بعد رفع سعر رغائف الخبز إلى 10 دنانير بالمخابز لم تجد ربات البيوت الحل إلا بالعودة إلى تحضير شتى أنواع الخبز التقليدي على غرار المطلوع وخبز الفرن أو "خبز الكوشة" الذي تتفنن في تحضيره النسوة خاصة وان سعر النوع العادي من شانه أن يؤثر عل زيادة سعر الأنواع الأخرى من الخبز والتي ارتفعت إلى حدود 20 و25 ديناراً على غرار الأنواع الزهرية وكذا النجمات والأشكال الدائرية التي كانت لا تتردد عديد الأسر على اقتنائها، إلا أن ارتفاعها من شانه أن يبعد العديد من الزبائن المدمنين على استهلاك الخبز والتنويع فيه، ومما لاشك فيه أن ذلك الارتفاع سيؤدي حتما إلى ترشيد استهلاك تلك المادة على مستوى الأسر، والتي عانت كثيرا من ويلات التبذير الحاصل فيها من طرف الكثير من الأسر، بالنظر إلى سعره الذي ارتفع إلى 10 دنانير على مستوى المخابز بعد أن كان يتراوح بين 7.5 و8.5 ديناراً. ذلك ما أدى بالعديد من النسوة إلى الاتجاه والعودة إلى تحضير شتى أنواع الخبز التقليدي بعد أن ودعوه لحقبة زمنية معتبرة، فالشيء المؤكد انه لم يكن يهتدى إليه إلا في مرات قليلة لاسيما في شهر رمضان المعظم، إلا انه مؤخرا عزمت جل النسوة على تحضيره بصفة يومية خاصة وان كمية منه تكفي لسد حاجيات الأسرة ليومين على خلاف رغائف الخبز الأخرى. اقتربنا من بعض النسوة لرصد انطباعاتهن في الموضوع فوجدناهن يملن أكثر إلى تحضير الخبز التقليدي خاصة في هذه الفترة التي اقترنت بارتفاع سعره. تقول السيدة كلثوم أنها قررت العودة إلى تحضير الخبز التقليدي في البيت بعد جلب مستلزماته وفرنه الخاص وهي ترى أن كمية قليلة من الرغائف من ذلك النوع قادرة على تغطية احتياجات الأسرة لمدة تفوق اليوم الواحد على خلاف الخبز الآخر الذي يتوجب جلبُه بكمياتٍ مضاعفة بالنظر إلى الغش الحاصل في وزنه على مستوى بعض المخابز ورأت أن أنجع طريقة لتلبية متطلبات أسرتها من تلك المادة هو تحضيره في المنزل ومن ثمة ضبط ميزانية الأسرة بذلك الحل. أما أنيسة فكان لها رأي آخر وقالت أن الثمن المتداول بالمخابز ليس بالشيء الجديد خاصة وان اغلبها كانت تعتمد على عرضه ب 10 دنانير بدعوى انه خبز خاص، ويفوق ذلك الثمن أحيانا ويصل إلى 15 ديناراً في حالة الندرة عبر المحلات المختصة في بيع المواد الغذائية وحتى عبر الطاولات، لذلك فسعر 10 دنانير عهدناه منذ وقت طويل، ورفضت محدثتنا العودة إلى الخبز التقليدي كونه يتطلب جهدا معنويا كبيرا دون أن ننسى الجهد المادي في ظل الارتفاع الذي تشهده مادتي الفرينة والدقيق. وبين هذا وذاك يبقى ارتفاع سعر الخبز عبر المخابز أمرا مزعجا لفئات واسعة من المستهلكين لاسيما وان ذلك الارتفاع سيؤثر على غيره من الأنواع الأخرى بالزيادة في أسعارها.