صنعت التصريحات الأخيرة لوزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى بشأن (براءة) السفارة الإيرانية من نشر التشيّع في الجزائر الحدث ليس في الجزائر فقط بل عربيا وعالميا أيضا بالنظر إلى الضجة التي أحدثتها الاتهامات الخطيرة الموجهة لأحد كبار مسؤولي السفارة. وزير الشؤون الدينية قال أن السلطات الأمنية لبلاده لم تسجل أي تجاوز للسفارة الإيرانية في الجزائر بشأن الترويج للتشيع في أوساط المجتمع الجزائري مضيفا: (نحن نتواصل مع السفارة الإيرانية لكننا لم نلمس أي تورط للسفارة). وحسب الوزير عيسى فإن مصالح الأمن تملك كافة المعطيات الدقيقة حول المتشيّعين في الجزائر من قبيل أسمائهم وعناوينهم كما أنها تحوز معطيات حتى على أولئك الداعين إلى التشيّع في الجزائر وتابع قائلا (سوف نقطع الطريق أمام كل من يريد تهديد استقرار الجزائر وأمنها.. وجاءت (شهادة) وزير الشؤون الدينية للسفارة الإيرانية من تهمة نشر التشيّع وسط الشباب وغير الشباب على خلفية حملة أطلقها ناشطون على موقع الفيسبوك طالبوا من خلالها بطرد الملحق الثقافي بسفارة إيرانبالجزائر أمير موسوي وهي حملة قادها الكاتب والحقوقي الجزائري المقيم بفرنسا أنور مالك. وإذا كان محمد عيسى بدا واثقا من براءة المسؤولين الإيرانيين الرسميين من تهمة نشر التشيّع في الجزائر فإن ذلك لا يمنع متتبعين من دق ناقوس الخطر بشأن محاولات مشبوهة تقوم بها جهات هنا وهناك لضرب المرجعية الدينية للجزائريين..