بعد جل الأزمات التي عرفتها أسعار الخضر والفواكه وانخفاض القدرة الشرائية جاءت في هذه الأيام أزمة الخبز لتطفو على السطح، ويبقى المواطن البسيط في حيرة من مواجهتها كون أن الخبز والحليب هما من بين المواد الأساسية لجل الأسر الجزائرية التي لا تستطيع الاستغناء عنها، ويعد الجزائريون من بين الشعوب الأكثر استهلاكاً لمادة الخبز، بحيث بلغ معدل الاستهلاك اليومي للفرد الواحد منه من 500غ إلى 900 غ، مما يبرهن على اعتماد الكل على الخبز كمادة أساسية في التغذية. وما يدور من أخبار في هذه الأيام حول احتمال ارتفاعه إلى 12 ديناراً للخبزة الواحدة وقد تصل بعض أنواعه إلى 20 ديناراً، جعل الكل في حيرة وقلق لاسيما العائلات كثيرة الأفراد والتي تجلب تلك المادة بنسب متزايدة خاصة مع مطلع الشهر الكريم الذي يزداد فيه استهلاك الخبز، وتعكف جل العائلات على اقتناء شتى أنواعه، وما يلوح في الأفق أنه في رمضان المقبل الخبز العادي الطويل هو ما سيميز أغلب الموائد الجزائرية، فإذا كان سعره سيقفز إلى 12 دينارا فغيره من الأنواع سوف تعرف هي الأخرى قفزة نوعية وستصل إلى حدود 20 دينارا، ذلك ما قوبل بالرفض من طرف أغلب المواطنين المتخوفين كثيرا من تطبيق ذلك القرار على أرض الواقع، وأرجع البعض سبب احتمال ارتفاعه إلى الغلق الذي تعرضت إليه العديد من المخابز، وصل عددها إلى حدود 40 بالمئة بعد تحرير مخالفات من طرف اللجان المعنية بالمراقبة، إضافة إلى غلاء المواد الأولية التي تدخل في تحضير تلك المادة الأساسية كالفرينة والخميرة إلى غيرها من المواد، ما جعل أغلب الخبازين يثورون ويطالبون إمَّا بدعم تلك المواد من طرف الوزارة الوصية أو رفع أسعار الخبز، وجعل المواطن هو الضحية في حالة الأخذ بالحل الأخير. وفي ظل هذا وذاك اختارت بعض النسوة وفور سماعهن خبر احتمال رفع سعر الخبز إلى الاستنجاد بالخبز المنزلي كالمطلوع وغيره من الأنواع الأخرى، لاسيما في الشهر الكريم الذي يحتاج إلى ميزانية أسرية عالية، بالنظر إلى ما يستلزمه الشهر من مصاريف خاصة بالتغذية، فبعد اصطدام الكل بغلاء اللحم والدواجن والخضر والفواكه سيواجهون في هذه السنة الأزمة الخانقة للخبز التي يهدد بها جل الخبازين في حال عدم الرضوخ إلى مطالبهم وإمكانية دخولهم في إضرابات يدفع ثمنها المواطنون. ولعدم الدخول في تلك المتاهات خلال الشهر الكريم قررت العديد من النسوة الاعتماد على الخبز التقليدي الذي يكثر استهلاكه خلال الشهر الكريم، فالكثير من الأسر الجزائرية سوف لن تتأثر بارتفاع سعر الخبز بالنظر إلى اعتماد أغلبها على صناعة الخبز التقليدي، وعن هذا قالت عائشة: »صرنا ننام ثم نقوم لكي نسمع ببعض الأخبار غير السارة والتي تنقلب بالسلب على المواطن البسيط على غرار الخبر المتداول في هذه الأيام، والمتعلق باحتمال ارتفاع سعر الخبز تزامنا مع شهر رمضان المعظم، وأضافت إن كان السعر الحالي المطبق والذي يتراوح من 7.5 إلى 8.5 دج ويصل إلى 10 دنانير لدى بعض المحلات من غير المخابز، لا يتلاءم ولا يتوافق مع القدرة الشرائية للبعض، فما بالنا إذا ارتفع إلى حدود 12 و20 ديناراً، فبالفعل الكثير من الأسر ستحسب ألف حساب لجلب رغيفين أو ثلاثة أرغفة على الأكثر ذلك ما يؤدي إلى ترشيد استهلاكه قسراً. وقالت إنه عيب وعار أن يصل سعر تلك المادة الأساسية إلى ذلك الحد والتي تعد الطعام الأساسي للفقير قبل الغني، وقالت إنه وجب على صناع القرار أن يعاودوا حساباتهم قبل تطبيق السعر على أرض الواقع، كونه سينقلب بالسلب على الكثيرين. أما غيرها من النسوة فقررن العودة إلى سالف عهدهن بتحضير الخبز التقليدي في البيت والاستغناء على الخبز الذي سيلتحق بركب المواد الملتهبة. والسؤال الذي نطرحه هو في حالة ما إذا ارتفعت أسعار الخبز هل سيؤدي ذلك إلى ترشيد استهلاكه من طرف المواطنين وكفهم عن تبذير 5 ملايين خبزة يوميا في سلة القمامة؟! الإجابة ستبقى للأيام المقبلة.