قضت على الأناشيد التربوية الهادفة الأغاني الرايوية الهابطة تنتقل إلى الأطفال مما لا يتجادل فيه اثنان أن الأغاني الرايوية في الآونة الأخيرة عرفت انتشار واسعا واتخذت منعرجا خطيرا إذ باتت تعبر عن مدى الانحطاط الفكري والثقافي فكلماتها الساقطة وأسلوبها الذي لا يخلو من جو الملاهي الليلية جعل الكثيرين يطالبون بضرورة مقاطعتها ولكن الأدهى والأمر من كل هذا هو انتقال هذه الأغاني إلى فئة الأطفال الصغار وترديدها حتى أنستهم الأناشيد التربوية الهادفة كما أثرت سلبا على تنشئتهم وساهمت في انحراف سلوكاتهم. ي. آسيا فاطمة لقد عرفت أغاني الراي شهرة واسعة جدا بين الناس وقد تجاوزت شهرتها أرض الوطن لتنتقل إلى ما وراء البحار فقد أصبحت ظاهرة عالمية ويرجع الكثير من المختصين وحتى عامة الناس أن المعاني الساقطة التي باتت تحملها الأغنية الرايوية في آخر فترة ساهمت وبشكل كبير في إفساد الشباب نظرا لما تحمله تلك الأغاني من معان ساقطة ناهيك عن أسلوب الأداء المنحط الذي ينقلك إلى جو الملاهي الليلية والكارثة الأعظم أنها شغلت الأطفال في الآونة الأخيرة بعد الكبار طبعا. أطفال يرددونها ويحفظونها عن ظهر قلب بتنا نشاهد في الفترة الأخيرة انتشار ظاهرة حفظ الأغاني الرايوية من طرف الأطفال فكثيرا ما باتت تتردد هذه الأغاني بينهم كل هذا في غفلة من الأولياء دون اعتبار لما تحمله من معان خطيرة لا تليق بسنهم ولعل أكبر دليل على شيوع هذا الأمر بينهم هو ما تناقلته صفحات (الفايسبوك) لمقطع لأطفال في المرحلة الابتدائية كانوا يرددون تلك الأغاني في حفلة مدرسية وكانوا يتمايلون ويرقصون على إيقاعاتها وقد سألنا البعض عن رأيهم في هذا الموضوع فقالت السيدة هاجر وهي أم لطفلين: (أحتار من الآباء الغافلين عن أولادهم فهم السبب الرئيسي في شيوع هذا الأمر السيء بينهم) أما السيد جمال فقد قال: (أنا شخصيا لا أمنع أطفالي المراهقين من الاستماع لهذه الأغاني لأنها أغاني العصر فكما تأثر جيلنا نحن الآباء بنمط موسيقي كنا نسمعه هم أيضا لهم ما يتبعون ولكن في حدود المعقول). تقضي على تنشئتهم السليمة لقد انتشرت كثيرا مقاطع الفيديو على موقع اليوتيوب لأطفال يغنون الأغاني الرايوية في الأعراس في جو أقرب ما يكون بجو الملاهي وهي تحقق نسبة مشاهدة واسعة جدا بين المتتبعين فهنالك أطفال لا تتجاوز أعمارهم السادسة يحفظون هذه الأغاني عن ظهر قلب ولا يتوانون في خطف الأضواء بإمساكهم للميكرفون وترديد هذه الأغاني والرقص على أنغامها بطريقة محترفة لتنقسم آراء الناس بين ساخط ومتحفظ ومؤيد فهناك من يرى أنه لا حرج في هذا فكل الأطفال تظهر عندهم مثل هذه المواهب وعليهم تنميتها وإن كان هذا الرأي يلقى معارضة كبيرة بين الناس خاصة وأن المعاني التي تحملها هذه الأغاني خطيرة على عقولهم الصغيرة البريئة فالمفاهيم المتنوعة بين اليأس والغرام الممنوع وحتى بعض الأغاني المشيدة بالمخدرات والخمور إلى غيرها من الأفكار السيئة هي بعيدة عن سنهم كما أن هناك أغاني تنادي بالعنف الجسدي واللفظي فهذه الأغاني لا تمت للفن بصلة ويجمع الكثيرون أنه من غير المعقول تسريب مثل هذه المفاهيم لأطفال صغار وعلى الأهل مراقبة أطفالهم ومنعهم وعدم تشجيعهم على مثل هذه السلوكات. دور بارز للأولياء في القضاء على الظاهرة في رد عما ينشره البعض لصور ومقاطع الفيديو لأطفال يتراقصون ويغنون تحت أنغام الموسيقى الرايوية نجد من ينتقد هذا الأمر بطريقة تبدو في أول الأمر هزلية إلا أنها تحمل الكثير من المرارة فالأطفال هم جيل المستقبل وأمل الأمة ومن واجب الآباء رعايتهم والاهتمام بهم وعدم تشجيعهم على مثل هذه العادات السلبية لما تحمله من عواقب وخيمة لا تخفى على أي أحد منا فلا يمكن لأجواء تملؤها الرذيلة أن تنتج لنا جيلا صاعدا نعتمد عليه ومن واجب الأولياء أن يملأوا أوقات فراغ أطفالهم بالنشاطات المفيدة وصرف نظرهم عن مثل هذه التفاهات.