى طوفان العودة
الشعب الفلسطيني مثبت للأركان وقائدها
تَرصُدُ أخبار اليوم مَقالات فِي مختلف المَجالاتِ وتَنشُرها تَكريمًا لِأصحابِها وبِهدفِ مُتابَعةِ النُّقَّادِ لها وقراءتِها بِأدواتِهم ولاطِّلاعِ القرَّاءِ الكِرامِ علَى ما تَجودُ به العقولُ مِن فِكر ذِي مُتعة ومَنفعة ... وما يُنْشَرُ علَى مَسؤوليَّةِ الأساتذةِ والنُّقَّادِ والكُتَّابِ وضُيوفِ أيِّ حِوار واستكتاب وذَوِي المَقالاتِ والإبداعاتِ الأدبيَّةِ مِن حيثُ المِلكيَّةِ والرَّأيِ.
*****
عن ابستمولوجيا الجماعات في تناظر مشهدي الغزو والعودة
أ.د.محمد عبد النور
نستحضر مشهد غزوة السابع من أكتوبر 2023 ومشهد عودة السابع والعشرين من يناير 2025 للمقارنة بين الاجتماعين العبري والعربي كمؤشر يقيس وضعهما النفس-اجتماعي فنجد الصورتين الآتيتين:
1- مجتمع عبري تعرض للغزو دون أي قدرة على الردع وهو الذي يملك كل أدواته.
2- ومجتمع عربي ينجز العودة بكل عنفوان معدوما من كل وسائل الحياة الضرورية. مشهدان يلخصان الفارق الجوهري بين الجماعتين بين امتلاك الوسائل وفقدان الروح وامتلاح الروح وفقدان الوسائل اختلاف جذري وعميق ينم عن تفاصل فعلي وحقيقي بين اجتماعين متجاورين بوصفه التجسيد الأمثل لعبارة جينيفر لاكي السوسيولوجية ابستمولوجيا الجماعات .
وعلى ذلك فإن الاجتماع العبري مدعوم بالقوى الدولية الكبرى التي تملك العدة والعتاد الذي أمدت به الكيان قبل الغزو وتمدها به بعد العودة حتى بلغ العبريون ومن خلفهم مرحلة اليأس من الاعتماد على الوسائل التقنية والخبرات العسكرية وأصبحوا مدركين بأن الإمكانات المادية لم تعد كافية لتحقيق مشروع إسرائيل الكبرى وأن هذا الوليد اللقيط ستكتب وفاته قبل أن يبلغ الكبر وهذا بالتأكيد موجود كقناعة عند كبار الساسة والمفكرين الصهاينة لكن لن يخبروا به شعبهم فهو كداء السرطان يتحرج الطبيب أن يخبر به مريضه.
وسرطان المجتمع العبري هو داء ما بعد الحداثة الذي أصاب فكر وسلوك الإنسان الغربي بعامة باعتباره امتدادا للاجتماع الغربي بما هي حالة سيكولوجية عامة تكتنف الأجيال الموغلة في عوائد الترف بحيث يذهب عنها يقظتها الروحية وبالتبع يضعف كثيرا من يقظتها الفعلية في العالم المادي وذلك تفسير الذهول العجيب الذي حصل للإسرائيليين يوم السابع من أكتوبر فالموكل إليهم حماية حدود إسرائيل أكثرهم من الشباب الذين لا يتجاوزون الثلاثين كما يتضح من مشاهد الأسرى فهم جيل نشأ على الترف والوفرة والدعة تماما بعكس غزاتهم يوم السابع.
فغزوة اليوم السابع إنما تميزت بعنصر عدم التوقع من جهتين: التوقيت والكيفية فضلا عن الميزة الرئيسة التي هي الإقدام والجرأة والجسارة التي تميز بها المقاومون ثم أخيرا طوفان عودة المدنيين يوم السابع والعشرين من يناير الذي دام ساعات طويلة في مشهد تاريخي مهيب كيوم يختزل تحولا تاريخيا رهيبا مفاده انكسار الشوكة العبرية وانتصار الإرادة العربية الإرادة المجردة الخالصة من كل شائبة مادية إلا التشبث بالأرض الذي هو تشبث بالقدر مهما يكن قاسيا وهو اتحاد مفصلي للإرادتين العسكرية والمدنية وهو ما ينهي كل صوت نشاز يشي بتفاصل الإرادتين.
