في جلسة محاكمة دامت أكثر من ثلاث ساعات، روى رجل في الستّين من العمر يدعى ق·م·ص تفاصيل جريمة قتل ابنته ريمة، والتي نفّذها في لحظة غضب بعدما تملّكه اليأس من تصرّفاتها اللاّ مسؤولة التي جلبت له العار، حيث أقدم على خنقها بيديه إلى أن وقعت جثّة هامدة بعد مشادّات عنيفة بينهما، الأمر الذي جعله محلّ إدانة من طرف هيئة محكمة الجنايات بخمس سنوات حبسا نافذا· وقائع القضية التي احتضنتها شقّة بحي 08 ماي 1945 بباب الزوار في 19 أفريل 2010 تحرّكت بعدما تقدّم المتّهم إلى مركز الأمن الحضري في حدود الساعة الثامنة مساء ليبلّغ عن ارتكابه جريمة قتل في حقّ في ابنته. وعليه، تنقّلت مصالح الأمن إلى عين المكان فعثرت على جثّة الضحّية ملقاة على السرير، وقد تمّ نقلها مباشرة إلى مصلحة الطبّ الشرعي بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا أين تمّ تشريحها ورفع تقرير على وكيل الجمهورية بمحكمة الحرّاش مفاده أن الضحّية تعرّضت لجروح خطيرة على مستوى الرأس، وأن أثار الضرب كانت واضحة على يديها، غيرها أنها لم تكن السبب المباشر للوفاة، بل كان السبب تعرّضها للخنق بواسطة اليدين· المتّهم اعترف أمس وعبر جميع مراحل التحقيق بالجرم المنسوب إليه دون تردّد، حيث صرّح بأنه عانى الويلات من تصرّفات ابنته الطائشة، فمنذ أن بلغت سنّ 12 سنة بدأت سلوكاتها تنحرف فقد كانت تهرب من المدرسة لتلهو في الشارع، الأمر الذي دفعه بعد عامين إلى توقيفها نهائيا عن الدراسة وتسجيلها في مركز التكوين المهني أين تلقّت تربّصا مكّنها من العمل في إطار دعم وتشغيل الشباب، وفي تلك الفترة تعرّفت على شابّ حرّضها على الهروب من المنزل لمدّة أربعة أيّام غير أن فرقة مكافحة جنوح الأحداث بباب الوادي تمكّنت من العثور عليها وإعادتها إلى المنزل بعدما تمّ عرضها على الطبيب الشرعي الذي أثبت أنها لاتزال عذراء. ولدرء الفضيحة رفض المتّهم متابعة الشابّ قضائيا، خاصّة وأن ابنته لم يلحقها أيّ مكروه، وأنها غادرت المنزل بإرادتها· ليضيف الأب في تصريحاته أن جميع محاولاته لإنهاء العلاقة التي تجمع ابنته بالشابّ باءت بالفشل، لتكرّر مجدّدا حادثة الهروب من المنزل لكن هذه المرّة تعرّضت لعملية اعتصاب من طرف الشابّ، الأمر الذي جعلها تودع شكوى ضده كانت لاتزال قيد التحقيق قبل واقعة القتل. وقد تمسّك ذلك الشاب بإنكار التّهمة، الأمر الذي أثار جنون الفتاة التي أرادت ملاقاته عنوة، وهو التصرّف الذي لم يقبله الأب الذي لجأ إلى حجزها في المنزل نهائيا ومراقبتها إلى غاية يوم الفصل في القضية الذي كان مقرّرا في 26 أفري،ل وقد انتهزت هذه الفترة للإضراب عن الطعام لإجبار والديها على مجاراتها· كما صرّح الأب بأنه يوم الوقائع تفاجأ بابنته تصرخ وتحاول لفت انتباه الجيران، كما قامت بجرح جسدها وكانت علامة الإرهاق والتعب بادية على ملاحمها لرفضها تناول الطعام، ولم تكتف بتك التصرّفات بل حاولت فتح الباب الأمر الذي دفع بالمتّهم إلى سحبها داخل الغرفة بعدما طرد والدتها، غير أنها رفضت أن تهدأ ودخلت معه في مشادّات بالأيدي، ما جعله يقوم في لحظة غضب بخنقها دون أن يشعر، مؤكّدا لهيئة أنه لم ينو قتلها وأنه لم يبلّغ عن جريمته ساعة وقوعها لأنه كان في حالة ذهول· النيابة العامّة رأت في مرافعتها أن المتّهم عاقب ابنته بقسوة، وأنه لابد من تسليط أقصى عقوبة هي الإعدام، غير أن تشكيلة المحكمة راعت ظروف التخفيف لتدينه بالحكم السالف ذكره·