قال إن قطاعه سيكون مُجبَرا على الاستعانة بمناطق مجاورة ** أعلن عبد الوهّاب نوري وزير الموارد المائية عن إيفاد فريق متخصّص في مسح وضعية المشاكل لولاية تندوف والمتمثّلة في افتقار الولاية إلى الماء الصالح للشرب مبديا استياءه من المماطلة في إنجاز أكبر مشروع بالولاية لتحلية المياه الجوفية والذي انطلق في 2013 ومن المفترض أن يسلّم في جوان من السنة الجارية حيث شدّد الوزير على ضرورة إتمام المشاريع التابعة لقطاعه في آجالها المحدّدة قبل اتّخاذ إجراءات ردعية صارمة حيال المتسبّبين في التأخير. كشف نوري خلال الزيارة التفقّدية التي قادته أوّل أمس إلى ولاية تندوف للوقوف على أهمّ المشاريع التابعة لقطاعه بالمنطقة أنه في حال تأخّر مشروع تحلية المياه الجوفية لابد من تقوية الورشات لتسليم المشروع من خلال الاشتراك مع شركات أخرى على غرار (كوسيدار) و(سونطراك) لإتمام وتسليم المشروع في أوانه علما بأن هذا المشروع يزوّد المواطن التندوفي بسعة من 10 آلاف إلى 10 آلاف و500 متر مكعّب من المياه الصالحة للشرب رصد له غلاف مالي يتجاوز ال 178 مليون دينار جزائري أضيف لها مبلغ آخر للمتابعة يصل إلى 75 مليون دينار جزائري وفق الشروح المقدّمة. كما هدّد وزير الموارد المائية المقاول الذي يقف على رأس المشروع بأنه في حال لم يتدارك التأخّر سيتمّ اتّخاذ إجراءات ردعية لتسوية الأمر داعيا في هذا الصدد إلى ضرورة العمل بجدّ للوصول إلى تسليم المشروع حيث وجّه تعليمات صارمة قائلا: (أنا لست غبيا لتقول إن المشروع وصل إلى 80 بالمائة من الأشغال في حين لم يبلغ نصف النّسبة). في هذا الإطار قال الوزير إنه لابد أن تصله تقارير يومية بخصوص ما يحدث في محطة تحلية المياه الجوفية بولاية تندوف مؤكّدا أن هذا الأمر يجعل المواطن يظنّ (أننا نكذب عليه) على حدّ تعبيره. وأضاف الوزير أنه من حقّ المواطن أن يتذمّر لأنه يستفيد من مياه غير المياه التي يجب أن تكون مشيرا إلى أن المياه الجوفية للولاية تمتاز بعذوبة عالية عن غيرها وفي ذات السياق أوضح أن قطاعه سيكون مُجبَرا في حال عدم الحصول على نتائج مُرضية من هذه الدراسة الهيدروجيولوجية للمياه على التفكير في جلب موارد مائية إضافية من مناطق مجاورة بالرغم من تكلفتها الباهظة. وقال نوري إن ولاية تندوف فقيرة من المياه الجوفية داعيا إلى العمل على تشخيص المنطقة لمعرفة الإجراءات التي لابد من اتّخاذها مبرزا أنه سيتمّ في القريب العاجل بمعيّة الشركات التابعة لمجمّع (سوناطراك) مسح هذه المنطقة بصفة دقيقة لمعرفة قدراتها من الموارد المائية الجوفية وفي هذا السياق حثّ على ضرورة استغلال المياه المطهّرة للري واعتماد ورشات التحسيس لاستعمالها في هذا الصدد. تندوف تملك أكبر مصنع احتياطي للحديد في العالم علمت (أخبار اليوم) من مصادر موثوقة خلال الزيارة التفقّدية بأن ولاية تندوف تملك أكبر مصنع للحديد والصلب في منطقة غار جبيلات ويعدّ هذا المصنع -حسب المصدر ذاته- أكبر احتياطي للحديد في العالم. لكن لهذا المصنع مشكلة تتمثّل في اِلتصاق مادة الفوسفات بالحديد وللفصل بين هاتين المادتين لابد من وفرة المياه الصالحة للشرب علما بأن الولاية تعاني من مياه ذات نسبة ملوحة عالية. وأردف ذات المصدر أن الجزائر في حال تجنّدت ووفّرت الماء اللاّزم للمواطن التندوفي ولعملية الفصل بين مادة الحديد والفوسفات ستكون أكبر منتج لمادة الحديد وبذلك فإن مشروع تحلية المياه الجوفية السالف الذكر من شأنه أن يحلّ أزمة غار جبيلات. وبخصوص مشكل إمكانية تعرّض مصادر المياه للتلوّث الذي أبدى بشأنه المسؤولون المحلّيون تخوّفا أكّد الوزير أن قطاعه سيوفّر أرصدة مالية كافية من أجل التكفّل بهذا المشكل نهائيا بالتنسيق مع مصالح التطهير والمصالح الأخرى المعنية.