أضرم مجهول النار في أحد المساجد بمدينة (فيتن) في ألمانيا، معيدا إلى الأذهان سلسلة الاعتداءات المتصاعدة على المسلمين والأماكن الإسلامية في أوروبا التي ارتفعت وتيرتها بعد حادث (شارلي إيبدو). عاشت مدينة (فيتن) في ولاية شمال (الراين-ويستفاليا) غربي ألمانيا ، على وقع هجوم (عنصري) استهدف مسجد المدينة، حيث أضرم مجهول النار فيه. وذكرت تقارير إعلامية ألمانية أن صورا من كاميرات مراقبة أظهرت أن الرجل ألقى مواد سائلة على سجادة المسجد ثم أشعل النار فيها. وأضافت ذات المصادر أن كاميرات المراقبة أظهرت أن النيران انطفأت من تلقاء نفسها، ودون تدخل من أحد. وذكرت الشرطة في مدينة (بوخوم) الألمانية أنه تم استدعاء قوات الإطفاء والشرطة إلى المسجد في ساعة مبكرة من الثلاثاء. وتتولى سلطات (حماية أمن الدولة) ورئاسة شرطة (بوخوم) التحقيقات في الحادث، وتأتي هذه الواقعة في أعقاب حريق اندلع في (مركز للشباب) في نفس المدينة الاثنين. وارتفعت وتيرة الهجمات والاعتداءات التي تستهدف المساجد، من الجماعات العنصرية المناهضة للإسلام والمسلمين، في السنوات الأخيرة، وبلغت ذروتها بعد الهجوم الذي استهدف مجلة "شارلي إيبدو) الفرنسية. وفي لقاء مع مجلة (فوكوس) الألمانية، نشر قبل فترة قال رئيس المجلس المركزي لمسلمي ألمانيا، أيمن مزيك، إن (الشتائم ضد المسلمين، وكثيرا ما يكون ذلك ضد النساء المحجبات، وتخريب المساجد والعنف ضد الأئمة صار في الوقت الراهن روتين يومي). وقال أيمن مزيك إن (الأئمة ينصحون السيدات اللاتي يتعرضن لمضايقات باستخدام السيارات الخاصة بدلا من وسائل النقل العام، وعدم الانجرار وراء عمليات الاستفزاز التي يتعرضن لها). وسجل أيمن (نفس الشيء بالنسبة للهجمات على المساجد التي أصبحت عملا أسبوعيا في ألمانيا وحدها). وحمّل أيمن مسؤولية ذلك لمظاهرات حركة )بيغيدا) المناهضة للإسلام في (دريسدن)، شرق ألمانيا، مضيفا أن (بيغيدا) أدت إلى أن الكثيرين تراجع عندهم الحاجز الذي يمنعهم عن التمييز ضد المسلمين والهجوم عليهم). وأعرب المتحدث نفسه عن اعتقاده بأن الجالية المسلمة مطالبة بأكثر من استطاعتها في جهود مكافحة تفشي الفكر المتشدد بين الشباب، وأضاف: (نحن بحاجة إلى المزيد من الدعم من المجتمع والساسة، على سبيل المثال يجب تحسين تدريب الأئمة ليتعرفوا على كيفية التعامل مع الراديكاليين وكيفية اكتشاف الفكر المتشدد مبكرا). واستغلت حركة )بيغيدا) الهجمات التي تعرضت لها مجلة (شارلي إيبدو) الفرنسية، وزادت من هجومها على الإسلام والمسلمين. وفي مقابلة مع مجلة )فوكوس) حذر رئيس المجلس المركزي لمسلمي ألمانيا، أيمن مزيك، من تزايد العنف ضد المسلمين في البلاد. وشهدت ألمانيا احتجاجات واسعة ضد الإسلام والمهاجرين، وانتظمت في حركة (بيديغا)، حيث شارك نحو 100 ألف شخص في تظاهرات مناوئة للإسلام والمهاجرين الاثنين الماضي، وحشدت حركة )بيديغا) نحو 25 ألف متظاهر في شوارع "دريسدن) وحدها، عدا عن آلاف آخرين شاركوا في تظاهرة مماثلة في (كولون). وتخلل تظاهرة (دريسدن) مقتل مهاجر إرتيري، وهو أحد 20 مهاجرا من طالبي اللجوء يقطنون في نزل في المدينة. وكانت حركة (بيديغا)، وهي اختصار لشعار (أوروبيون وطنيون مناهضون لأسلمة الغرب)، بدأت أولى مظاهراتها في منتصف أكتوبر الماضي في مدينة (دريسدن) على وجه التحديد، وبمشاركة 200 شخص فقط.