اصطدم مسيرو بعض ثانويات العاصمة بالتصرفات اللامسؤولة الصادرة عن طلبة الطور النهائي المقبلين على موعد مصيري هام، بعد أن اختاروا عدم الولوج إلى الثانوية ومغادرتها مبكرا قبل انتهاء المقرر الدراسي بوقت طويل، حجتهم في ذلك التحضير للبكالوريا جماعات جماعات فيما بينهم بالمكتبات العمومية وبمدارس الدعم الخاصة، فيستغنون بذلك عن خدمات المعلمين، ولم تعرف السنوات الماضية مثل هذه التصرفات العشوائية مما أدى إلى حدوث فوضى عبر بعض الثانويات، حيث اصطدم الأساتذة بخلو الأقسام مما أدى إلى امتناع بعض الأساتذة عن تقديم الدروس. تعيش أغلب ثانويات العاصمة مع نهاية العام الدراسي فوضى عارمة يخلقها بعض طلبة الطور النهائي لاسيما المعيدين منهم، بعد أن فضلوا الاعتماد على أنفسهم في افتكاك تأشيرة الدخول إلى الجامعة والنجاح في البكالوريا، مستغنين عن خدمات المعلمين، فمنهم من يختار المراجعة الجماعية والاعتماد على كراريسه القديمة، ومنهم من يفضل الذهاب إلى مدارس الدعم الخاصة ودفع الكثير من المال لأجل النجاح ما يؤدي بهم إلى مغادرة الأقسام مبكرا، خصوصا مع العد التنازلي لامتحان البكالوريا الذي لم يعد يفصل الطلبة عنه سوى شهرا وبضعة أيام. ومع العد التنازلي سجلت العديد من ثانويات العاصمة غيابا فادحا للطلبة لدرجة خلو الأقسام بصفة نهائية، مما عرقل الأساتذة عن أداء مهامهم لاسيما وأن وقف الدروس حسب ما حددته الوزارة الوصية سيكون بتاريخ الخامس والعشرين من الشهر الجاري، إلا أن بعض الطلبة اختاروا توقيف دروسهم في وقت مبكر. وتصطدم أغلب الثانويات المنتشرة عبر العاصمة بذلك المشكل في كل سنة، حيث يسجل غياب كبير لتلامذة الطور النهائي مما يعرقل السير الحسن لتلك الصروح العلمية، ويعيق المعلمين عن أداء مهامهم، ومنهم من امتنعوا عن تقديم الدروس للكمية الضئيلة من التلاميذ الحاضرين بالقسم، وذلك ما وقع فعلاً بإحدى ثانويات الجزائر الوسطى، حيث صدم معلّمو بعض المواد بشغور القسم، فاختاروا عدم تقديم الدروس ليكون الضحية التلاميذ الذين اختاروا إتمام دروسهم بصفة عادية إلى غاية توقيفها الرسمي، ونجد من يحرصون على ذلك هم المترشحون الجدد للبكالوريا الذين يعتمد أغلبهم على الدروس المقدمة من طرف الأساتذة، لاسيما وأن أسئلة الامتحانات سوف تُضبط عليها. ورغم السبل والحيل المعتمدة من طرف إدارات تلك المؤسسات التربوية إلا أنها لم تفلح في إعادة التلاميذ إلى فصولهم الدراسية، كون أن بعض المؤسسات هددت التلاميذ بعدم اجتياز امتحانات البكالوريا البيضاء في حالة ما إذا استمروا في غيابهم المتكرر الذي أحدث نوعا من الفوضى عبر بعض الثانويات. اقتربنا من بعض الثانويات المنتشرة عبر العاصمة لرصد ما هو حاصل فقالت إحدى الطالبات التي ستجتاز امتحان البكالوريا لأول مرة، »بالفعل هناك الكثير من الطلبة المعيدين من تغيبوا هذه الأيام عن الثانوية لاسيما وأنهم فضلوا الاعتماد على كراريسهم القديمة، وهناك من تبعهم حتى من المترشحين الجدد، مما أدى إلى حدوث فوضى على مستوى الأقسام أعاق الأساتذة عن تقديم الدروس بصفة عادية، فكيف لأستاذ أن يقدم الدرس لتلميذين أو ثلاثة تلاميذ أو على الأكثر خمسة تلاميذ، مما يجعل المترشحين الجدد هم الضحية في الأول والأخير، إلا أن هناك من الأساتذة من استمروا في تقديم الدروس لمن اختاروا ولوج أقسامهم، وفضلوا عدم جعلهم ضحية لأفعال تلاميذ آخرين«، وأضافت أن الأستاذ في الأيام الأخيرة التي تسبق الامتحانات يحتاجه الطالب أكثر من أي وقت مضى لتزويده بالحيل والنصائح التي يحتاجها في امتحانات البكالوريا ومهما كان الأمر فهو أساس نجاح التلميذ.