بحجّة التحضير للامتحان المصيري غيابات متكررة لطلبة البكالوريا عن الفصول الدراسية بدت أقسام طلبة البكالوريا شبه خالية مع بداية الفصل الثاني وهي العادة التي ألفتها المدرسة الجزائرية بحيث اختار بعض تلاميذ البكالوريا مغادرة الأقسام والتوجه إلى التحضير للبكالوريا خارج الفصول الدراسية لأن المكوث في القسم حسب بعضهم هو تضييع للوقت لاسيما مع كثرة الشغب والصراعات بين الأساتذة والتلاميذ. ي.آسيا فاطمة على الرغم من أن التحصيل العلمي بالنسبة للتلاميذ الذين يجتازون الامتحانات النهائية مهم جدا في رفع مستواهم إلا أنك تجد كثرة الغيابات بين صفوف هؤلاء وذلك بداية من الفصل الثاني وخصوصا بالنسبة للتلاميذ المعيدين فبالنسبة لهم الدراسة تنتهي في هذه المرحلة. يلتزم تلاميذ البكالوريا في السنوات الأخيرة ببعض العادات السيئة حتى يحتار المرء منا في طبيعة تفكيرهم فمنذ بضعة سنين اعتمد طلاب البكالوريا عادة سلبية تتمثل في مقاطعة الدراسة بدءا من الفصل الثاني تقريبا لتغدو الأقسام النهائية خالية من التلاميذ تقريبا في الفصل الثالث حتى أن بعضهم لا يهتم بنتائج الامتحانات التقييمية. ولمعرفة هذا الأمر أكثر ارتأينا الاقتراب من بعض التلاميذ فكانت ردودهم متباينة فقد قالت لنا روميسة: (أنا شخصيا ضد فكرة مقاطعة الدراسة مع اقتراب نهاية المقرر الدراسي فأنا لا أرى أنه من المنطقي أن أترك مدرستي ومن الواجب إتمام المقرر الدراسي تحت إشراف الأساتذة لكي يتسفيد التلميذ). أما مالك فقد قال: (إني أفضل الدراسة مع مدرس خاص قصد الفهم أكثر والتركيز أكثر وخصوصا فيما يخص المواد الأساسية فبعض المعلمين يسعون لإتمام المقرر الدراسي بأقصى سرعة دون الاهتمام بالطالب ومعرفة مدى فهمه كما أنهم لا يعطون أهمية كبيرة للتمارين التطبيقية رغم أهميتها في عملية الفهم) أما الأساتذة فقد أجمعوا على أن هذا المفهوم خاطئ وله عواقب وخيمة على الطالب ومستواه المعرفي وأن هذا الأمر قد أثر كثيرا على مستوى المدرسة الجزائرية وجعلها في مؤخرة الصف فالطالب من الطبيعي عند انتهاجه لهذا الأسلوب أن يطالب بتحديد العتبة فهذا الوضع لا يزال قائما منذ بضع سنين. وما التمسناه هو خوف التلاميذ من الفشل وهذا الخوف يدفعهم في بعض الأحيان لاتخاذ قرارات سريعة دون تفكير فمقاطعة الدراسة وعدم إتمام المقرر الدراسي يضعف من مستوى الطالب كثيرا ويجعل معرفته أقل وهو ما يعكسه الفشل الدراسي وحتى المستوى المحدود الذي تعكسه الجامعات. وعليه فمغادرة مقاعد الدرسة لتلاميذ النهائي هو ليس حلا بل مشكل عويص خصوصا وأن الامتحان سوف يكون على أساس الدروس المقدمة في البرنامج الدراسي وعلى الثانويات عدم السماح بهذا التهاون وتجعل الحضور إجباريا على كل التلاميذ سواء الممتحنين لأول مرة أو المعيدين من أجل إنقاذ مصير طلبة البكالوريا كما أن ليس هناك أحسن من الدروس المقدمة بالأقسام فهي المرجعية الأولى لتلاميذ البكالوريا.