والواضح أن الإنسان العائد من الأجيال الجديدة خاصة لن يرضى بغير الكرامة كرامة البناء أو كرامة الإباء فهو إما أن يمنح الحرية والأمن للبناء أو أن تدفعه الظروف لتحقيق كل ما يلزم لتحرير الأرض وفي كل ذلك إثبات للمنطق البديل الذي صار يحمله إنسان المشرق بين جنباته والذي لم يدركه الغازي المحتل وإن أدركه فيتيقن أنه لن يقدر عليه وعلى ذلك المنوال يقاس ما حصل من انهيار لحماة الأسد بمجرد علمهم بتخلي حلفائهم فكان التحرير باليسر والمفاجأة مثيلا ونظيرا ليوم الطوفان فالحالتان متطابقتان لكن الحالة الغزية أكثر تركيزا مكانيا وزمانيا. ولو أجرينا موازنة تفصيلية لربما أدهشتنا التماثلات.
فالأمر كله إذن متعلق بالمنطق البديل الذي أصبح حالة شبه نسقية في المشرق وهو قبل أن يكون اكتشافا غربيا لما يعتمل داخل الاجتماع العربي الإسلامي إنما هو أولا اكتشاف المشرق لنفسه بنفسه كتداع لجملة المعطيات التاريخية والثقافية التي جعلته لا يبدع هذا الشعور السيادي إنما يستعيده ويكتشفه من جديد بينما الإبداع حاصل في التفصيلات الفعلية التي تمليها الظروف لكون الإبداع تجاوزا للظروف بمنطق الظروف ذاتها وذلك بشير بتجدد ابستمولوجي لمنطق الاجتماع المشرقي والإسلامي برمته. والله غالب على أمره.
//
السفينة السورية وأمواج كالجبال...!
أ.د.جمال عبد الستار
انطلقت سفينة الشام مبحرة تمخر عباب البحار وتصارع أمواجاً متلاطمة كالجبال يتبع بعضها بعضا في سلسلة متتالية عنيفة الدفع قوية الضخ أمواج من المتربصين لا يعلمهم إلا الله تعالى ينتظرون ثغرة هنا أو هناك ليمارسوا هوايتهم المعتادة في كل الثورات نعم يتربصون ليمارسوا التخذيل والإشغال والإلهاء عبر صناعة القضايا الهامشية والمعارك الكلامية والتجريف الإعلامي بالقنابل الإعلانية مستخدمين في ذلك شخصيات مصنوعة وفق معايير دولية في مصانع النتوءات البشرية والأشباح الليلية القابلة للتشكل بجميع الأشكال وفق مقتضيات الأحوال ومتغيرات الأحداث!.
مثلث برمودا
تبحر السفينة وتضربها أمواج الفتن من كل مكان ومع كل موجة جديدة تسمع أصواتا تملأ الآفاق فمنهم من يرفع عقيرته بالدولة المدنية وهو لا يعرف معالمها ومنهم من ينادي بالدولة الدينية وهو جاهل بمنطلقاتها ومنهم من يرفع لواء الطائفية ويصرخ بالحقوق التاريخية ومنهم من ينادي بمقاطعة الغرب نهائيا وآخر يرتمي في أحضانه تماماً ومنهم من يطالب بإعلان الحرب على الكيان الغاصب غدا وآخر يرشد بتطبيع العلاقات معه وآخر ينادي بالمسارعة لإعلان الشريعة الإسلامية ومبايعة من يراه خليفة تجب مبايعته...
كل تلك الترهات والدوامات المصنعة التي تهدف إلى إحداث مثلث برمودا السوري ليهلك الناس فيه دون أن يعلموا سبب دورانهم أو حيثيات ضياعهم وحقيقة فقدهم مثلث لا يدري أحد حقيقته لكنهم يرون آثار كوارثه ومظاهر مهالكه!.
الأمواج الخارجية
هناك أيضا أمواج خارجية كالجبال حيث تتسابق المنظمات الدولية في إثارتها بداية من حقوق المرأة وتفاصيل تلك الكذبة الكبرى والفرية العظمى والدعاية المفضوحة إلى حقوق الطوائف -حتى وإن كانوا عشرة أفراد- وإثارة النزاعات الطائفية والقومية والدينية.
