فيما يعتبر قطاع الفلاحة (الخاسر الأكبر) *** سجّلت قطاعات السياحة والصيد البحري خلال موسم الخريف انتعاشا (قويا) في ظلّ شحّ الأمطار فيما يبقى القطاع الفلاحي يتربّص موعد (إنقاذ) موسم مهدّد بالخسارة خصوصا ما تعلّق بالمحاصيل الشتوية كالزّيتون والحمضيات ما جعل المصالح المختصّة تعلن حالة الطوارئ. (مصائب قوم عند قوم فوائد) مقولة تجسّدت على أرض الواقع في المناطق الساحلية للوطن خلال فصل الخريف وبداية فصل الشتاء حيث شهد قطاع السياحة انتعاشا كبيرا خلال هذه الفترة التي شهدت شُحّا مطريا كبيرا خلافا للسنوات الماضية. وأجمع العديد من أصحاب مطاعم السمك والمتتبّعون للشؤون المحلّية على أن الدخول الاجتماعي لم يؤثّر (كثيرا) على الموسم السياحي الذي انقضى رسميا شهر سبتمبر الماضي حيث يبقى الإقبال الكثيف للزوّار على مدن الساحل على غرار تيبازة بومرداسمستغانمجيجل وبجاية متواصلا خاصّة خلال نهاية كل أسبوع. واستنادا إلى تقرير لوكالة الأنباء الجزائرية نشرته أمس فإنه بفعل (الجفاف) لم تسجّل مختلف الفنادق ومطاعم السمك والمواقع السياحية التي تزخر بها ولاية تيبازة على غرار المدينة الرّومانية والمتحف القومي لتيبازة والضريح الملكي تراجعا (معتبرا) في عدد الزوّار. ونقل المصدر عن نشطاء في القطاع تأكيدهم على عدم تراجع النشاط السياحي نظرا للأجواء المناخية (الجيّدة) من سماء صافية وطقس مشمس وهدوء البحر ما يجعل العائلات تفضّل اغتنام الفرصة لقضاء أوقات ممتعة. وسجّل في مواسم الخريف السابقة إقبال ضعيف على مطاعم السمك والفنادق وقوارب النزهة لعدّة أسباب أهمّها سوء الأحوال الجوّية التي تحول أيضا دون خروج الصيّادين إلى البحر حسب ما أكّده ناشطون آخرون. ونفس الشأن بالنّسبة لبائعي الشاي أو أصحاب حظائر ركن السيّارات فيما يبقى أصحاب سفن صيد السمك (المستفيد الأكبر) من قلّة تساقط الأمطار على اعتبار أن الأجواء المناخية الهادئة تساعدهم على الخروج في رحلات يومية لاصطياد السمك والتقليص من شبح البطالة (التقنية) التي يفرضها عليهم سوء الأحوال الجوّية. هذا وشهدت الجزائر جفافا على مستوى الموارد المائية بفعل شحّ المطر ما جعل المصالح المختصّة تعلن حالة الطوارئ وسط تنبّؤات بفشل الموسم الفلاحي خصوصا ما تعلّق بالمحاصيل الشتوية كالزّيتون والحمضيات داعية الفلاّحين إلى الاعتماد على تقنيات السقي لإنقاذ الموسم. ودقّ خبراء الفلاحة ناقوس الخطر بفعل الجفاف الذي يضرب معظم مناطق الوطن مند أزيد من شهرين وهو الأمر الذي ينعكس سلبا على المحاصيل الزراعية وتربية الأغنام حيث كشف الخبراء أن الإنتاج سينخفض إلى أكثر من 50 في المائة مؤكّدين عدم تجاوز مردود الحبوب 15 مليون قنطار خلال سنة 2016. وكان المكتب الوطني للأرصاد الجوّية قد أعلن قبل أيّام (حالة الجفاف) لعدم تهاطل الأمطار بكمّياتها المعتادة ففي شهر ديسمبر سجّلت الأرصاد الجوّية عجزا بمعدل يقارب ال 50 ميليمترا في المناطق الغربية وفي المناطق الوسطى يتراوح بين 90 و100 ميليمتر وفي المناطق الشرقية يقدّر ب 130 ميليمتر غير أن وزير الموارد المائية والبيئة عبد الوهّاب نوري قال إنه من السابق لأوانه الحديث عن موسم جفاف في البلاد حاليا مشيرا إلى أن الزّيادات في منسوب المياه في السدود تسجّل عادة ابتداء من جانفي مضيفا: (مخزون المياه المتوفّر في السدود لا بأس ونحن مرتاحون لهذا المعدل في انتظار زيادته في الوقت المناسب في الأشهر القادمة).