في سلسلة قصص خيالية مصورة بدأت منذ عام 1939، اعتاد الرجل الوطواط المعروف باسم "باتمان" التصدي للمجرمين ونشر الخير فى جميع أنحاء العالم، ولكن يبدو أن "باتمان" اليوم وفى نسخته الجديدة، عليه القيام بمهام أخرى تتمثل فى مواجهة دعاوى اليمين المسيحي المتشدد فى الولاياتالمتحدة بعد أن استعان فى إحدى مغامراته بشخصية مسلمة لمكافحة الجريمة فى فرنسا. وأثارت استعانة الرجل الوطواط "باتمان" فى العددين الأخيرين اللذين صدرا فى ديسمبر2010، بمسلم يدعى بلال من أصل جزائري ويحمل الجنسية الفرنسية لمساعدته فى مكافحة الجريمة فى فرنسا تصريحات عدائية من قبل المدونين اليمينيين الأمريكيين، بحسب موقع بليدينغ كول الأمريكي. وامتلأت التعليقات على المدونات الأمريكية بهجوم شديد على شخصية "باتمان المسلم"، وموجة من الانتقادات والسخرية ضد مؤلفها ديفيد هين، معتبرين أن وجود هذه الشخصية المسلمة فى قصته يخدم أهدافا سياسية محددة. واستعان "ديفيد هين" فى العددين الأخيرين من قصته المصورة "باتمان" بشخصية خيالية مسلمة تدعى بلال، 22 سنة، جزائري يحمل الجنسية الفرنسية، يعيش فى ضاحية "سان سان دوني" ذات الغالبية المسلمة حيث اندلعت أعمال عنف فى نوفمبر 2005 أغرقت فرنسا فى أزمة. وخلال الاضطرابات تمت محاصرة بلال وعدد من أصدقائه من قبل الشرطة، حيث تعرضوا للضرب، بعد أن ظن الأمن الفرنسي خطأ ضلوعهم فى أحداث الشغب. وتقوم الشرطة باعتقال بلال، الذى وصفه "ديفيد هين" فى قصته "بالشاب البريء"، وتعرض للتعذيب، ولكن بلالاً بفضل دعوات والدته المسلمة يصبح بطلاً لا يعرف قلبه الحقد، ويتحول إلى "الرجل الوطواط الفرنسى المسلم" الداعى إلى نصرة الحق والعدالة. الإسلاموفوبيا على المدونات ولكن يبدو أن اليمينيين الأمريكيين قد ساءهم أن يكون البطل منقذ فرنسا من الشر، والمدافع عن المظلوم، هو شخصية مسلمة، فانتشرت موجات من التعليقات المهاجمة من قبل اليمين المتشدد على المدونات الأمريكية التى تركت قصة باتمان الأصلية وركزت في الهجوم المعتاد على الإسلام وعلى وصم الدين بالتطرف والإرهاب. فعلى مدونة "الرجل الأبيض الغامض"، كتب الأمريكى "ورنر تود هستون" معلقا على "باتمان المسلم" قائلا: "فى الوقت الذى يرهب فيه المسلمون فرنسا، والإرهاب الإسلامى يضرب العالم بأسره، نقدم لقراء الرجل الوطواط قصة تثير التعجب"؟. وأضاف ساخرا من الشخصية الخيالية المسلمة ومؤلفها: "أقترح على المؤلف منح البطل المسلم قدرات خاصة، منها دفن النساء إلى حد العنق في الرمال وتحطيم رؤوسهن بالحجارة" في إشارة إلى عقوبة الرجم التي يتم تطبيقها في عدد من البلدان الإسلامية على الزانية الثيِّب. وعبَّر أحدُهم عن غضبه الشديد على مدونته من كون منقذ باريس مسلما، بالقول: "لم يكن لائقاً لمسلم يؤمن بالتطرف أن يلعب دور البطولة ويكافح الجريمة". وقالت الأمريكية آفى على مدونتها: "كيف يحول هين القاتل إلى بطل ينتصر للعدالة، أليس هذا المسلم هو من خرب وقتل الناس فى شوارع فرنسا"؟. وعلى الرغم من وجود عاصفة من التعليقات على شخصية "باتمان المسلم" على المدونات باللغة الإنجليزية فإن المدونات والمواقع باللغة الفرنسية لم يتم فيها رصد سوى عدد صغير من ردود الأفعال على القصة. حيث وصف آخر على مدونته باللغة الفرنسية العمل بأن له أبعادا سياسية "مستبعدا فى الوقت ذاته أن يكون منقذ فرنسا في أي وقت مسلما". ومن جانبه، رفض الناشر التعقيب على هذه التصريحات العدائية، فى الوقت الذى قال فيه البريطانى ديفيد هين مؤلف "الرجل الوطواط": "إنه اخترع هذه الشخصية (باتمان المسلم) لأنه لو كان فرنسيَ الأصل لأحب أن يجد مثل هذه التفاصيل التى لم يتطرق إليها أحد". وأضاف هين: "إن مشاكل الضواحي (ذات الغالبية المسلمة) والأقليات طاغية على الأحداث الفرنسية فى ظل حكومة ساركوزى، ولم يكن أمامي سوى هذا الاختيار"، على حد قوله. مجرد عمل ثقافي وأوضح هين ردا على من اتهموه بأن له أهدافا سياسية من وراء صنع هذه الشخصية: "أميل فى معظم قصصى إلى وجود تنوع ثقافى يتمثل فى تنوع الشخصيات التى أصنعها فى مؤلفاتى.. إنه عمل ثقافى وليس له أى أهداف سياسية". يشار إلى أن فرنسا عانت فى أواخر عام 2005 من أعمال عنف واضطرابات من قبل جاليات عربية، بعد مقتل مراهقين اثنين من أصل عربى فى ضاحية فقيرة بباريس أثناء فرارهما من الشرطة، أسفرت عن إحراق آلاف السيارات والمحلات فى مناطق متفرقة من فرنسا. ويبلغ عدد مسلمى فرنسا 6 ملايين و100 ألف نسمة يمثلون 10% من عدد سكان فرنسا البالغ عددهم 62 مليون نسمة. وباتمان أو الرجل الوطواط هو شخصية خيالية من إنتاج شركة دى سى كوميكس (DC Comics، وكان أول ظهور له فى ماي 1939 حين ظهر فى العدد رقم 27 من مجلة القصص المصورة Detective Comics. وتعددت بعد نجاح شخصية باتمان، نماذج أخرى فى السينما الأمريكية لشخصيات خيالية خارقة مثل "سوبرمان"، وسبايدرمان "العنكبوت". الجدير بالذكر أن مبيعات العددين الأخيرين من القصة المصورة لباتمان المسلم نفدت من المكتبات الأمريكية بسرعة قياسية. * استعان "ديفيد هين" فى العددين الأخيرين من قصته المصورة "باتمان" بشخصية خيالية مسلمة تدعى بلال، 22 سنة، جزائري يحمل الجنسية الفرنسية، يعيش فى ضاحية "سان سان دوني" ذات الغالبية المسلمة حيث اندلعت أعمال عنف فى نوفمبر 2005 أغرقت فرنسا فى أزمة. * يبدو أن اليمينيين الأمريكيين قد ساءهم أن يكون البطل منقذ فرنسا من الشر، والمدافع عن المظلوم، هو شخصية مسلمة، فانتشرت موجات من التعليقات المهاجمة من قبل اليمين المتشدد على المدونات الأمريكية التى تركت قصة باتمان الأصلية وركزت في الهجوم المعتاد على الإسلام وعلى وصم الدين بالتطرف والإرهاب.