تطرح هذه المتطلبات كشرط لدعم الثورة مقرونة باشتراطات مثل دعم الشذوذ والمثلية والمطالبة بالتوقيع على اتفاقيات الجندر و سيداو وغيرهما من مؤتمرات التجريف والتحريف والتخريف.
ثم هناك التدخل الدولي الصارخ في صياغة مناهج تعليمية تتوافق مع معاييرهم وتخدم ضلالهم وتسوق قيمهم إدراكاً منهم أن تلك المناهج والمنظومة التعليمية بأسرها من أخطر الوسائل في تشكيل هوية الأجيال وصبغها بالهوية الغربية.
أمواج الأطماع الإقليمية
تتلاطم الأمواج بتسارع بعض الأنظمة العربية لاحتواء المشهد السوري كل طرف يحاول أن يمسك بالدفة يريدها عوجا ليحاصر فكرة التحرر ويئد فكرة الثورة وتسعى لاستيعاب الإدارة الجديدة بمنهجياتها المعهودة وإمكاناتها الهائلة وإغراءاتها المثيرة وخبرتها الطويلة في الاحتواء والإفشال.
إن هذه الأنظمة هي نفسها التي كانت في الشهر الأخير من حكم الطاغية تستضيفه في مؤتمراتها وتتيح له التحدث في منصاتها وتبوئه مقاعد الصدارة وتمد له يد التعاون دون أي مراعاة لشعب تم تهجيره وتدميره وتجويعه وتعذيبه!.
ما الذي تغير بين عشية وضحاها؟ إنها العقارب ذاتها والحيات المتلونة في أشكالها القبيحة المتنوعة والقاسم المشترك لها هو تسميم الأجواء وإشاعة الفتن وإثارة العواصف وقطع الطريق على محاولات النهوض والاستقرار حتى لا تظهر سوءاتهم وتكشف عوراتهم ويفضح تخلفهم ويرى الناس خياناتهم!.
الفكر المتطرف
لا يخفى على أحد أن هناك مجموعات وتيارات ورموزا داخل المجتمع السوري بل ربما داخل منظومة الفصائل نفسها ما تزال تحمل الفكر المتشدد اللقيط ورأسه معبأة بالتكفير والتفجير أكثر من الرصاصات التي في حوزته وتلك الأفكار والتوجهات لا تخدم إلا المحتل الآثم والقوى الدولية المتربصة ما يتطلب جهودا جبارة لترشيدها ومحاولة توجيه طاقتها إلى ما ينفعها وينفع وطنها وأمتها وليس ذلك بعزيز فإن أكثرها لا ينقصه الإخلاص بل أوتي من الخلل الفكري والضعف العلمي والعاطفة العمياء.
التطلعات الشعبية
لا يمكن أن تتجاهل السفينة أمواج التطلعات الشعبية التي تتمثل في تطلعات الشعوب السريعة إلى الرفاهية والسلامة والتعويض عن الفقد دون بذل الجهد اللازم وانتظار الوقت المناسب التي تعد من أخطر الآفات التي تعترض الثورات كما أن التطلعات الحزبية والفردية إلى مواقع القيادة والتأثير وحظ النفس هي من أبرز عوامل المشاحنة واستجلاب الأحقاد ما يمهد الطريق للصوص الثورات لتغيير المسار وزرع الفتن وعرقلة المسيرة.
معينات لمواجهة أمواج الباطل
هناك بعض المعينات يمكن الإفادة منها في صد هجمات المتربصين وإغلاق المنافذ التي يتسللون منها إلى داخل سفينة الثورة ومحاولة إغراقها في طوفان الباطل نذكر منها ما يأتي:
1- الصراع مع الباطل مستمر:
الصراع مع الباطل لم ولن يتوقف فلا تُلقِ سلاحك ولا تتطلع إلى استراحة طويلة فلا تظن أن القوى الدولية التي شاركت في التغطية على قتل مئات الآلاف وتشريد الملايين وتدمير البلاد قد استقام أمرها أو تابت توبة نصوحاًد قال الله تعالى: (وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْض لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ) (البقرة: 251) وقال تعالى: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيّ وَلاَ نَصِير ) (البقرة: 120).
