بعد السيدا والسكري وارتفاع ضغط دم، وكذا الربو والحساسية... يضاف مرض التهاب الكبد الفيروسي إلى قائمة الأمراض الخطيرة التي تهدد حياة الجزائريين، هذا رغم التطور الكبير الذي حققه الطب في هذا المجال من خلال تحديد كافة أنواع هذا الداء تقريبا وكذا طرق وأساليب الوقاية والعلاج معا، ومع ذلك تحصي الجزائر حوالي 1.5 مليون مصاب بمرض التهاب الكبد الفيروسي، 75 بالمائة منهم لا تظهر عليهم أعراض المرض، حسب ما كشف عنه رئيس جمعية "أس أو أس" التهاب الكبد الفيروسي السيد بوعلاق عبد الحميد على هامش إحياء اليوم الوطني لهذا المرض، والذي دعا أيضا إلى ضرورة وضع مخطط وطني لمكافحة مرض التهاب الكبد بنوعيه، وذلك من خلال تكثيف الحملات التحسيسية حول هذا المرض، وإنشاء المزيد من مراكز العلاج والتكفل، وتحسين أساليب وطرق الكشف والتكفل بالمصابين، إضافة إلى توفير الإمكانيات اللازمة في هذا الإطار. وقد أوضح المتحدث أن الوقاية والكشف والتشخيص والتكفل تشكِّل جوانب على قدر كبير من الأهمية في إطار مكافحة التهاب الكبد بالنظر إلى أن هذا المرض ليس له أعراض، ولذلك فهو يُعرف ب"الوباء الصامت" الذي يمكن أن يتطور إلى مضاعفات خطيرة تنتهي بالقضاء على حياة الشخص المصاب. ويشكل مرض التهاب الكبد حسب المتدخلين "عبئا ماليا ثقيلا" حيث أن تكاليف التكفل بأحد مرضى التهاب الكبد من نوع "ب" تقدر بثلاثة ملايين دج فيما تقدر تكلفة شخص مصاب بالنوع "ج" ب44ر1 مليون دج "وذلك دون احتساب الفحوص الإضافية التي تقدر ب 50 مليون سنتيم". إضافة إلى أن اللقاح الخاص بالتهاب الكبد من نوع "ب" لا يكفي لوحده لمواجهة انتشار الفيروس، ونظراً للتكاليف المرتفعة والباهظة التي تتطلبها رحلة العلاج من هذا الداء، فان كثيراً من المصابين وخاصة من فئة الفقراء يتجهون إلى العلاج بالطرق التقليدية، رغم أن بعضها قد يؤزم ويفاقم الوضعية الصحية للمريض، ويجعلها أكثر خطورة بسبب نقص التعقيم والنظافة بالمقام الأول. وقد المح المتدخلون خلال اليوم الوطني الخاص بمرض التهاب الكبد الفيروس في الجزائر، إلى أن التهاب الكبد من نوع "ب" يعد مرضا ينتقل عن طريق الجنس فيما ينتقل التهاب الكبد من نوع "ج" عن طريق الدم وان وسيلة العدوى بين الأم والطفل تكون أكثر ارتفاعا لدى النساء الحوامل في حالة النوع "ب". وأشار المحاضرون أيضا إلى أن التهاب الكبد من نوع "ب" و بمجرد استقرار الفيروس على مستوى نواة الخلية سيصبح الهدف من العلاج مقتصرا على مراقبة تكاثره، أما بخصوص التهاب الكبد من نوع "ج" فان المريض يمكن أن يشفى إلا أن العلاج سيكون "شاقا ومكلفا وطويلا". ولذلك فانه يعد من الضروري القيام بالكشف لدى المرأة الحامل ابتداء من الثلاثي الأول