مأساة المهاجرين تتواصل في الغرب فقدان 10 آلاف طفل لاجئ في أوروبا مسلسل المأساة ما يزال متواصلا في أوروبا فلقد وجد اللاّجئون أنفسهم عالقين بين مخالب جماعات عنصرية وسط عجز الحكومات عن كبح جماح التطرّف وكذا عدم التمكّن من التكفّل الكامل بالمهاجرين وفي الأثناء أضحى أطفال المهاجرين هم كذلك ضحية جديدة لهذه الحرب الجديدة فبعد النجاة من الغرق في البحر حاصرتهم عمليات الاختطاف من طرف عصابات تجارة البشر الأوروبية. إذ أعلن مكتب الشرطة الأوروبية عن فقدان نحو 10 آلاف طفل من بين اللاجئين الذين وصلوا إلى بلدان القارة منذ اندلاع الأزمة. كما وقع خمسة آلاف طفل تقريبا في يد عصابات الاتجار بالبشر في إيطاليا وحدها بينما يُعتقد أن نحو 1000 آخرين يواجهون المصير نفسه في السويد وهم من بين ما يُقدر بربع مليون قاصر وصلوا أوروبا من دون مرافقة ضمن موجة الهجرة الجماعية المستمرة وفقا للشرطة. * ملثّمون يطاردون اللاّجئين في السويد تستمر معاناة اللاجئين في أوروبا الشمالية فلقد تصاعدت العنصرية بشكل خطير في الآونة الأخيرة ففي السويد اجتاحت عصابة من الرجال الملثّمين المتشحين بالسواد شوارع ستوكهولم بعد أن وزّعت منشورات تحمل تهديدا بالهجوم على المهاجرين وطالبي اللجوء الشبان في الشوارع (للتعبير عن موقفهم) وقالت الشرطة السبت إنها اعتقلت شخصين. وسلطت الواقعة الضوء على تنامي التوتر بشأن الهجرة في السويد التي يقطنها عشرة ملايين نسمة ووصلها 163 ألف طالب لجوء العام الماضي. وتأتي أيضا بعد أيام من مقتل عاملة شابة (22 عاما) بطعنات في مركز لطالبي اللجوء من القُصر غير المرافقين لأسرهم في جنوب غرب السويد. وقال وزير الداخلية أندرس يجيمان إن حادث الجمعة وكذلك مظاهرة معادية للمهاجرين شهدتها ستوكهولم السبت يثيران القلق. وقالت وسائل إعلام محلية في وقت لاحق إن مظاهرة اليوم شهدت بعض الاشتباكات مع متظاهرين مناوئين للهجرة. وأضاف الوزير في بيان: (الجماعات العنصرية تنشر الكراهية والعنف في شوارعنا. يجب مواجهة هذا الأمر بالقوة). كانت الشرطة قالت في بيان إن أحد الرجال اعتقل لقيامه بلكم شرطي يرتدي ملابس مدنية في وجهه بينما اعتقل الآخر بسبب حمل أداة نحاسية لكن لم يتضح حتى الآن حجم الاعتداءات على المهاجرين. وقالت صحف سويدية نقلا عن شهود إن عددا من الأشخاص تعرضوا لهجوم على أيدي رجال يعتقد انتماءهم إلى (مجموعات) من المشاغبين الذين عُرف عنهم تشجيع فرق محلية لكرة القدم. وأكدت الشرطة أن الكلمات التي كتبت على المنشورات الموزعة حملت نفس الصيغة التي نشرت عبر وسائل للتواصل الاجتماعي في السويد وتقول: (حين يتعذر على المواطن السويدي الشعور بالأمان في الشوارع السويدية فإن مهمّتنا هي حلّ المشكلة اليوم لهذا تجمّع 200 رجل سويدي للتعبير عن موقفهم من أطفال شوارع من شمال إفريقيا يتحرّكون هنا وهناك حول المحطة المركزية في العاصمة. وأظهرت الشرطة على نحو كاف أنها تفتقر إلى الوسائل اللازمة للسيطرة عليهم ولا بديل أمامنا الآن سوى أن نلحق بهؤلاء العقاب الذي يستحقونه). وأظهر استطلاع للرأي الأسبوع الماضي تراجع التأييد الشعبي للحزب الاجتماعي الديمقراطي لأدنى مستوى منذ نحو 50 عاما لأسباب على رأسها شعور بارتباك الحكومة أمام تدفق طالبي اللجوء. وفي محاولة لاستعادة الثقة قالت الحكومة السويدية الأسبوع الماضي إنها سترحّل على الأرجح ما بين 60 ألفا و80 ألفا من الذين تقدموا بطلبات لجوء العام الماضي لكن هذا الرقم لا يختلف كنسبة مئوية عن عدد من رُفضت طلبتهم في السنوات السابقة حين كانت أعداد المتقدمين أقل بكثير. وسعى أكثر من 35 ألف من القُصر للجوء في السويد العام الماضي وكان نصفهم تقريبا مسجلين كأشخاص في سن 16 أو 17 عاما. ووصل إلى السويد أكثر من 23 ألف قاصر من أفغانستان وحدها. والأسبوع الماضي طلب قائد الشرطة السويدية من الحكومة مزيدا من المخصصات المالية والأفراد على إثر أزمة الهجرة. * النمسا تخطّط لطرد 50 ألف طالب لجوء تهدف الحكومة النمساوية إلى طرد 50 ألفا من طالبي اللجوء خلال الأعوام الثلاثة المقبلة وفقا لخطة تلقّت وسائل إعلام تفاصيل خاصة بها. وتم الإعلان عن الخطة وسط الجهود الحالية التي تبذلها عدة دول أوروبية لكبح جماح الهجرة عن طريق تبنّي المزيد من السياسات التقييدية بما في ذلك خطة السويد لطرد نحو 80 ألف من طالبي اللجوء. وأعلنت حكومة فيينا في وقت سابق من شهرجانفي أنها تخطط للحد من تدفق اللاجئين عند 37 ألفا و500 لاجئ هذا العام مقارنة ب 90 ألفاً العام الماضي. وقالت وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا ميكل لايتنر لوكالة الأنباء النمساوية: (نحن بالفعل من بين أكبر الدول في أعداد طرد اللاّجئين) وأضافت: (لكننا سنعزّز الوتيرة وسنزيد من الاتجاه التصاعدي). وتتضمّن الخطة النمساوية حوافز مادية للذين يغادرون النمسا وكذلك إعداد قائمة مطولة بالدول الآمنة التي من غير المرجح ألا يحصل مواطنوها على وضع اللجوء.