2- الزمن ليس دائما جزءا من العلاج:
قد يكون مرور الزمن في بعض الأحيان سببا لتفاقم المرض واستفحاله ففي كل لحظة تمر يحاول المتربصون التمدد في أي شبر فارغ هناك صراع محموم وأموال طائلة تضخ لملء الفراغات تربويا وتعليميا وإعلاميا وفكريا واقتصاديا فلا مجال للتسويف فإن ما تقوم بغرسه اليوم قد يستحيل غرسه غدا وما يجوز فعله اليوم قد يكون حراماً غدا!.
3- المجتمع السوري هو الثروة الحقيقية:
ينبغي للمفكرين والدعاة والعلماء أن يهرعوا من كل مكان على وجه الأرض ويعودوا إلى سورية للقيام بواجب الوقت وفريضة الساعة لتحصين الشعب وحمايته والتترس معه في خندق الثبات والوعي والإدراك ليكون القوة الصلبة في مواجهة التحديات.
4- إدراك معالم الحكم الرشيد في القرآن:
إن الحكم الرشيد الذي مثل له القرآن بنموذج ذي القرنين كان مرتكزا على 3 مبادئ أساسية:
أولها: امتلاك ميزان العدالة: وميزان العدالة يتمثل في القدرة على معاقبة المتمرد الظالم وإثابة الصالح الطائع فمن لا يملك معاقبة الظالم وإثابة المحسن فلا يصلح لإقامة حكم رشيد قال تعالى على لسان ذي القرنين مبينا امتلاكه لذلك الميزان في أول انطلاقته ليكون لجهده الأثر الفاعل ولقيادته ثمرة التمكين الراشدة: (أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً {87} وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً). سورة الكهف.
ثانياً: الاستغناء عن الدعم المشروط: لا مجال لإقامة حكم رشيد في الوقت الذي تعتمد فيه المنظومة الحاكمة الاستغناء على أجهزة التنفس الصناعي المتمثلة في تلقي الهبات والمعونات فالدول لا تنهض بتلك الوسائل بل ترتقي باستنهاض قوتها وإمكاناتها واستثمار اللحظة الراهنة في انطلاقة مباركة معتمدة في كل ذلك على الله تعالى ثم استغلال ما يتاح من أسباب ليس بالقليل بإذن الله تعالى.
ثالثا: استثمار الإمكانات وتحويل الطاقات المبعثرة إلى مبادرات بناءة: وذلك بالعمل على استثمار طاقات الأمة وتفعيلها بدلا من الإنابة عنها أو التحكم فيها فالراشد لا يريد أتباعا جهلاء ولا حشودا تافهة بل يبحث عن حملة الرسالة ويربي في الأمة الجدية والفاعلية والمبادرة.
5- دور العلماء والدعاة:
على أهل العلم الأفاضل والدعاة الأكارم والمفكرين النابهين أن يسارعوا باللحاق بالركب ولا يكتفوا بالتقاط الصور التذكارية والعودة الى مهجرهم أو أعمالهم ومشاريعهم الخاصة بل عليهم أن يتجذروا في الأرض ويحشدوا الناس ويحصنوهم من آثار التيارات الوافدة ويعمقوا فيهم الانتماء للإسلام فيرشِّدوا الخطوات ويُعِدوا الأجيال ويتحققوا بقول الله تعالى: (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ). سورة الحج:د الآية 41.
6- الاستعانة بالعلماء الراسخين لضبط الفتاوى وتوجيه القرارات:
على الإدارة القائمة التترس بالعلماء الثقات في كل التخصصات وخاصة في الجانب الشرعي وأن تدرك أن النجاح العسكري لا يكفي لقيادة أمة واستنهاض قوتها وأن ما يمتلكه بعض القادة من معلومات ومعارف وقناعات دينية أو كفاءة وعزيمة لا يؤهلهم بحال للإفتاء أو التوجيه أو التأصيل.
