الفشل يحاصر مؤتمر (جنيف 3) الأمم المتّحدة تعترف بالعجز لحلّ الأزمة السورية ما إن بدأت محادثات جنيف السورية بين الأمم المتّحدة والنظام السوري وبين المنظّمة الدولية ووفد المعارضة أمس الأحد حتى خرج تسريب من مكتب المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا ينقل اعتراف الأخير بأن الأمم المتّحدة (لن تكون قادرة على مراقبة أو فرض أيّ اتّفاق سلام سوري في جنيف). تسريب يتزامن مع وصول وفد المعارضة السورية إلى سويسرا للقاء دي ميستورا أمس الأحد مثلما أعلن الأخير قبل يومين وذلك بعد إعلان الهيئة العليا للمفاوضات تلقّيها (ضمانات أمريكية ودولية) حول إجراءات بناء الثقة الضرورية لمشاركتها في المحادثات. على صعيد متصل خرج تسريب من مكتب دي ميستورا حصلت عليه مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية يحذّر من أن (العالم قد يعلّق توقعات غير واقعية على قدرة الأمم المتّحدة على فرض وقف إطلاق نار سوري حتى عبر قوات حفظ سلام دولية ولو كانت عسكرية). وحسب التسريب يعتقد دي ميستورا أن قوات النظام السوري وفصائل المعارضة وحدها هي القادرة على فرض وقف لإطلاق النار وفي حال تم ذلك من شأن الأمم المتّحدة أن توسّع دورها وتؤمن تدريبا وإمكانات للسوريين وأن تؤدي دور الوسيط بين الفاعلين السوريين والقوى الإقليمية المعنية بالملف السوري مما يعرف ب (مجموعة الدعم) المؤلفة من 17 دولة سبق وأن اجتمعت في فيينا قبل حوالي شهرين. ووفق نصّ التسريب (يجب أن تنتقل دول مجموعة الدعم من دور الراعية للمسار السياسي إلى دور الضامن للاتفاقات لتقوم هذه الدول بأداء مهمة تنسيق الجهود الخاصة بالدول الأساسية وتأمين الربط العملياتي بين الحكومة وفصائل المعارضة المسلحة بهدف ضمان وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاقات محلية). كلام يعبّر عن اعتراف واضح من دي ميستورا بأن محادثات جنيف لن تتمكن من فرض وقف إطلاق النار وبدلا من ذلك (على جميع الأطراف أن تبرم مجموعة من الهدن بلدة فبلدة لفك الحصار عن السوريين من أجل التوصل في النهاية إلى وقف لإطلاق النار على الصعيد الوطني السوري الشامل. تسريب وضعته المجلة الأمريكية في خانة التخفيف من الآمال المعقودة على محادثات جنيف وانعدام فعالية أي اتفاق على إرسال مراقبين دوليين للاتفاق على وقف لإطلاق النار. وتعطي الوثيقة المسربة من مكتب دي ميستورا مثال بلدة الزبداني للإشارة إلى احتمال نجاح هدن محلية مناطقية يجب توسيع نطاقها حسب النصّ الذي نشرته (فورين بوليسي). * خدام: (سوريا مقبلة على نكبة جديدة) في السياق توقع نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام فشل مؤتمر (جنيف 3) في التوصّل إلى حلّ للأزمة بخارطة طريق بسبب تدخلات طهرانوموسكو مؤكّدا أن روسياوإيران لهما أطماع توسعية في المنطقة العربية وستقومان بإفشال أي مشروع يبعد (الرئيس السوري بشار الأسد) لأن خططهما مرهونة ببقائه. وانتقد خدام في تصريحات لصحيفة (الوطن) السعودية في عددها الأحد إيرانوروسيا متّهما الأولى بالتسبّب في الأزمة السورية والثانية بالتركيز على أطماعها ومصالحها ولو كانت على حساب المدنيين. كما انتقد خدام المجتمع الدولي لموافقته على استمرار مؤتمرات جنيف مشيرا إلى أن (جنيف 3) لن يخرج بخارطة طريق وسيكون كسابقيه اللذين مكنا نظام الأسد من مواصلة جرائمه في حق الشعب السوري بما فيها القتل والحصار والتجويع مؤكدا أن المؤتمر لن يخرج بحلول جدية. وقال خدام إن مؤتمرات جنيف تعمدت عدم وضع يدها على موطن الخلل في الأزمة السورية وبقيت تناور هنا وهناك مستثنيا من ذلك الموقف السعودي الذي أعلنه سابقا الأمير سعود الفيصل وحاليا وزير الخارجية عادل الجبير بأن الأسد يجب أن يرحل إما بالوسائل السياسية أو عن طريق الحل العسكري. وأضاف خدام أن هناك من يرى أن هدف روسيا هو إيجاد قواعد بحرية وجوية وقال: (هذا الكلام غير صحيح فالقواعد العسكرية الروسية في سوريا موجودة منذ عام 1976 ولا تستخدم نهائيا لكن هدف موسكو الحقيقي هو تغيير المعادلة التي تهدف إلى إبقاء الأسد رئيسا) ولفت إلى أنه في ظل هذه الأوضاع تشير قراءة المستقبل إلى تدهور الحال في سورية وأن البلاد مقبلة على نكبة تشبه ما جرى في فلسطين مشددا على أن هذه النكبة يجري التحضير لها حاليا وهي تقسيمها إلى مقاطعات. وقال خدام إن أطماع روسيا في سورية كبيرة ولن ينهيها مؤتمر دولي موضحا أن روسيا تستخدم نظام الأسد أحيانا وتستخدم إيران في أوقات أخرى وكلتا الدولتين روسياوإيران لهما أطماع توسعية في المنطقة العربية وستقومان بإفشال أي مشروع يبعد الأسد لأن خططهما مرهونة ببقائه وأضاف أن اللافت في المفاوضات الجارية أنها تعمل على تسوية في وجود النظام رغم تورّطه في قتل نصف مليون شخص وتهجيره نحو عشرة ملايين آخرين إلى دول العالم.