القضية عادت إلى الواجهة بفعل التقارب الإيراني-الجزائري وتصريحات (الصدر) *** * أنور مالك: (الملحق الثقافي الإيراني يقوم بنشاطات مشبوهة مع متشيّعين جزائريين) *** عاد الجدل مرّة أخرى حول مسألة التشيّع في الجزائر وسط تخوّفات متابعين من تأثير التقارب السياسي الجزائري-الإيراني وتصريحات الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر التحريضية الأخيرة وعادت معه تساؤلات مُلحّة للجزائريين حول مستجدّات ظاهرة التشيّع في الجزائر وهل يصحّ الحديث عن تنظيم شيعي سرّي أم أن المسألة لا تتجاوز أفراد متناثرين وبالتالي لا تستدعي كلّ هذا القلق؟ تسبّب التقارب الاقتصادي الجزائري-الإيراني في بروز موجة جديدة من الاتّهامات لطهران بتمويل وإدارة تنظيم سرّي شيعي في بلادنا. وفي السياق أكّد الكاتب والحقوقي الجزائري أنور مالك أن الملحق الثقافي الإيراني في الجزائر أمير موسوي يقوم بنشاطات مشبوهة مع متشيعين جزائريين. وقال أنور مالك وهو خبير في الشأن الإيراني في تغريدة علي حسابه في موقع (تويتر) أمس: (الملحق الثقافي لدى سفارة إيرانبالجزائر أمير موسوي يقوم بنشاطات مشبوهة مع متشيّعين جزائريين بما يتنافى مع مهمته الدبلوماسية لذلك أطالب بطرده) وأضاف: (نشاط تشييع الجزائريين لصالح الولي الفقيه في إيران ما يزال في تقدّم مستمرّ وبصفتي أتابع شأن التمدّد الصفوي من زمان فإنني أقرع بشدّة أجراس الخطر). وكان مسؤول الصحوة الحرّة السلفية غير المعتمدة عبد الفتّاح حمداش زراوي قد اتّهم سفارة إيران في الجزائر بنشر هذا المذهب بأساليب وصفها ب (الأخطبوطية) حيث كشف أن هناك أزيد من 3 آلاف شيعي في الجزائر وينتشرون في مختلف ولايات الوطن مؤكّدا أنه حصل على إحصائيات تؤكّد تواجدهم في كلّ مناطق الجزائر وأشار إلى أن سفارة إحدى الدول في الجزائر تضخّ أموالا ضخمة لنشر التشيع وتدعّم المتشيّعين بشتى الطرق مضيفا أن هناك علاقة بين رجال أعمال تلك الدولة والأموال التي يتلقّاها الذين يقومون بنشر هذا المذهب. وأضاف المتحدّث أن هناك قسما خاصّا في السفارة نفسها يسهر على دعم هؤلاء الأشخاص ويتابع ملف الشيعة والمتشيعين في الجزائر مؤكدا وجود (شيخ) شيعي يحضر أغلب تجمّعات أو ما يسمّونه ب (الحسينيات) التي يقيمونها. هذه الاتّهامات أكّدتها تقارير أمنية مختصّة في ملف الشيعة في الجزائر حيث أشارت إلى وجود تباين في نشاط الشيعة في المناطق مشكّكة في وجود (طرف أجنبي) يساهم في توسيع المذهب الشيعي. من جانب آخر انتفض نشطاء ورجال دين جزائريون ضد تصريحات رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر الأخيرة والتي دعا فيها أتباع مذهبه في الجزائر إلى (الخروج من قوقعتهم) وعدم الخوف ممّا وصفها ب (الثلّة الضالّة) قبل أن يرتدي (قميص التقية) ويحثّهم على توحيد الصفّ مع المعتدلين والأقلّيات الأخرى. ووصف هؤلاء خرجة (الصدر) بالتحريضية والدعوة الصريحة إلى الفتنة في الجزائر مطالبين السلطات الجزائرية بالتحرّك ومراقبة زحف هذا التيّار الدخيل على المجتمع الجزائري. وفي السياق وصف رئيس النقابة المستقلّة للأئمة الشيخ جمال غول تصريحات (الصدر) ب (تهديد للجزائر) بما أنه أقرّ وجود الشيعة في الجزائر خلافا لما تقوله وزارة الشؤون الدينية لا سيّما (أنه حرّضهم على ممارسة طقوسهم وتغليب جماعتهم) مضيفا أن (هذه الأقليات تشكّل خطرا على النسيج الاجتماعي الجزائري ومذاهبها ووحدتها). للإشارة تقدّر إحصائيات عراقية عدد شيعة الجزائر ب 75 ألف شيعي غير أن مختصّين في الشأن الإيراني من بينهم المحلّل السياسي الجزائري يحيى بوزيدي يؤكّدون أن هذا الرقم كبير جدّا ولا يمكن التسليم به خاصّة لمّا يصدر من متشيّعين والأرقام المعقولة تشير إلى أن أعدادهم تتراوح بين ثلاثة إلى خمسة آلاف متشيّع ويرى بعض السياسيين والمسؤولين الجزائريين أنهم أفراد متناثرون لا يشكلون أيّ خطر على الوحدة الوطنية.