وسورية بفضل الله تعالى زاخرة بالعلماء الثقات من شتى المدارس العلمية والتخصصات الشرعية والتوجهات الفكرية الوسطية ليرشدوا الخطوات ويصدقوا النصح ويعينوا بالرأي وفقاً لمقاصد الشريعة التي تدعو إلى التوجيه الحكيم ليس فقط في الميدان المادي فحسب ولكن على مستوى القلوب والعقول أيضا.
وأخيرا فإن الطريق طويل لكن اليقين بالله والعمل الجماعي والرؤية الواضحة يمكن أن تقود السفينة إلى بر الأمان والله متم نوره ولو كره الكافرون.
//
موعظة نُصحية لكل أحد
أ.د.غازي عناية
إزاء تسارع الأحداث في هذه الأيام فهذه موعظتي أقولها لكل أحد: نظرت إلى عوام الناس فوجدتهم صنفين: فمنهم من جعل من نفسه بوقا لغيره فلا يحترمه أحد ولا يساوي عنده درهما. ومنهم من استقل بنفسه وانفرد برأيه واعتز بشخصيته فهذا يحترمه كل أحد وهو عنده اغلى من الذهب. احترم نفسك أيها الأحد ولا تكن بوقا لأحد فيحترمك كل أحد وإلا فالموت أفضل لك من كل شيء اسمه أحد وعش تحت التراب فيدوسك بقدميه كل أحد فقد جنيت على نفسك ولم يلزمك بهذا المصير أحد. فتبَا لكل واحد داسته الأقدام من كل أحد. وإن احترمت نفسك فلا تخش أن يفارقك كل أحد فكل أحد في هذه الدنيا بحاجة الى كل أحد. وإن فارقك الكثير من كل أحد فسنّة الله تبقى أن تكون متصلاً بغيرك من كل أحد ولو بالروح لا بالعين تبقيان متصلَيْن. وطيفك كما هو طيف كل أحد مجتمعان في كل مكان. كما قال الشاعر الكويتي فهد الخالدي:
أنا ما خشيتُ من الفراق لأننا
بالروح لا بالعيْن متصلان
والطيف منك يزورني وأزوره
فأنا وانت معا بكل مكان
وان اردتَ وُدّ كل أحد فأكثر من زيارة كل أحد فتكن وردة في عين كل أحد والودود من الناس يحبه كل أحد. كما قال الشاعر:
زُرْ دارَ وُد ّ إن اردتَ ورودا
زادوك وُداً إن رأوك ودودا
وهذا من أبلغ ما قاله الشعراء العرب حيث لم يتصل أي حرفين في البيت ببعضهما. وكن رحيما عطوفا فيحبك كل أحد ولا تكن فظا غليظ القلب فيكرهك كل أحد. وكن جادا في حياتك فيحترمك كل أحد ولا تكن مائعا يقلل من رجولتك كل أحد.
عند ما كنا سادةً للعالم كانت أقدامنا تدوس على رأس كل أحد. وبعد أن أصبحنا حثالة العالم أصبحت رؤوسنا تدوس عليها أقدام كل أحد.
اعمل لدنياك بالحلال فلا يلومك أحد ولكن لا تبع اخرتك بدنيا غيرك فيلومك كل أحد.
وكن متوازنا متزنا في أقوالك وأفعالك فيصدقك كل أحد. ولا تكن مبالغا في أقوالك وأفعالك فيقلل من شأنك كل أحد. وكن نظيفا طاهرا يستمتع برائحتك كل أحد. ولا تكن رائحتك مستقبحة فيعتزلك كل أحد. وكن خليلا محبوبا فيحبك كل أحد. ولا تكن معتديا على أحد فتقعد مذموما مخذولا من كل أحد. وكن داعياً الى سبيل الرشد والهداية يهتدي بك من الناس كل أحد ولا تكن داعيا إلى سبيل الغيّ لا يهتدي بك أي أحد. ونصيحتي هذه في مقام الموعظة أذكّر بها كل أحد.
هذه نصائحي لك فاغتنمها ولا تك لنكرانها مخدعا. فكلمات النصح موعظة إن قَبلتَ بها فأنت في جميع الأحوال أحسبك رابحا ويشهد على ذلك كل أحد فإن الموعظة أغلى من أن تُباعَ وتُشترى أو تعطى وتوهب فإن الله مطلع على نياتك ونيات كل أحد. وحين لا يبقى أحد يبقى الله الواحد الأحد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.