في حين نظّم مواطنون ألمان مسيرة ضدها حركة (ليجيدا) المناهضة تصعّد اعتداءاتها على المسلمين اشتكى المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا من تزايد التحريض والعداء ضد المسلمين في البلاد عقب اعتداءات كولونيا وهو ما دفع آلاف المواطنين الألمان الذين يشكّلون (سلسلة من الأضواء) إلى تنظيم مسيرة امتدّت لكيلومترات ضد حركة (ليجيدا) المناهضة للإسلام في مدينة ليبزيغ بشرق البلاد والتي تعدّ المسؤولة عن تزايد العنف ضد المسلمين. صرّح رئيس المجلس المركزي للمسلمين أيمن مايزيك لصحيفة (كولنر شتات أنتسايغر) الألمانية بهذا الخصوص: (نعيش بعدا جديدا من الكراهية في ألمانيا) موضّحا أن عدد الممارسات العدائية والتهديدات ضد المجلس زادت منذ بداية السنة الجديدة 2016 وخاصّة منذ يوم الخميس الماضي ما استدعى إغلاق هواتف المجلس مبرزا في الوقت نفسه أن التحريض ضد المجلس يوجد أيضا على الأنترنت. وأشار مايزيك إلى وجود مساحة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن (الكراهية ضد المسلمين والأجانب والمختلفين في المظهر أو التفكير) مضيفا أن المواقف العنصرية والمعادية للمسلمين تزايدت بصورة ملحوظة منذ فترة طويلة مذكّرا بالأحداث التي وقعت في كولونيا وكانت وراء تأجيج شاعر العداء ضد الإسلام لأن المسلمين صاروا مشتبها فيهم بشكل عامّ معلنا عزم مجلسه التصدّي لممارسات العنصرية المتزايدة بالعقل والشرح. وأوضح مايزيك بخصوص أحداث كولونيا أن (إهانة النّساء أو الاعتداء عليهنّ جنسيا يعتبر ذنبا كبيرا في الإسلام) في الوقت الذي قام فيه ائتلاف عريض يضمّ نقابات عمّالية ودوائر تجارية وثقافية وجمعيات فضلا عن بعض الأحزاب الألمانية بالدعوة إلى إقامة المسيرة ضد حركة (ليجيدا) الفرع المحلّي لحركة كراهية الأجانب. ووفقا لتقديرات صدرت عن جماعة (دورتشجزايلت) الطلاّبية فإن ما يتراوح بين 2500 و2900 شخص شاركوا في المسيرة وحمل الكثيرون الشموع وشكّلوا صفّا امتدّ عبر وسط المدينة فيما احتشد ما يتراوح بين 2500 و3400 من أنصار حركة (ليجيدا) في الجانب الآخر من المدينة و في المساء قام أفراد مقنّعون من جماعات (الهوليغانز) بأعمال شغب في منطقة كونفيتز وذكرت متحدثة باسم الشرطة أنهم كانوا يعتزمون إشعال الألعاب النّارية وتحطيم نوافذ المحال بالحجارة لكن المسيرات انتهت دون وقوع أيّ مشاكل. وفي يوم الأحد اضطرّت الشرطة الألمانية إلى تفريق مظاهرات لمتطرّفين يمينيين وحركة (ليجيدا) المناهضة للمهاجرين بعدما اشتبكوا مع الشرطة في مدينة كولونيا بغرب ألمانيا وجاء هذا الزخم من المظاهرات بسبب الاعتداءات الجنسية التي وقعت عشية احتفالات رأس السنة. الجدير بالذكر أن قرابة أربعة ملايين و300 ألف مسلم يعيشون في ألمانيا أي أكثر من 5 في المائة وفق إحصائية نشرت سنة 2015 إذ أن نصفهم تقريبا يحملون الجنسية الألمانية فيما يملك الباقون جوازات أجنبية.