دعا العديد من الأساتذة، تلاميذ الأقسام النهائية الذين هم في سباق مع الزمن هذه الأيام لحفظ جميع المقرر السنوي استعدادا لاجتياز امتحانات شهادة البكالوريا التي لا تفصلنا عنها سوى اثنتا عشر يوما، إلى التركيز بدرجة أكبر على دروس الفصل الأول والثاني خاصة وأن أغلب الأساتذة لجؤوا خلال الفصل الثالث إلى السرعة في شرح الدروس وحشوها من أجل إنهاء المقرر المفروض عليهم من طرف الوزارة الوصية وذلك نظرا للتعطل الذي لحق إتمام كامل المقرر بسبب الإضرابات التي طالت الموسم الدراسي الجاري. نصح مختلف أساتذة الأطوار النهائية عبر القطر الوطني، طلاب البكالوريا بالتقيد بالإرشادات التي يقدمها أستاذة المادة التي يدرسون عندهم بالنظر إلى الأقدمية والخبرة المتوفرة لأغلبهم بخصوص الأسئلة المتوقعة في امتحانات شهادة البكالوريا بحيث دعوهم إلى ضرورة التركيز في الحفظ ومراجعة الدروس التي برمجت للفصل الأول والثاني باعتبارها أكثر الدروس التي تعرضت للشرح بالتفصيل وبالتمارينات نظرا للتوقيت الكافي المخصص لها وذلك بالنسبة لكافة الدروس حيث تجتمع مختلف المواد على أكثر من 13 درسا خلال تلك الفصول الأولى على عكس الفصل الثالث الذي أكد بشأنه الأساتذة والتلاميذ على حد سواء أنه الفصل الذي لم يمنح له المجال الواسع والكافي للشرح بالتفصيل وبالتمارينات مثل الفصول الأولى نظرا لضيق الوقت الذي قابله الإضرابات المتتالية للأساتذة طيلة الموسم الدراسي الجاري في حين سجل عدم الانتهاء من المقرر مما سيؤدي بمفتشي القطاع إلى فرض عقوبات على هؤلاء الأساتذة تصل إلى غاية الخصم من رواتبهم أقل من أسبوعين، لتأتي بعدها الفترة التي يتحدد بعدها مصير العديد من الطلاب في الانتقال للمرحلة التالية باتجاه الجامعات من عدمه، ويعتبر الهدف الرئيسي من الامتحانات قياس المستوى التحصيلي الدراسي للطالب بعد سنوات من الجد والكد، ومع اقتراب حلول الامتحانات تتحول الأسرة إلى خلية شبيهة بخلية النحل بعدما تعلن فيها حالة الطوارئ القصوى في كافة أرجاء المنزل لمنح الجو المناسب للتلميذ المقبل على هذا الامتحان وتهيئته للدخول في الاختبارات. ولعل أبرز ما يميز هذه الفترة لدى الطالب هو الارتباك والقلق من عدم استيعاب كامل دروس المقرر في الوقت الذي يجد فيه البعض الآخر هذه الفترة من أجل تخصيصها للدروس الخاصة والإضافية لتدعيم مستواه خاصة وأن الأشهر الماضية كانت صعبة للعديد منهم بالنظر إلى الطريقة التي استعملها بعض الأساتذة من حشو للدروس من أجل إنهاء المقرر الدراسي بسبب الإضرابات المتتالية منذ انطلاق الموسم الدراسي الجاري، كلها مشاكل تداخلت فيما بينها لتزيد من تهويل التلميذ الذي يحس أنه سيفقد الثقة في نفسه بسبب كامل هذه الضغوطات التي لا بد من كسرها والتخلص من هاجسها قصد النجاح في هذا الامتحان الذي سيحدد مصير العديد من تلاميذ الأقسام النهائية لذا يجدد الأساتذة نداءهم إلى هؤلاء الممتحنين للابتعاد عن كامل الضغوطات التي قد تزيد من ارتباكهم إلى جانب مراجعة دقيقة للدروس التي حددت لهم في الفصل الأول والثاني دون نسيان الإطلالة على دروس الفصل الثالث لكن بأقل أهمية من الدروس السابقة.