تحولت مقاهي الانترنيت وبالأخص محرك البحث السريع "غوغل" ودروس الفيديو على "اليوتيوب"، للأستاذ المنقذ لعشرات التلاميذ من خطر الرسوب والفشل الذي قد يقضي على مستقبلهم وأحلامهم في نيل شهادة التعليم الأساسي "البيام" والبكالوريا، حيث باتت ملخصاتُ المواد الأساسية كالتاريخ والجغرافيا والأدب العربي الأكثر طلبا بين التلاميذ في محاولة منهم لتدارك ما فاتهم من الدروس، خاصة خلال أيام الإضراب الذي شنه الأساتذة وتأخرهم في استكمال المقرر التعليمي. قرّر الكثيرُ من التلاميذ المقبلين على خوض امتحانات رسمية نهاية السنة الدراسية الحالية الدخول في عطلة اختيارية للتحضير لامتحانات نهاية الموسم الدراسي بمفردهم داخل بيوتهم بعيدا عن جلبة الأقسام، حيث قاطعوا مقاعد الدراسة وفضّلوا الاستعانة بالملخصات الدراسية المتوافرة على مواقع الانترنيت "غوغل" حتى يتمكنوا من تدارك الدروس المتأخرة والاستعجال لإنهاء المنهج التعليمي، فبمجرد الدخول للمواقع الخاصة بملخصات البكالوريا تصادف ملخصات في مختلف الدروس فما عليك سوى اختيار المادة التي ترغب في مراجعتها وتحميل الملخص لتكون كل الدروس في متناول يدك كدروس العلوم الطبيعية والتمارين والحلول الخاصة بالشعب التجريبية، تلخيص جميع دروس الفلسفة، ملخصات ممتازة لجميع دروس الرياضيات. ولا تقتصر الملخصات المتوافرة عند الأستاذ "غوغل" على المكتوبة بل حتى السمعية أيضا والمئات مثلها على "اليوتيوب" فهناك ملخصاتٌ بالصوت في مادتي التاريخ والجغرافيا وقواعد اللغة العربية تلقى انتشارا واسعا في وسط التلاميذ. حيث اعتبر أحد التلاميذ في القسم النهائي شعبة آداب وفلسفة، بثانوية بلكين بحسين داي، الملخصات الصوتية الموجودة في "غوغل" تساعده على مراجعة الدروس سريعاً وتبقيها راسخة في ذهنه، فقد حمل الملخّص الصوتي لمادتي التاريخ والجغرافيا على هاتفه النقال ليستمع إليها كل يوم وبذلك يستغني عن الكتاب وعن الحضور إلى القسم والاستماع إلى شروح الأستاذ، وهذا الأسلوب "مجدٍ جدا ونافع" على حد قوله. ويبدو أنه ليس الوحيد الذي يرفض التوجه للثانوية في الأيام التي تسبق الامتحانات، حيث تحكي "مريم" تلميذة في القسم النهائي بثانوية أحمد زبانة بخروبة في حسين داي: "مازال أمامنا الكثير لاستكمال البرنامج الدراسي ولم يعد بإمكاني الحضور يوميا للثانوية وتقسيم وقتي بين المراجعة والاستعداد للامتحانات، فلم يتبق سوى بضعة وعشرين يوماً على موعد البكالوريا لذا قررتُ التغيب عن الثانوية ومراجعة دروسي بمفردي، مع الاكتفاء بالدروس الخصوصية وانجاز تمارين تطبيقية زيادة للملخصات الموجودة على موقع "غوغل" فيما يتعلق بالمواد الأدبية التي تتطلب الحفظ". وعلى غرار متحدثينا السابقين، رفضت مجموعة من تلميذات ثانوية عائشة أم المؤمنين، التغيّب عن الدروس الأخيرة والاستعانة بالملخصات الإلكترونية، معتبرات فرصة الحضور إلى القسم في الأيام التي تسبق الامتحانات فرصة جد قيمة حيث يقل عدد التلميذات في القسم فيسهل عليهن التحدث للأساتذة واستفسارهم عن الدروس والنقاط التي لم يستوعبنها، وحتى سبل التعامل مع الأسئلة وكيفية اختيار المواضيع وطرق الإجابة، وهي نصائح قيّمة، وحتى الامتحان الأبيض يساعد التلميذ على معرفة مستواه ومدى جاهزيته لاجتياز الشهادة. وحول الموضوع، أفاد المنسق الوطني لدى نقابة "الكناباست" الأستاذ نوار العربي، أن العملية البيداغوجية تقتضي وجود المعلومة، المتعلم والمعلم ولا يمكن أن تتم بدون هذا الأخير فالتلاميذ المقبلون على امتحان البكالوريا مراهقون ليس بإمكانهم البحث بمفردهم فالأستاذ يأخذ بيد التلميذ، وأضاف الأستاذ العربي أن التلاميذ هدفهم الآن الحصول على الشهادة والتقدير دون فهم المواضيع والمنهج الدراسي باعتمادهم الطريقة البافلوفية الشرطية، فيصبح بحوزتهم شهادات بدون رصيد وبذلك أغلبيتهم يرسبون في السنة الأولى جامعي واعتبر منسق "الكناباست" الاستعانة بالانترنيت في المراجعة "أمرا ايجابي جدا" ولكن بشرط "عدم الإسراف والالتزام بالدراسة فقط"، مستطردا أن ملخصات "غوغل" والدروس الموجودة على "اليوتيوب" مفيدة بالنسبة للشُّعب الأدبية والتي لا تتطلب توضيحات أو مناقشة للأستاذ خلال إلقاء الدرس باستثناء بعض المفاهيم والتعريفات فلابدّ أن يشرحها الأستاذ لكي تكون المردودية أفضل، أمّا في غيابه فيستحيل خاصة لتلاميذ الشُّعب العلمية استيعاب الدروس.