الفلسطينيون يستذكرون مآسي الحرب الأولى على القطاع *** تحاول فلسطين الجريحة في كلّ مرّة تضميد الجراح واستجماع بقايا الأمل والقوّة لمواجهة همجية بني صهيون وضعف النصير وفي رحلة المقاومة والبحث عن الحرّية تلقّت فلسطين ضربة موجعة ودامية كانت أبشعها الحرب والعدوان الذي شنّته أيادي الاحتلال على غزّة الصامدة التي تحوّلت إلى رمز للبطولة بداية من سنة 2008 وتسجّل صفحة سوداء في تاريخ الاحتلال والعالم أيضا 2008. ق.د / وكالات قبل 7 سنوات وفي مثل يوم أمس 27 ديسمبر 2008 شنّت دولة الاحتلال حربا على قطاع غزّة أسمتها (الرصاص المصبوب) فيما أطلقت عليها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اسم (حرب الفرقان). وكانت تلك (الحرب) هي الأولى التي تشنّها دولة الاحتلال على قطاع غزّة واستمرّت ل 21 يوما (انتهت في 18 جانفي 2008). وفي اليوم الأول للحرب شنّت نحو 80 طائرة حربية سلسلة غارات على عشرات المقار الأمنية والحكومية الفلسطينية (التي كانت تسيطر عليها حركة حماس) في آن واحد ما أسفر عن مقتل 200 فلسطيني في الهجمة الجوية الأولى غالبيتهم من عناصر الشرطة. وردّت الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية وبخاصّة (كتائب القسام) الجناح المسلّح لحركة (حماس) على العملية العسكرية بإطلاق عدد كبير من القذائف والصواريخ محلّية الصنع على البلدات والمستوطنات جنوبي الاحتلال. وبعد مرور ثمانية أيّام على قصف الجيش المكثّف اتّخذت الحكومة قرارا بشنّ عملية عسكرية برّية على قطاع غزّة بمشاركة سلاح المدفعية وجنود المشاة والدبّابات. واستخدمت دولة الاحتلال أسلحة غير تقليدية ضد الفلسطينيين العُزّل كان أبرزها قنابل الفسفور الأبيض واليورانيوم المخفّف الذي ظهر على أجساد بعض القتلى وفق تقارير صادرة عن خبراء ومراكز حقوقية ومؤسّسات أوروبية. وأعلن رئيس الوزراء آنذاك أيهود أولمرت عن وقف إطلاق النار من جانب واحد دون الانسحاب من قطاع غزة بعد 23 يوما من بدء عملية (الرصاص المصبوب) تلاه في اليوم التالي إعلان الفصائل الفلسطينية هدنة لمدّة أسبوع كمهلة لانسحاب الجيش من القطاع. * حرب همجية قالت تقارير دولية إن الجيش ألقى في الحرب الأولى قرابة (مليون) كيلوغرام من المتفجرات على قطاع غزة. وحسب مؤسسة (توثيق) (غير حكومية) فقد هدمت دولة الاحتلال في تلك الحرب أكثر من (4100) مسكن بشكل كلي و(17000) بشكل جزئي. وبلغت خسائر الحرب الاقتصادية في قطاع غزة أكثر من (مليار دولار) أمريكي حسب (توثيق). وحسب إحصاءات لجنة توثيق الحقائق التابعة للحكومة الفلسطينية (حكومة حماس السابقة) والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي) فقد أدّت عملية 0الرصاص المصبوب) إلى مقتل أكثر من 1436 فلسطيني بينهم نحو 410 أطفال و104 نساء ونحو 100 مسنّ وإصابة أكثر من 5400 آخرين نصفهم من الأطفال. واعترفت السلطات بمقتل 13 حندي بينهم 10 جنود وإصابة 300 آخرين إلاّ أن المقاومة الفلسطينية تحدثت عن قتل أكثر من 100 جندي. وشنّت دولة الاحتلال حربين أُخرييْن خلال الأعوام السابقة حيث هاجمت غزّة في ال14 من نوفمبر 2012 وهو ما سمّي بالحرب الثانية واستمرّت لمدّة 8 أيّام أسفرت عن مقتل 175 فلسطيني وإصابة 1222 آخرين فضلا عن هدم مئات المنازل. وبعد عامين من الحرب الثانية شنّت دولة الكيان حربها الثالثة (الجرف الصامد) على قطاع غزّة في السابع من جويلية 2014 واستمرّت 51 يوما وأسفرت تلك الحرب عن مقتل 2322 فلسطيني بينهم 578 طفلا وإصابة أكثر من 11 ألفا آخرين وفق وزارة الصحّة الفلسطينية وهدم آلاف المنازل. وما يزال قطاع غزّة يعاني من آثار الحروب الثلاث حيث فقد عشرات الآلاف بيوتهم ومصادر رزقهم.