قارب الثلاثين دولارا للبرميل سعر النفط الجزائري يخسر 7 دولارات في شهر واحد تراجع معدل أسعار خام الصحاري الجزائري بأكثر من سبعة دولارات في جانفي الماضي ليبلغ 28ر31 دولار للبرميل حسب ما كشف التقرير الشهري الذي أصدرته اليوم الأربعاء منظّمة الدول المصدرة للنفط (أوبك). أوضحت بيانات المنظّمة أن معدل أسعار خام الصحاري انتقل من 59ر38 دولارا للبرميل في ديسمبر 2015 إلى 28ر31 دولارا للبرميل في جانفي 2016 بانخفاض قدره 31ر7 دولار. ويأتي هذا الانخفاض توازيا مع الهبوط العام لأسعار النفط خلال الشهر الماضي حيث فقد برميل الخام أكثر من 20 بالمائة من قيمته متراجعا إلى أدنى مستوياته منذ سبتمبر 2003 بسبب استمرار وفرة المعروض في الأسواق العالمية إلى جانب تباطؤ الاقتصاد الصيني. وفاقم من هذا الوضع التراجع الملحوظ للطلب الموسمي الموجّه لتلبية حاجيات التدفئة بالنظر إلى درجات الحرارة المرتفعة مقارنة بالدرجات الاعتيادية لفصل الشتاء. وكان خام الصحاري أنهى عام 2015 على معدل أسعار سنوي يبلغ 79ر52 دولارا للبرميل أي ما يمثّل تراجعا ب 47 بالمائة مقارنة ب 2014. وكشف تقرير (أوبك) من جهة أخرى أن حجم إنتاج الجزائر النفطي في جانفي بلغ 123ر1 مليون برميل يوميا مقابل 185ر1 مليون برميل يوميا في ديسمبر 2015 استنادا إلى بيانات رسمية جزائرية. واستنادا إلى مصادر رسمية (حكومية) فإن إجمالي إنتاج منظمة (أوبك) ارتفع في جانفي 2016 حيث قامت المنظّمة بإنتاج 953ر31 مليون برميل يوميا (من دون احتساب إنتاج الإكوادور وليبيا لعدم توفّر البيانات المتعلقة به) مقارنة ب904ر31 مليون برميل في ديسمبر 2015. وتعكس هذه الزيادة رغبة منظّمة (أوبك) في الحفاظ على حصتها السوقية بالرغم من إصرار بعض أعضائها كالجزائر وفنزويلا ونيجيريا على ضرورة التدخّل في السوق لوقف تدهور الأسعار. وعرف معدل أسعار سلة المنظّمة لشهر جانفي الماضي تراجعا ب 14ر7 دولار مقارنة بديسمبر 2015 ليبلغ 50ر26 دولارا للبرميل. توقّعات بارتفاع فائض النفط في 2016 أشارت منظّمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إلى أن فائض معروض النفط في السوق العالمية سيرتفع هذا العام عما كان متوقّعا في السابق في الوقت الذي تضخّ فيه السعودية وغيرها من أعضاء المنظّمة مزيدا من النفط بما يعوض انخفاض إنتاج الدول غير الأعضاء المتضررة من هبوط الأسعار. نقلت (رويترز) عن التقرير الشهري ل (أوبك) أمس الأربعاء -استنادا إلى مصادر ثانوية- أن المنظمة ضخت 32.33 مليون برميل يوميا في جانفي بزيادة 130 ألف برميل يوميا عن ديسمبر. وجاءت الزيادة في إنتاج (أوبك) في وقت تتوقّع فيه المنظّمة تباطؤ وتيرة نمو الطلب في 2016 وهي تفوق الانكماش الأكبر قليلا من المتوقّع في إمدادات المعروض من خارج المنظّمة. ويشير تقرير (أوبك) إلى أن فائض المعروض سيبلغ 720 ألف برميل يوميا في 2016 إذا واصلت المنظّمة الضخّ بمعدل جانفي ارتفاعا من 530 ألف برميل يوميا في تقرير الشهر الماضي. إلى ذلك اقترح إيجور سيتشن رئيس شركة النفط الرّوسية الحكومية روسنفت) أن تخفّض كبرى الدول المنتجة للخام الإنتاج بالاتّفاق فيما بينها لدعم الأسعار المتدنّية لكنه لم يذكر إذا ما كانت روسيا مستعدّة لخفض الإنتاج. وقال سيتشن وهو حليف مقرّب من الرئيس الرّوسي فلاديمير بوتين في مؤتمر نفطي في لندن إن (تخمة المعروض الحالية في السوق سببها الإنتاج الزائد من أعضاء أوبك). واقترح سيتشن أن تخفّض كبرى الدول المنتجة للنفط الإنتاج بواقع مليون برميل يوميا لتقليص فائض المعروض الذي قدره بنحو 1.5 مليون برميل يوميا قائلا: (سيساعد هذا الأسعار بشدة). ونزلت أسعار النفط أكثر من 70 بالمائة لنحو 30 دولارا للبرميل خلال 18 شهرا الماضية مع تجاوز العرض الطلب بنحو مليوني برميل يوميا بعد أن قررت (أوبك) عدم خفض إنتاجها سعيا منها لإخراج منتجي النفط ذوي التكلفة العالية من السوق. وكان سيتشن قد انتقد في الماضي استراتيجية (أوبك) وقال إن المنظّمة التي لا تتمتع روسيا بعضويتها (فقدت أنيابها) وقال إن موسكو لن تتعاون أبدا مع (أوبك) إذ باستطاعة صناعة النفط الروسية أن تصمد أمام أيّ انخفاض في الأسعار بفضل العمالة الرخيصة وضعف العملة المحلّية.