أشار إلى تحديات الحاضر ** أخبار اليوم تنشر نص رسالة الرئيس في يوم الشهيد ** دعا رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة يوم الخميس إلى جعل ذكرى يوم الشهيد والنقلة الدستورية التي شهدتها البلاد (ركيزتين لوثبة وطنية تكون في مستوى التحديات). وقال الرئيس بوتفليقة: (فلنجعل من هذه الذكرى المجيدة ومن هذه النقلة الدستورية ركيزتين لوثبة وطنية في مستوى تحديات الحاضر بغية تعزيز صلابة وحدتنا الوطنية وبغية استكمال ميراث الشهيد على درب التنمية الإقتصادية والرفاهية الإجتماعية). وأكد رئيس الجمهورية في رسالة بمناسبة اليوم الوطني للشهيد المصادف ل18 فيفري من كل سنة قرأها نيابة عنه المستشار لدى رئاسة الجمهورية محمد علي بوغازي خلال مراسم احياء هذه المناسبة بالوادي أن الجزائر بإثراء دستورها حرصت على (تعزيز الديمقراطية والحقوق والحريات) وأكدت على (تمسك شعبها بهويته وقيمه الوطنية) مع تعزيز مكانة ثورة نوفمبر وأبطالها الذين تم بفضلهم استعادت الجزائر سيادتها وحريتها. وبهذه المناسبة دعا الرئيس بوتفليقة أبناء الجزائر إلى استخلاص المعاني والدروس من شهداء الثورة التحريرية لاستقراء مواقفهم بعيون اليوم ومواجهة تحديات المستقبل . وأبرز رئيس الجمهورية في هذا الصدد أن رسالة الشهيد هي (أعظم من أن يحتويها يوم وطني واحد بل ينبغي أن نعمل دوما وباستمرار على تعزيز ما من شأنه أن يرفع من قيمة الجزائر وأن يؤصل مبادئ ثورة أول نوفمبر لدى الأجيال الصاعدة لضمان التواصل والإستمرار مع رسالة أول نوفمبر الخالدة). النص الكامل لرسالة الرئيس في تاريخ الأمم أيام خالدات في وجدانها تستمد منها الدروس والعبر وما هذا اليوم المبارك يوم الشهيد إلا واحدا من الأيام الخالدة التي تمجد ماضينا الزاخر بالبطولات العظيمة المرتسمة في محطات ومواقف تجعلنا نغوص في أعماقه حيث تتجلى سلسلة الملاحم التي ترقى إلى أسمى معاني الوجود الإنساني وقيم الحياة المثلى التي حملتها ثورتنا المظفرة التي كانت وما تزال صمام تماسك شعبنا وتلاحمه وتآزر بناته وأبنائه وتضامنهم. فكلما أزف موعد هذا الحدث الجلل تنفتح الذاكرة على مآثر نساء ورجال قضوا على هدي المحجة البيضاء فكل شهيد هو صفحة مشرقة بالبطولة والفداء ورسم لعزمه وصبره على تحمل الشدائد والمحن والمعاناة فكم من شهيد خاض المعارك والإشتباكات ضد عدو شرس فنال شرف الشهادة في ساحات الوغى وكم من شهيد لفظ أنفاسه تحت التعذيب الوحشي في المعتقلات ومراكز الإستنطاق وفي السجون وفي المحتشدات وكم هم أولئك الذين راحوا ضحية الإبادة الجماعية وأولئك الذين تفحمت أجسامهم وهم يقتحمون الأسلاك الشائكة وحقول الألغام وكم هي كثيرة صور الفداء والتضحية. إن العبرة اليوم باستحضار قيّم الشهادة وتمجيد شهداء ثورة نوفمبر هي من أجل تعميق معاني التضحية في سبيل الوطن واستثمار هذا الرصيد الرمزي من القيم والعبر في رص الصفوف وشحذ الهمم لمواجهة التحديات وتعزيز الأمل في نفوس أبناء هذا الشعب البطل للمضي قدما على درب البناء والتقدم. نعم فعلى أبناء جزائر اليوم أن يعتزوا بانتسابهم لهذا الشعب الذي كتب أروع الصفحات في تاريخ الحرية كان ثمنها مليونا ونصف المليون من الشهداء الأبرار الذين عطروا بدمائهم الزكية كل شبر من أرض الجزائر الطاهرة وعلى ارتباطه الوثيق بمقوماته وأصالته التي كانت دوما ميثاقه ومرجعه في الصمود والذود عن حمى الوطن والتصدي للمعتدين عبر كل العصور والأزمان. إن إحياء مثل هذه الذكريات وتخصيص يوم وطني لها يحمل أكثر من دلالة فهو يوم للعبرة والتأمل والإقتداء بمن آثروا الموت في سبيل أن يحيا شعبهم من بعدهم حياة العزة والكرامة. وبهذه المناسبة أدعو أبناء وطني الأباة إلى استخلاص المعاني والدروس من هؤلاء ليس بتقييدهم في سجلات للتباهي بها وحفظها المشروعين فحسب بل كذلك لاستقراء مواقفهم بعيون اليوم واستشراف المستقبل واسنتهاض الهمم والإرادات لتستأثر بمصيرها وترسم معالم استراتيجية أمة مؤزرة بقوة معنوية ومادية تمكنها من مواجهة تحديات المستقبل. إن رسالة الشهيد هي أعظم من أن يحتويها يوم وطني واحد بل ينبغي أن نعمل دوما وباستمرار على تعزيز ما من شأنه أن يرفع من قيمة الجزائر وأن يؤصل مبادئ ثورة أول نوفمبر لدى الأجيال الصاعدة لضمان التواصل والإستمرار مع الرسالة رسالة أول نوفمبر الخالدة. ولئن كان مجال السياسة والإيديولوجيات مدعاة للإختلاف وهو أمر طبيعي ومحبذ فإن فضائل الثورة المباركة أجمعت عليها كل أطياف شعبنا باعتبارها الخيمة الكبرى التي يستظل تحتها كل بنات وأبناء الشعب الجزائري. نقف اليوم بخشوع وإجلال ترحما على أرواح شهداء ثورة نوفمبر المجيدة وذلك أياما فقط بعدما قامت الجزائر بإثراء دستورها حرصا على تعزيز الديمقراطية والحقوق والحريات وحرصا منها كذلك على التأكيد على تمسك شعبها بهويته وقيمه الوطنية وحرصا أيضا على تعزيز مكانة ثورة نوفمبر وأبطالها في الجزائر التي استعادت بفضلهم سيادتها وحريتها. فلنجعل من هذه الذكرى المجيدة ومن هذه النقلة الدستورية ركيزتين لوثبة وطنية في مستوى تحديات الحاضر بغية تعزيز صلابة وحدتنا الوطنية وبغية استكمال ميراث الشهيد على درب التنمية الإقتصادية والرفاهية الإجتماعية. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار. تحيا الجزائر.